اثار لجوء إسرائيل إلى استخدام منظومة صواريخ “حيتس3″ لصدّ الصواريخ السوريّة، العديد من التساؤلات وذلك لان هذه المنظومة المُتطورّة مُعدّةً لمُواجهة الصواريخ الباليستيّة، أيْ العابرة للقارّات.
وفي دلالة على ان الردّ السوريّ على الهجوم الإسرائيليّ فاجأ صنّاع القرار من المُستويين الأمنيّ والسياسيّ منعت الرقابة العسكريّة من تفسير أوامر الجيش لسكّان غور الأردن بالنزول إلى الملاجئ خوفًا على حياتهم.
وقال يوسي ميلمان المُحلل للشؤون الإستراتجيّة في صحيفة (معاريف) نقلا عن مصدرٍ رفيعٍ في الجيش، الذي أكّد على أنّ إسرائيل ليست معنيةً أبدًا بتصعيد الأوضاع وتأجيجها، لكنها ستستمر في ردّها وفق ما حددته من خطوط حمر بهدف منع حزب الله من امتلاك وسائل متطورة وإستراتيجيّة وكاسرة للتوازن
واكد ميلمان انه لولا تفعيل منظومة الدفاع، لما اضطرت إسرائيل إلى الاعتراف بالضربة التي وجهتها، وكانت ستستمر في سياسة الضبابيّة، مُوضحًا أنّ هناك شعورًا بالحرج دفع المتحدث بلسان الجيش الإسرائيليّ إلى التصريح في وقتٍ مبكرٍ حول الغارة، وذلك بعدما أُطلقت صفارات الإنذار في منطقة غور الأردن والقدس، تزامنًا مع تبليغ مواطنين سماعهم دوي انفجارات شديدة.
واعتبر ميلمان أنّ ما حدث ليل الجمعة هو الحادث الأخطر منذ بدء الحرب في سوريّة قبل ستة أعوام، لافتًا إلى أنّ الردّ ، السوريّ يشير إلى احتمال انفجار الأوضاع الأمنيّة وتطورها، وإمكانية التصعيد، وتحديدًا في ظلّ الواقع المُركّب التي تعيشه سوريّة مع وجود كلٍّ من إيران وحزب الله الطامحين إلى فتح جبهة أخرى في الجولان، إضافة إلى جبهة لبنان.
وكان لافتًا أنّ النتيجة التي توصّل إليها المُحلل أكّدت على أنّ الردّ السوريّ أثبت أنّ تأثير الرئيس الروسيّ، فلاديمير بوتين، على خيارات نظام الرئيس بشار الأسد والجيش السوريّ غيرُ مجدٍ. وتابع قائلاً إنّ هدف الزيارة الأخيرة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لموسكو، كان لتوضيح مصالح إسرائيل الأمنيّة، لكن ما حدث أمس الأوّل أثبت أنّ ما كان يُمكن أنْ يُصنّف ضمن الضربات الروتينية، من شأنه أنْ يخرج عن إطار السيطرة.
أمّا المحلل العسكريّ لموقع (YNET) التابع لصحيفة “يديعوت أحرونوت”، رون بن يشاي، فرأى أنّ الأسد يشعر بالأمان: صواريخ S-200 باتجاه طائرات إسرائيلية. وساق قائلاً إنّ الرئيس الأسد يشعر بالثقة والطمأنينة في أعقاب الدعم الروسيّ، وهو ما يفسر إطلاق الجيش السوري صواريخ SA-5 لأول مرّة باتجاه طائرات سلاح الجو. بالإضافة إلى ذلك أوضح أنّ الصواريخ التي أطلقها الجيش السوريّ، هي روسية الصنع، وحصلت دمشق على النموذج المحدث منها مؤخرًا، والأخير يتميز بخصائص اعتراضية عالية، ويصل مداه إلى مئات الكيلومترات، لكنّه ليس حديثًا مثل S300 أوْ .S400
المُحلل بن يشاي لفت إلى أنّ ما حدث يُعبّر عن تغيّرٍ مهمٍ في سياسات النظام السوريّ، المعززة بثقة الرئيس الأسد بسبب الوجود العسكريّ الروسيّ، إضافة إلى الانتصار في حلب، والأسلحة الإستراتيجيّة التي تزوّد بها الجيش السوريّ في الآونة الأخيرة، فضلاً عن كون الضربات ضدّ إسرائيل ذات قيمة معنوية مهمة بالنسبة إلى النظام. وخلُص بن يشاي إلى القول إنّ الردّ السوريّ نذير شؤم، ويُشير إلى إمكانية ارتفاع التوتر وقابلية الانفجار، وصدامات قد تتطور إلى حربٍ، على حدّ تعبيره.