باريس : لاجئو الراب الفلسطينيون يجدون ملاذهم في الموسيقى

الأربعاء 15 مارس 2017 09:27 ص / بتوقيت القدس +2GMT
باريس : لاجئو الراب الفلسطينيون يجدون ملاذهم في الموسيقى



باريس \ وكالات \

يرفع ياسر ومحمد جاموس من فرقة "لاجئي الراب"، راية الموسيقى وهما يتناولان في أغانيهما يوميات اللاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك قرب دمشق والثورة والحرب في سوريا وحياتهما في فرنسا الان.

على مسرح باريسي يتوجه الشقيقان الى الجمهور بقولهما "الاغنية التالية بعنوان +زمن الصمت+. هي المرة الاولى التي تجرأنا فيها على الكلام مباشرة ضد النظام (نظام بشار الاسد في سوريا). كنا لو تفوهنا بكلمة واحدة ضده يكون مصيرنا السجن عشرين عاما او الموت. وأردنا في هذه الاغنية أن نقول إن زمن الصمت قد ولى".

لازمة الاغنية تقول "زمن السكوت انتهى من زمان، ليش الظلم مرافق الانسان، لازم تفيق وتصحى من الاحلام، وقت الصمت راح، راح بالكلام".

وكانت هذه الاغنية من اخر الاعمال التي ألفتها الفرقة في سوريا. ففي ربيع العام 2013 غادر الشقيقان مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين حيث ولدا في ضاحية دمشق ليكملا مسيرة فرقة "لاجئي الراب" التي اسساها مع صديقين جزائري وسوري العام 2007.

في تلك الفترة، كان "لاجئو الارب" من أولى فرق الراب باللغة العربية في سوريا.

ويقول محمد الشقيق الاصغر البالغ 28 عاما "اخترنا هذا الاسم لان الراب هو بمثابة بلد يمكننا فيه ان نعبر عما نفكر به ونطلب اللجوء فيه".

في البومهم الاول الذي مولوه من اموالهم الخاصة، غنى اعضاء الفرقة يوميات قاطني المخيم المكتظ البالغة مساحته ثلاثة كيلومترات مربعة مدافعين عن القضية الفلسطينية.

ومع تعرض تظاهرات الاحتجاج السلمية في سوريا العام 2011 للقمع، قررت الفرقة مواكبة الحركة الاحتجاجية بالموسيقى. فكان "زمن الصمت" و"حرام" التي تروي فظائع الحرب و"عايشين" و"فساد بالبلاد". إلا أن مشروع الالبوم الجديد الذي يضم ثماني اغنيات توقف فجأة.

عبر "فيسبوك" راحت التهديدات تنهال على الشقيقين.

ويروي ياسر (29 عاما) "لم نكن نعرف مصدر هذه التهديدات بالتحديد: تهديدات بإحراق الاستوديو وبقتلنا. وكانت التهديدات تستهدف عائلاتنا ايضا". وطالت الحرب مخيم اليرموك العام 2012 واتت عمليات القصف على الاستوديو. وقد اعتقل شقيقهما الاصغر لمدة 40 يوما لسبب مجهول. ويقول محمد "عندما خرج من السجن كان في وضع فظيع. لقد تعرض للتعذيب".

وبات بقاؤهما في سوريا خطرا فقررا مطلع العام 2013 الرحيل وانتقلا بالطائرة من بيروت الى فرنسا بعدما حالفهما الحظ. وقد حصلا على وضع اللاجئ مع عبارة "جنسية غير محددة، من أصول فلسطينية".

ويقول محمد مبتسما "نحن منفيون أينما كنا إلا اننا لم نأت من عدم. فنحن فخورون بأننا فلسطينيون لأن هذا هو تاريخنا وفي سوريا كانوا يشعروننا بأننا فلسطينيون. لكننا نشعر ايضا بأننا سوريون لأننا ترعرعنا في سوريا. والآن نشعر باننا باريسيون".

بات محمد موظفا في فندق فيما يعمل ياسر بائعا في متجر تذكارات.

باتت الموسيقى تشكل جواز سفرهما فهما يقيمان الحفلات في الدنمارك والسويد وفرنسا وقد انجزا في العام 2014 البوم "زمن الصمت" واصدراه. وهما يعكفان على تعلم اللغة الفرنسية من خلال الاستماع الى مغني الراب في فرنسا.

وعلى المسرح، يحاولان تثقيف الجمهور المؤلف خصوصا من شباب لا يتكلمون بالضرورة العربية، من خلال ترجمة كلمات الاغاني وتلاوة لوازمها بالعربية قبل ادائها.

ويقول ياسر "في سوريا الناس يفهمون الكلمات والراب يعتمد كثيرا على الكلام وتقنيات الكتابة. وهذا ما نفتقر اليه هنا".

اما الالبوم الثالث المنتظر صدوره خلال الصيف "فسيكون أقل سياسيا وذا طابع شخصي اكثر".

ويعتبر الشقيقان المقيمان في فرنسا انه لم يعد يحق لهما رواية الحرب التي لم يعودا يعيشانها "عندما كنا في سوريا كنا نرى الاشياء وكان الامر اوضح بالنسبة لنا" على ما يؤكد ياسر مضيفا "قررنا ان نروي قصتنا هنا (في فرنسا) في المنفى". إلا انهما لا ينسيان سوريا وهما يقولان في اغنية "ايام الغربة" بسخرية "صار عندي قلق اكتر من بان كي مون" في اشارة الى إعراب الامين العام السابق للامم المتحدة بان كي مون عن قلقه بشكل متكرر.

ويثير الوضع الراهن بعض الامل في نفسهما للعودة الى سوريا إلا ان ياسر يقول مبتسما "في المنفى المستقبل لا يكون واضحا على الدوام".