لماذا تشعر الفتاة "قوية الشخصية" بعدم الأمان طوال الوقت؟

الأربعاء 15 مارس 2017 12:12 م / بتوقيت القدس +2GMT
لماذا تشعر الفتاة "قوية الشخصية" بعدم الأمان طوال الوقت؟



وكالات / سما /

لديها معايير مرتفعة، لن تقبل بفتيانٍ يعاملونها بعدم احترام، لن تتمسك بصداقاتٍ سامة، ولن تسمح ببقاء أحدٍ يُقلِّل من شأنها في حياتها.

 

هذه هي الفتاة المستقلة قوية الشخصية.

 

إنها تتوقع أن تصل إلى النجوم، ولذلك تكره نفسها في الأيام التي تجلس فيها على الفراش لتتناول كيساً من رقائق البطاطس ولا تذهب إلى "الجيم" لتمارس الرياضة، وفي الأيام التي لا تنجز فيها ما يكفيها.

 

بالطبع، مهما كان حجم ما تنجزه في الحياة، ومهما كان قدر الحب الذي تمنحه، فإنها تستمر في دفع نفسها للأمام، إنها تريد فعل المزيد، وأن تكون أفضل، لأنها تعلم أنها قادرة على فعل ذلك.

 

إنها لا تشعر بالأمان لأنها تؤمن بحدود إمكاناتها، وتعلم أنها لم تصل إليها بعد، إنها واثقةٌ من نجاحها، ولكنها تتمنى أن تحقق المزيدَ من النجاح، إنها تريد أن تعلم أنها تسير في الطريق الصحيح، وأن إيمانها بذلك مبرر.

 

ما من أحدٍ يرى مدى خوفها، وما من أحدٍ يلاحظ أنها تكافح لكي تظل قوية.

 

تبدو وكأنها تملك كل شيء، لذا لا يعتقد أصدقاؤها أنها في حاجة إلى التذكير بمدى جمالها وموهبتها، إنهم يظلون هادئين عندما تصرخ سراً مُطالِبةً بتشجيعهم لها، وعندما تحتاج لشخصٍ ما ليبلغها أنها تفعل ما في وسعها، وأن هذا جيد بما يكفي.

 

ربما تبدو مثل بطلٍ خارق، ولكنها لا تزال بشراً، لا تزال في حاجةٍ إلى الدعم، ولا تزال في حاجةٍ إلى أصدقائها.

 

وهؤلاء الأصدقاء جزءٌ من السبب وراء شعورها بعدم الأمان، وحين يتعلق الأمر باختيار الأصدقاء المقربين لها، فهي انتقائيةٌ للغاية، لذا إذا كنت جزءاً من حياتها، فهذا يعني أنك مهمٌّ بالنسبة لها، إنها تشعر أنك تستحق الأفضل، لذا فهي تريد أن تمنحك كلَّ شيء، وأكبر قدر من السعادة يمكنها منحه.

 

ولكنه أمر يستحيل فعله، إنها لا تستطيع التحكم في حياة الآخرين، ولكنها تحاول، إنها تحاول اصطحاب حبيبها في مواعيد غرامية والعثور على هدايا عيد الميلاد المثالية من أجله، إنها تحاول اصطحاب أصدقائها للخروج في أمسيات مرحة والتخفيف عنهم بعد الانفصال، إنها تحاول جعل والديها فخورين بها.

 

وهذه الأمور تستنزفها، الاعتناء بنفسها فقط يُعد أمراً شاقاً في حد ذاته، أضف إلى ذلك محاولة الاعتناء بالجميع أيضاً، وهذا يجعلنا نتساءل: كيف تظل صامدة؟

 

ولكنها تبقى صامدة، وتجد الطاقة الكافية لتتجاوز أيامها بابتسامة، لأنها ليست من النوع الذي يستسلم، إنها مُصلِحةٌ، ومعطاءة، ومُنجزة.

 

ورغم أن عدم شعورها بالأمان قد يبطئها، لكنه لا يوقفها أبداً، إنها تتجاهل الأصوات المُتذمِّرة داخل رأسها، التي تقول لها إنها غبية جداً أو قبيحة جداً أو ضئيلة الخبرة.

 

إنها تفعل ما تحدد هي فعله، حتى عندما لا تكون متأكدة من نجاحها.

 

في الحقيقة، لا يمكنك أن تلومها على الشعور بعدم الأمان، إنها كذلك لأن لديها معايير مرتفعة، ولأنها لا تعتقد أبداً أنها حققت ما يكفيها، ولأنها تعلم ما يمكن أن تكون عليه، ولن تتوقف حتى يصبح هذا الأمر واقعها.