كتب أفرايم غانور- معاريف :-غزة أولا، هذه يجب أن تكون مهمة القيادة السياسية والعسكرية هذه الأيام، منعاً لصيف حار آخر مع صافرات إنذار، مواطنين في الملاجئ، صواريخ تضرب الدولة، وحملة عسكرية فاشلة أخرى تفاقم فقط الوضع والمتلازمة التي لا تنتهي لغزة –
تقرير مراقب الدولة حول حرب غزة2014، والذي نشر مؤخراً، ختم سلسلة طويلة من القصورات الاستراتيجية، الأخطاء والتقديرات الفاشلة للقيادة السياسية والعسكرية، وحتى في النظرة التاريخية، يتبين بأن سلوك دولة “اسرائيل” تجاه قطاع غزة، منذ فك الارتباط في صيف 2005، ترافق وأخطاء تكتيكية عززت حكم حماس في قطاع غزة، فقد جعل فك الارتباط حماس المنتصر الأكبر مع الانجاز البطولي الذي سجل في صفحات التاريخ الفلسطيني، بصفتها القوة العسكرية الوحيدة التي نجحت في دفع الجيش الاسرائيلي للانسحاب إلى حدود 5 حزيران 1967، وإخلاء المستوطنات اليهودية بدون تنازلات، اتفاقات والتزامات، كما قربت هذه الخطوة حماس من بلدات غلاف غزة وجعلت كتائب عز الدين القسام، ذراعها العسكري، جيشا حقيقيا، مزودا بالصواريخ مع قدرات لضرب مركز الدولة وبوسائل قتالية كثيرة، ومع قدرات للتسلل إلى النقب الشمالي من خلال شبكة أنفاق لا تزال تعتبر تهديدا على شمال النقب.
كما يذكر، بعد بضعة أيام من فك الارتباط إياه تبين أن الجيش الاسرائيلي سيضطر إلى خوض حرب يومية تجاه قطاع غزة، ومنذ أيلول 2005 وقعت حملة “مطر أول” في أعقاب سلسلة اطلاق للصواريخ نحو سديروت، لم يترك مفراً غير الرد بسلاح الجو.
في حزيران 2006، في أعقاب أسر جلعاد شاليط وإطلاق الصواريخ نحو غلاف غزة، انطلق الجيش الاسرائيلي في حملة أخر، “أمطار الصيف”.
وفي شباط 2008 اضطر الجيش الاسرائيلي إلى العمل مرة أخرى في حملة “شتاء حار”، وبعد نحو عشرة أشهر، في كانون الأول 2008، بدأ مرة أخرى تنقيط لا ينقطع من إطلاق الصواريخ نحو بلدات غلاف غزة، وانطلق الجيش الاسرائيلي إلى الحرب في أواخر عام2008.، وبعد هدوء قصير عادت الطقوس لتكرر نفسها: نار الصواريخ نحو بلدات الغلاف، الجيش الاسرائيلي رد من الجو وهكذا ولدت حرب غزة2014.
ما برز للعيان في كل الحملات والعمليات ضد ما يسميه الكاتب “الارهاب” الحماسي في العقد الأخير كان العدمية والسلوك وفق ذات الاستراتيجية، في محاور الحركة والأنماط القتالية ، بدون تطور وبدون اقلاع، وماذا حصل لجملة “بالأحابيل تصنع لك حربا”؟. في كل الحملات التي ذكرت هنا هاجم الجيش الاسرائيلي بشكل نموذجي من الشرق ومن الجنوب على القطاع، التقى حماس جاهزة نحوه مع سلسلة من الكمائن، الافخاخ والأنفاق التفجيرية.
أين العقل اليهودي؟، كيف لم نعمل من الغرب؟، من خلال إنزال القوات من جهة البحر؟ أين حكمة الحرب والقدرات لمفاجئة العدو؟. ذرة من هذا لم يظهر في كل هذه الحملات.
الوضع الحالي في قطاع غزة لا يمكن أن يستمر، كل يوم يمر في هذا الواقع الصعب يفاقم الوضع فقط، وليست هذه سوى مسألة وقت إلى أن ينفجر البركان الغزي، والباب الذي سيخرج منه سيوجعنا بشدة، إن الحل لمشكلة غزة هو القضاء على حماس، والمنظمات التي نشأت هناك مؤخرا، بمعنى حملة عسكرية كبيرة وذكية مخططة جيدا، مع أهداف ومرامي محددة مسبقا؛ أو حل في تسوية حقيقية بمشاركة ومساعدة الجامعة العربية، السعودية ودول الخليج، وبالأساس بالمساعدة الدولية من الولايات المتحدة وأوروبا. وهذا حل يتضمن ميناء، مطار وأفق اقتصادي تجبر حماس على وضع سلاحها.
غزة أولا، هذه يجب أن تكون مهمة القيادة السياسية والعسكرية هذه الأيام، منعاً لصيف حار آخر مع صافرات انذار، مواطنين في الملاجئ، صواريخ تضرب الدولة وحملة فاشلة اخرى تفاقم فقط الوضع والمتلازمة التي لا تنتهي لغزة.