لم يخفض الأثر المدمر للحرب في سوريا من التحصيل الأكاديمي للطلبة في المدارس التي تديرها الأمم المتحدة، وفقاً للأرقام التي نشرتها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين – الأونروا في المؤتمر الخاص بسوريا في بروكسل.
وصرح السيد بيير كراينبول، المفوض العام للأونروا الذي وصل إلى بروكسل مباشرة بعد زيارة ميدانية إلى حلب استمرت ثلاثة أيام: "إنه أمر يدعو إلى التواضع ويثير الحماسة في وقت واحد أن نرى أن طلبة الأونروا في سوريا يتفوقون أداءً على أقرانهم حول المنطقة". تدير الأونروا مدارس تخدم نصف مليون طفل من اللاجئين الفلسطينيين في الأردن ولبنان والأرض الفلسطينية المحتلة وسوريا. ويضيف المفوض العام قائلاً: "رأيت بأم عينيّ التدمير المروع الذي أصاب مرافق التعليم والبنى التحتية الأخرى. إن الأطفال في سوريا يشهدون ساعة بساعة ما لا ينبغي أن يراه أي طفل على مدار حياته كلها".
تم تقييم ثلث طلبة الأونروا عبر الشرق الأوسط في الصفين الرابع والثامن في مادتي اللغة العربية والرياضيات. ووجد تقرير الأونروا الأخير أن الطلبة في سوريا كانوا الأفضل أداءً بالإجمال. على سبيل المثال، بلغ متوسط علامة طلبة الصف الرابع في مادة اللغة العربية 65% وكان المتوسط للصف الثامن 55%. وأظهر طلبة الأونروا في سوريا أيضاً أكبر قدر من التكافؤ بين الجنسين في مستوى التحصيل الأكاديمي عبر المنطقة، وكان لديهم بالمتوسط أدنى معدل تراكمي من التسرب الدراسي.
سعياً لمكافحة التسرب، تدير بعض البرلمانات الطلابية في مدارس الأونروا في سوريا برامج توعية خاصة بها لمساعدة الأطفال على العودة إلى المدارس. يقول بيير كراينبول: "إن الدعم الذي يمكن للأطفال أن يعطوه لغيرهم من الأطفال أمر رائع. ويجب أيضاً الإشارة إلى دور برنامجنا للتعليم في أوضاع الطوارئ، والذي يفي بالوعد في بناء مستقبل مستنير لصالح أكثر من 46,000 طالب وطالبة بطرق مبتكرة ومرنة. إن هذه الأرقام الأخيرة عن التحصيل تشهد على ذلك. كما أود أن أشيد بموظفي الأونروا عبر سوريا، والذين فقدوا 20 زميلاً لهم لقوا حتفهم في حوادث مرتبطة بالحرب. إن العاملين في الأونروا يعرضون حياتهم للخطر يومياً لضمان أن لا يتخلف أحد عن الركب".
في الوقت ذاته، أظهرت أرقام الأونروا التي تم الكشف عنها في مؤتمر بروكسل أن 70% من جميع مدارس الوكالة في سوريا غير قادرة على العمل. هذا ناتج عن واقع أن المباني المدرسية تتعرض للتدمير أو تصاب بأضرار أو يصبح الوصول إليها غير ممكن بسبب القتال أو بسبب تحويلها إلى مراكز إيواء تستضيف الأشخاص النازحين. وقد كرر بيير كراينبول، من خلال كلمته في بروكسل، توجيه نداء إلى جميع أطراف النزاع لأن يحترموا واجباتهم في حماية المدنيين بموجب القانون الدولي.