قالت صحيفة القدس الصادرة في فلسطين، اليوم الثلاثاء ،أن الفريق الذي يسيره جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأميركي ويرأسه جيسون غرينبلات، مبعوث الرئيس الأميركي للمفاوضات غير المباشرة بين الجانبين الفلسطيني وإلاسرائيلي، ويتضمن ثمانية أعضاء آخرين، استكمل مسودة تتناول النقاط الرئيسية التي ستطالب الإدارة (الأميركية) الوفد الفلسطيني القبول بها لإظهار حسن النوايا.
وتتناول المسودة التي سيتم تقديمها للرئيس الأميركي ترامب قبل نهاية هذا الأسبوع تسع نقاط تتضمن : عودة الجانب الفلسطيني للمفاوضات مع إسرائيل بدون شروط مسبقة ؛ وموافقة الفلسطينيين على إشراك الدول العربية أيضا بالمفاوضات مع إسرائيل (مثل مصر والسعودية ودولة الإمارات العربية والأردن)، وعدم اعتراضهم على قرارات تم اتخاذها في المراحل الأولى من المفاوضات، (مثل عدم تجميد البناء الاستيطاني بشكل كامل شرط ألا تقام مستوطنات جديدة)؛ وإبراز الجهود الميدانية التي تمارسها السلطة الفلسطينية في وقف ما اسموه "أعمال العنف ضد إسرائيل" (المقاومة العنفية)، مشيرين الى ان الرئيس الامريكي ترامب "لن يكتفي بإصدار البيانات الفلسطينية المدينة للإرهاب. وتدعو المسودة الى الشراكة الفلسطينية الفعالة من خلال قوات الأمن الفلسطينية في محاربة ما وصوفوه بـ "الإرهاب المحلي".
واوضحت المصادر أن أجهزة الأمن الفلسطينية التي دربتها الولايات المتحدة أظهرت تواطؤا في السابق مثل الإفراج عن "المشبوهين" بعد اعتقالهم ؛ كما اشار الى ضرورة توقف السلطة الفلسطينية عن دفع رواتب لعائلات الشهداء والأسرى "تماشياً مع قانون تايلولر فورس الذي سنه الكونغرس الأميركي بشأن المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية" ؛ وقيام السلطة الفلسطينية بإصلاحات في الأجهزة الأمنية (بإشراف أميركي) بهدف مكافحة الفساد (وتخص هذه النقطة مذكرة قدمتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي للفريق الأميركي تدعي فيها أن أفراد أجهزة الأمن يتلقون أكثر من راتب شهري)، والتزام السلطة الفلسطينية بوقف تحويل الأموال الى قطاع غزة "حيث يساهم الأمر بتمويل مصروفات حركة حماس المدرجة على لائحة الإرهاب بما نسبته 52% من ميزانية السلطة الفلسطينية تحول لقطاع غزة؛ وفي المقابل ستتمسك الإدارة الأميركية بمواصلة دعمها لفكرة دولتين لشعبين".
وبين المصدر أن الإدارة الأميركية في المقابل "ستُعلم الفلسطينيين بأنها لا ترى ضرورة لنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس في الوقت الراهن، بل أن خطوة كهذه من شأنها أن تعقد سياق السلام الذي تحاول الإدارة إنعاشه من جديد".
ويأتي النشاط المتجدد للإدارة الأميركية تجاه "سلام فلسطيني إسرائيلي" في سياق تعهد الرئيس الأميركي ترامب بأنه هو الذي سيدخل التاريخ كالرئيس الأميركي الذي "تمكن من حل هذه القضية المعقدة" ، حيث التزم الرئيس علناً بالقيام بالجهود الحثيثة للتوصل إلى صيغة للحل، قد تكون بعيدة عن حل الدولتين بشكلها المعروف والمتفق عليه في أوسلو وبعدها، والذي يقوم على دولة فلسطينية على حدود عام 1967 وهو الأمر الذي أصبح غير قائم حالياً.
يشار إلى أن إدارة ترامب تراجعت عن موقفها الرافض لحل الدولتين بالمطلق، مبدية قبولها إضافة تعديلات على صيغة الحل "بما يتلاءم مع الوقائع على الأرض حالياً"، إلى جانب إلقاء القضية في إطار إقليمي أكبر وهو ما تسبب في الخلاف بين السلطة ومصر مؤخراً، حيث رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس (بحسب تقارير) حضور لقاء القمة الإقليمي الذي عقد العام الماضي لبحث القضية بحضور جون كيري وزير الخارجية الأميركي السابق والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني عبد الله الثاني إلى جانب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتانياهو، حيث تبنى الرئيس المصري السيسي المشروع بصيغته الإقليمية.
تجدر الاشارة هنا الي ان الوفد الفلسطيني رفيع المستوى برئاسة مسؤول دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية د. صائب عريقات ومسؤول جهاز المخابرات ماجد فرج وآخرين يشستعدون للقدوم إلى واشنطن يوم الأحد المقبل، 23 نيسان 2017، للبدء بلقاءات مكثفة مع فريق الرئيس الأميركي دونالد ترامب اعتباراً من الاثنين 24 نيسان، تحضيراً لزيارة الرئيس محمود عباس لواشنطن ولقائه الرئيس ترامب بالبيت الأبيض .
المصدر: القدس