ذكرت وزارة الدفاع الروسية أن الجيش السوري، بفضل نجاحاته الميدانية شرقي ريف حلب، تمكن من الوصول إلى ضفة نهر الفرات لأول مرة من 4 سنوات.
وأوضح رئيس إدارة العمليات في هيئة أركان القوات المسلحة الروسية، سيرغي رودسكوي، خلال مؤتمر صحفي، الجمعة 9 مارس/آذار، أن القوات الحكومية تمكنت من الوصول إلى الفرات شرقي مدينة خفسة وسيطرت على 15 كيلومترا من الضفة.
وتابع أن القوات السورية الحكومية تمكنت خلال أسبوع، خلال عملياتها ضد تنظيم "داعش" شرقي ريف حلب، من تحرير 92 بلدة على مساحة تبلغ 479 كيلومترا مربعا.
وأكد رودسكوي أن القوات الجوية الفضائية الروسية تقدم الدعم الجوي للجيش السوري الذي يواصل تقدمه على الضفة الغربية لنهر الفرات. وكشف أن الطيران الروسي وجه خلال أسبوع 452 ضربة إلى مواقع تنظيم "داعش" في ريف حلب الشرقي، أسفرت عن تصفية أكثر من 600 مسلح وتدمير 16 عربة لنقل الجنود و41 سيارة مزودة برشاشات ثقيلة و30 سيارة أخرى.
وأعاد إلى الأذهان أن وحدات من الجيش السوري قد دخلت إلى عدد من المناطق التي كانت خاضعة لوحدات حماية الشعب الكردية، إذ يتم حاليا استئناف عمل مؤسسات الإدارة المحلية التابعة لحكومة دمشق في تلك المناطق.
وتحدث رودسكوي عن إرسال قافلتين إنسانيتين روسيتين إلى ضواحي منبج، إذ حملت الشاحنات إلى المدنيين المواد الغذائية، ومياه الشرب والمستلزمات الأولية.
كما أشار إلى استعادة الجيش السوري السيطرة على محطات معالجة وضخ المياه في ضواحي حلب، مضيفا انه بعد انتهاء عمليات الترميم سيتم تزويد مدينة حلب وضواحيها بالمياه بالكامل.
وبشأن الوضع في ريف حمص الشرقي، أكد رودسكوي استمرار تقدم القوات السورية الحكومية إلى مناطق شمالي تدمر وبسط سيطرتها على التلال في محيط المدينة، ما سمح بتوسيع المنطقة الآمنة شمالا وجنوبا.
وأكد المسؤول العسكري الروسي في هذا السياق وصول أول مفرزة من مركز إزالة الألغام التابع لوزارة الدفاع الروسية إلى تدمر، حيث يعمل الخبراء الروس على تأمين المدينة المحررة وتطهير آثار تدمر والمنشآت الحيوية فيها من المتفجرات، جنبا إلى جنب مع زملائهم السوريين.
وأوضح أن المفرزة الروسية تضم 187 شخصا، بحوزتهم 32 آلية خاصة، بما في ذلك روبوتات. كما تضم المفرزة كلابا مدربة على اكتشاف الألغام.
وأكد رودسكوي أن نظام وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في سوريا في 30 ديسمبر/كانون الأول الماضي، مازال صامدا، مشيرا إلى التوقيع على اتفاقيات حول انضمام 47 بلدة إلى الهدنة خلال الأسبوع الماضي، ليبلغ عدد المدن والبلدات المشاركة في نظام وقف إطلاق النار 1338 مدينة وبلدة، فيما أعلن 199 فصيلا من المعارضة المعتدلة الالتزام بالهدنة.
وفي هذه الظروف، يواصل المركز الروسي المعني بمصالحة الأطراف المتنازعة في سوريا، عملياته الإنسانية، إذ نفذ خلال أسبوع 46 عملية في مختلف المناطق، بما في ذلك إيصال 122 طنا من المساعدات إلى مدينة دير الزور المحاصرة من قبل "داعش"، وتقديم المساعدات الغذائية والطبية لسكان مدينة حلب.
ولفت رودسكوي إلى أن المفاوضات بصيغة "أستانا" تساهم في تعزيز العملية السلمية في سوريا، موضحا أن هذه المفاوضات تشهد تحليلا مفصلا لكافة الخروقات لنظام وقف إطلاق النار.
وأضاف أنه من المخطط أن يتم خلال لقاء أستانا القادم يومي 14 و15 مارس/آذار الجاري، استكمال تنسيق خريطة مواقع تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة" في سوريا، بالإضافة إلى تنسيق مسودة اتفاق مع منطقة تنضم لعملية المصالحة، وتشكيل فريق عمل معني بتبادل الأسرى والمعتقلين، وبحث مقترح إنشاء لجنة دولية معنية بإزالة الألغام عن الآثار السورية المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو، وكذلك تشكيل لجنة لصياغة الدستور السوري الجديد.