مع اقتراب موعد ولادتك ونهاية مرحلة الحمل ، عليكِ ان تعرفي بشكل اكبر عن ما يسمى "الطلق البارد" وأسبابه وأعراضه ونقاط اختلافه عن الطلق الكاذب ، حتى تكوني على أهبة الاستعداد النفسي لما سينتظرك ساعة الصفر..
لا تزال الأسباب الدقيقة للطلق البارد وبداية المخاض الحقيقي غير واضحة إلى الآن. غير أنّ التحليلات العلمية في هذا الإطار كثيرة، ومنها: إقدام الغدد النخامية للأم على إفراز الأوكسيتوسين فور اكتمال نمو الجنين واستعداده للخروج إلى العالم؛ والأوكسيتوسين هو الهرمون المسؤول عن تحفيز انقباضات الرحم.
ولسنواتٍ عدّة، اعتُقد بأنّ جسم الأم هو المسؤول عن بدء الطلق البارد. ولكنّ عدداً من باحثي اليوم يؤكّدون بأنّ الطفل هو نفسه المسؤول عن الطلق البارد والمخاض الحقيقي، وهو نفسه الذي يُرسل لجسم الأم إشارةً تكون بمثابة محفّز طبيعي وأساسي للمخاض الذي سيُمهّد لولادته.
فبحسب النظرية الأولى، تُفرز رئتا الجنين أنزيماً معيناً فور اكتمالهما. وهذا الأنزيم هو الذي يحثّ جسم الأم على إنتاج البروستلاغلاندين الذي يلعب دوراً رئيساً في تحفيز التقلصات وإحدث التغيرات الفيزيوليوجية اللازمة في عنق الرحم.
وبحسب النظرية الثانية، تعمد الغدد الكظرية للجنين بُعيد اكتمال نموه وبلوغه مرحلة الجهوزية التامة للولادة، إلى إنتاج نوع محدد من الهرمونات، وهذه الهرمونات هي التي تُحدث تغيرات هرمونية في جسم الأم وتُعلن صفارة البداية للطلق البارد فالمخاض!
وبناءً عليه، وفي غياب الأسباب الصريحة لحدوث الطلق البارد، يبقى التركيز مسلطاً على الأعراض التي تُعلن بدايته وتُميّزه عن أعراض الطلق الكاذب، ونعني بها:
الإحساس بألم متواصل في أسفل الظهر أو عند مستوى الفخذ.
الشعور بانقباضات منتظمة تزداد تواتراً وشدة.
الرغبة المتزايدة في دخول الحمام.
تزايد الإفرازات المخاطية الممزوجة بالدم.
تليّن عنق الرحم وترققه.
وفي حال ترافقت هذه الأعراض بتمزّق كيس الماء، اتصلي فوراً بالطبيب أو القابلة القانونية المتابعة لحالتك. والأمر سيان، إن كنتِ مضطربة وغير متأكدة مما إذا كان الطلق الذي تشعرين به حقيقياً ويُنذر فعلياً بإقتراب الولادة!