تورطت جريدة " ديلي ميل " البريطانية واسعة الانتشار بنشر صورة ضخمة على صفحتها الأولى لرئيسة الوزراء تيريزا ماي ومعها الوزيرة الأولى في اسكتلندا نيكولا ستيرجيون ، ووضعت عنواناً يتضمن إيحاءات جنسية ، الأمر الذي أثار غضباً واسعاً في بريطانيا ودفع الكثيرين إلى اعتبار أن الصحيفة خرجت عن الأصول المهنية المقبولة فيما ذهبت إليه.
ونشرت بصفحتها الأولى في عددها الصادر الثلاثاء، صورة لكل من ماي وستيرجيون تجلسان بجانب بعضهما البعض مرتديتين ملابس قصيرة، وهي الملابس التي التفت إليها محرر الصحيفة، ليضع عنواناً رئيساً على الصفحة الأولى يقول: "لا تهتم للبريكزيت.. ما هي الأرجل الفائزة؟".. وهو العنوان الذي يأتي بالإنجليزية بلفظ أقرب إلى أبيات الشعر: (Never mind Brexit.. who won legs-it!).
واعتبرت الصحيفة في مقال كتبته سارة فاين إن الصورة تعبر عن "محاولة مباشرة للإغراء" من قبل القيادات النسائية التي تحكم بريطانيا حالياً، في إشارة جنسية واضحة حول الصورة، رغم أن الصورة تضم أهم اثنين من سياسيي بريطانيا، والجلسة لا علاقة لها بأي مناسبة خارجة عن إطار عملهما.
وانتقد العديد من السياسيين في بريطانيا وعموم الناس نشر الصورة بهذه الدرجة من الابتذال والإيحاء الجنسي المتمثل في أن كلاً من السيدتين تتنافسان في إظهار مفاتنها في إطار السباق_السياسي بينهما.
ومن المعروف أن ثمة خلافاً بين كل من رئيس الوزراء تيريزا ماي، والوزيرة الأولى في اسكتلندا، على خلفية مطالبة الأخيرة بإجراء استفتاء جديد على استقلال الاقليم عن المملكة المتحدة، وذلك رداً على القرار البريطاني الخروج من الاتحاد الأوروبي، وهو القرار الذي وافق عليه أغلب البريطانيين لكن رفضه أغلب الاسكتلنديين مفضلين البقاء فيالاتحاد .
ووافق البرلمان الاسكتلندي مساء الثلاثاء على إجراء استفتاء جديد للبقاء في المملكة المتحدة أو الاستقلال عنها، وذلك بعد ساعات من توقيع تيريزا ماي رسالة الخروج من الاتحاد الأوروبي وتفعيل المادة 500 من اتفاقية لشبونة.
وانتقد أعضاء #البرلمان_البريطاني عن حزب العمال المعارض هارييت هارمان ويوفيت كوبر الصحيفة بشدة، كما انتقد زعيم حزب العمال السابق إد ميليباند الصحيفة وقال في تغريدة له على "تويتر" إن العنوان يشكل عودة لعناوين الخمسينيات من القرن الماضي.
وكتبت النائبة يوفيت كوبر عبر حسابها على "تويتر": "إنه العام 2017.. اثنتان من صانعات القرار في بريطانيا تناقشان مستقبل البلاد، بينما الصفحة الأولى للجريدة تنظر الى الأسفل".
أما زعيم حزب العمال_البريطاني جيرمي كوربن فكتب تغريدة قال فيها "العار لجريدة ديلي ميل"، فيما كتبت معلقة أخرى: "هذا ما يحدث عندما نترك محرراً تحت تأثير الكحول يكتب الصفحة الأولى".
يشار إلى أن كلاً من ماي وستيرجيون كانتا قد أجرتا مباحثات صعبة حول الخروج من الاتحاد الأوروبي، وهو الخروج الذي يرفضه الاسكتلنديون الذين إن حدث استفتاء على استقلالهم فسوف يكونون أمام خيارين أحلاهما مر: إما البقاء في بريطانيا، أو الاستقلال عنها والانضمام الى الاتحاد الأوروبي كدولة مستقلة جديدة.
"العربية نت "
