أثارت صحفية كندية يمينية الغضب لدى المسيحيين والمسلمين على حدٍ سواء بنشرها لمقطع فيديو من مدينة بيت لحم الفلسطينية، تدَّعي فيه أنَّ المسلمين قد "استولوا" على المدينة، وتدعو إلى حملةٍ صليبيةٍ جديدة.
ونشرت فيث غولدي، التي تصف نفسها بأنَّها "صحفيةٌ شجاعة، وكاثوليكية ملتزمة تدافع عن قيم العائلة، والحرية، و(امتلاك) الأسلحة النارية"، مقطع فيديو على موقع تويتر أثار رد فعلٍ قوي من المُستخدمين.
وتُظهر فيث في الفيديو أذان صلاة المسلمين في بيت لحم، مُدَّعيةً أنَّ المسلمين قد استولوا على المدينة التي وُلِد فيها المسيح.
وكانت فيث، التي تكتب لصالح موقع "The Rebel Media" الإخباري المُحافِظ، واحدةً من بين أربعة صحفيين سافروا في رحلةٍ إلى إسرائيل، مُمولة من خلال حملة تمويل جماعي، وهي الرحلة التي وصفها الموقع بأنَّها "مهمة بحث عن الحقيقة".
وفي سلسلةٍ من مقاطع الفيديو، تُظهِر فيث وزملاؤها دعماً قوياً لإسرائيل، ويُعبِّرون عن غضبهم من أنَّ المكان الذي شهد مولد المسيح أصبح الآن مدينة ذات غالبيةٍ مسلمة.
وحثُّوا كذلك على شن "حملةٍ صليبية" جديدة، وقالت فيث إنَّ "هذا ما سنفعله، سنسيطر على المدينة، ثُمَّ سنعيش هنا .. وربما سننجب 5-12 طفلاً على الأقل.. سيكون أمراً جذَّاباً للغاية أن يأتي الناس إلى هنا، وسنمارس التمييز على أساس الدين".
وينتهي مقطع الفيديو بعبارة "Deus vult" أي "مشيئة الرب"، وهي صرخة كان يصيح بها الصليبيون عام 1095 في معاركهم حينما أُعلِنَت الحملة الصليبية الأولى. إذ غزا الصليبيون بيت لحم عام 1099، لكنَّ المسلمين استعادوا المدينة لاحقاً في عهد المماليك والعثمانيين.
وتحدثت فيث كذلك عن "هجرة هائلة للمسيحيين" من المدينة. وردَّ عليها مستخدمٌ يحمل اسم طارق قائلاً: "غادر المسيحيون المدينة بسبب الاحتلال، ونقاط التفتيش، والجدار، ومع ذلك تريد فيث منَّا أن نُصدِّق أنَّ صلاة المسلمين هي السبب؟".
وادَّعت فيث كذلك أنَّ الإسلام هو "الدين الرسمي" للسلطة الفلسطينية، والتي، كما أضافت فيث، تسيطر على المنطقة التي تقع فيها كنيسة المهد.
ودحض جوي أيوب، الكاتب والباحث المستقل، هذا الادِّعاء على حسابه على موقع تويتر.
وغرَّد أيوب قائلاً: "السلطة الفلسطينية ليس لها ديانة رسمية. إنَّها سلطة علمانية. هذا الفيديو مليء بالهراء التام. إنَّه مُهينٌ للغاية".
وتعالت الكثير من الأصوات المسيحية للتعبير عن معارضتها لفيث.
فغرَّد حسابٌ يُدعَى جوني داركاللي قائلاً: "رغم كوني ملحداً، أجد ذلك (الفيديو) مُهيناً للغاية".
وغرَّد حسابٌ باسم سام جوهانسون قائلاً: "حسناً، إنَّ كنائس بيت لحم التي تدق أجراسها تُعَدُّ أمراً مألوفاً في المدينة. والكنائس والمساجد جنباً إلى جنب. لا للحاقدين".
وغرَّد حسابٌ يحمل اسم غلين تايب غاي قائلاً: "في مدينةٍ تتولى امرأةٌ مسيحية منصب العمدة، وغالبية السكان هم من المسيحيين، عليكِ أن تتعلمي الكذب بشكلٍ أفضل".
ويعود التضامن بين المسيحيين والمسلمين الفلسطينيين في القدس والضفة الغربية المحتلة إلى زمنٍ بعيد. وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2016، وفي عملٍ يُظهِر التضامن، دقَّت الكنائس الفلسطينية أجراسها إلى جانب أذان صلاة المسلمين.
وغرَّد حسابٌ يحمل اسم فلسطين قائلاً: "ترفع الكنائس في جميع أرجاء فلسطين الأذان لإظهار التضامن، هكذا تكون الوحدة. هذه هي فلسطيننا".
وغرَّد الحساب تغريدةً أخرى، نشر فيها مقطع قديم دقت فيه الكنائس أجراسها أثناء الأذان لإظهار الوحدة، وكتب معه: "الوحدة، تدق الكنائس الفلسطينية أجراسها تزامناً مع الأذان تحدياً لإسرائيل".