مع اقتراب عيد الفصح يتزايد القلق من هجوم كبير تخطط لتنفيذه حركة حماس قبيل العيد، انتقامًا لاغتيال مسؤول الذراع العسكرية مازن فقها في مدينة غزة.
نشر الفيديو الذي يحتوي على تهديدات باغتيال رؤساء الأمن الإسرائيلي كان يجب ان يقلق إسرائيل، رغم أنه لم يُنشر بالموقع الرسمي لحماس لكن الحركة لم تنفيه.
مسؤولون في حماس لم ينفوا احتمال أن يكون الرد الانتقامي ضد مسؤولين إسرائيليين، إنهم يذكرون قتل الوزير رحبعام زئيفي على يد الجبهة الشعبية في 2001، وكان بمثابة انتقام على اغتيال إسرائيل الأمين العام للجبهة أبو علي مصطفى. خطوة المساس بشخصيات كبيرة إسرائيلية قائمة في أذهان الطرفين، وحماس ليس لديها مشكلة في تكرار ذلك.
احتمال تنفيذ عملية كهذه وارد جدًا، وقد يؤدي لتوتر على الحدود الجنوبية، في صيف 2014 خطفت خلية لحماس وقتلت ثلاثة مستوطنين إسرائيليين في منطقة الخليل، ممّا أدى في نهاية الأمر لعملية "الجرف الصامد".
بالإضافة لأن الوضع الأمني على حدود قطاع غزة هش للغاية، في الشهر الماضي أطلقت التنظيمات "المتمردة" في قطاع غزة 6 صواريخ نحو إسرائيل، الجيش الاسرائيلي رد بقصف جوي، الأمر الذي هدد وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بين إسرائيل وحماس بوساطة مصرية بعد عملية "الجرف الصامد".
الأنشطة العسكرية لكلا الجانبين قرب السياج الحدودي للقطاع منذ فترة طويلة تدل على أن الطرفين يستعدان، فالمواجهة العسكرية الجديدة بينهما في القطاع مسألة وقت ليس إلا.
يمكن الترجيح أنه في حال كانت إسرائيل مسؤولة عن اغتيال مازن فإن الأمر تم بسبب عدم وجود خيار كونها على وشك "قنبلة موقوتة"، وليس كما تدّعي حماس بأن هذه محاولة لتغيير قواعد اللعبة والبدء بموجة اغتيالات جديدة لمسؤولي حماس في قطاع غزة دون "بصمة" إسرائيل. ليس لأي إسرائيلي أي مصلحة بتصعيد الوضع على حدود القطاع الذي يمر الآن بإجراءات إعادة إعمار منذ انتهاء عملية "الجرف الصامد".
بأثر رجعي، حدث خرق آخر في وقف إطلاق النار على حدود قطاع غزة نتيجة لاغتيال فقها، يمكن الترجيح بأن رد الانتقام لحماس قد يأتي من مناطق الضفة الغربية، التي لا تلتزم باتفاق وقف إطلاق نار مع إسرائيل، لكن عملية كبيرة قد تشعل نار الحرب في قطاع غزة. حرب اغتيالات متبادلة قد تجلب انهيارًا فوريًا للهدنة واستئناف إطلاق الصواريخ نحو إسرائيل.
في الوقت نفسه، يقود المسؤول الجديد لقطاع غزة يحيى السنوار سياسات حذرة جدًا تركز على قلب كل حجر داخل القطاع من أجل الوصول لآثار قتلة فقها، لكن في المقابل مطلوب من الذراع العسكرية لحماس تنفيذ عملية انتقامية ضد إسرائيل بأسرع وقت ممكن.
غموض حماس
السنوار يُظهر ضبط النفس بشكل ملحوظ بالنسبة لشخص يرأس الذراع العسكرية لحماس، وفي ظل حقيقة أنه يدعم الخط المتطرف، السنوار يعتقد أن القبض على قاتلي فقها أو المساعدين في عملية القتل ومعاقبتهم بشكل علني سيساعد في إعادة مكانة حماس بعد الاغتيال، في المقابل فهو يخطط لتوجيه ضربة مؤلمة جدًا لإسرائيل بصورة تردعها من الاستمرار في سياسات الاغتيال.
غموض حماس ظهر في تصريحات خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي، بعد مقتل فقها "قبلنا التحدي". نائبه، إسماعيل هنية قال في الأول من ابريل أن قتلة فقها لن يفروا من العقوبة، وأن أجهزة الأمن التابعة لحماس تعمل لكشفهم على مدار الساعة. حقيقة أن حماس غير ملتهبة يعطيها مجال عمل وتخطيط لتنفيذ هجوم انتقامي غير متوقع.
الأجواء في قطاع غزة متوترة جدًا، الجميع ينتظر عملية الانتقام من قبل حماس، وفي حال كانت عملية خطيرة ستجر بالتأكيد لرد إسرائيلي، ومن هنا يأتي القلق من تصعيد في قطاع غزة، وهناك ستستطيع إسرائيل مهاجمة أهداف واضحة لحماس.
حركة حماس على وشك إنهاء عملية الانتخابات المحلية والإعلان عن نتائجها، وعن وثيقتها السياسية الجديدة التي ستفصل طبيعة الحركة ومبادئها، وبالتأكيد ستتفرغ في الأيام المقبلة وتنتهي من جميع أشغالها الداخلية لتستطيع البدء بالتعامل مع التحديات الأخرى.
موقع "نيوز ون " العبري
ملاحظة: الآراء والألفاظ الواردة في المقال تعبّر عن صاحبها