استخبارات دولية: البغدادي يترك الموصل للقادة الميدانيين

الخميس 09 مارس 2017 07:35 ص / بتوقيت القدس +2GMT
استخبارات دولية: البغدادي يترك الموصل للقادة الميدانيين



بغداد \وكالات \

قال مسؤولون أميركيون وعراقيون أن زعيم تنظيم 'الدولة الإسلامية' (داعش)، أبو بكر البغدادي، ترك معركة الموصل لقادة العمليات وأتباعه المخلصين وأنه يختبئ الآن في الصحراء حيث يتركز اهتمامه على بقائه على قيد الحياة.

ومن الصعب جدا التأكد من مكان اختباء البغدادي الذي نصب نفسه خليفة على المسلمين من المسجد الكبير في الموصل بعد أن اجتاح عناصره شمال العراق عام 2014.

غير أن مصادر مخابرات أميركية وعراقية تقول إن غياب أي بيانات رسمية من قيادة التنظيم وفقدان السيطرة على مناطق بمدينة الموصل يوحي بأنه هجر المدينة التي تعد أكبر مركز سكاني خضع لسيطرة التنظيم.

وقد ثبت أن البغدادي هدف مراوغ، فنادرا ما يستخدم وسيلة اتصال يمكن مراقبتها. وتقول المصادر إنه يتنقل باستمرار وفي كثير من الأحيان أكثر من مرة خلال اليوم الواحد.

وتضيف المصادر أنها تعتقد من خلال الجهود المبذولة لاقتفاء أثره أنه يختبئ في الغالب بين مدنيين من المتعاطفين معه في قرى صحراوية مألوفة له، لا بين عناصر التنظيم في ثكناتهم في المناطق الحضرية التي يدور فيها القتال.

وتشير مصادر المخابرات إلى انخفاض حاد فيما ينشره 'داعش' على وسائل التواصل الاجتماعي باعتباره دليلا على أن البغدادي وحاشيته يزدادون عزلة.

ولم يصدر البغدادي نفسه رسالة مسجلة منذ أوائل تشرين الثاني/نوفمبر، بعد أسبوعين من بداية معركة الموصل عندما دعا أنصاره لقتال 'الكفار' وإراقة دمائهم أنهارا.

ومنذ ذلك الحين تتحدث بيانات متفرقة من التنظيم عن هجمات يشنها مفجرون انتحاريون في مواقع مختلفة بالعراق وسوريا لكنها لا تعلق أهمية خاصة على الموصل رغم كون المدينة الساحة الرئيسية للقتال.

ولم يصدر عن البغدادي أو أي من مساعديه المقربين تعليق على سقوط الشطر الشرقي من المدينة في كانون الثاني/يناير.

وقد تراجع تدريجيا وجود التنظيم على شبكة تلجرام للتواصل الاجتماعي بعد أن أصبحت الشبكة منصته الرئيسية لإطلاق البيانات والخطب.

ويقدر التحالف أن نشاط التنظيم على تويتر تقلص بنسبة 45% منذ 2014 مع تجميد حساباته على تويتر التي يبلغ عددها 360 ألفا حتى الآن وإغلاق الحسابات الجديدة خلال يومين في العادة.

وقال هشام الهاشمي، مؤلف كتاب 'عالم داعش' الذي صدر بالانجليزية وهو من مستشاري الحكومة العراقية، إن أكثر من نصف الستة آلاف من عناصر التنظيم الذين تركوا للدفاع عن المدينة قتلوا.

وأضاف أن البغدادي، العراقي الجنسية واسمه الحقيقي إبراهيم السامرائي، يتنقل في منطقة نائية صحراوية تقطنها عشائر سنية من العرب إلى الشمال من نهر الفرات. وتمتد المنطقة من مدينة البعاج في شمال غرب العراق إلى مدينة البوكمال السورية الحدودية على نهر الفرات.

وتابع الهاشمي أن 'هذه منطقتهم التاريخية وهم يعرفون الناس هناك وتضاريس الأرض ومن السهل الحصول على الطعام والماء والبنزين كما أن رصد الجواسيس أسهل' منه في المناطق المزدحمة.

وقد شكلت الحكومة الأميركية قوة مشتركة لاقتفاء أثر البغدادي تضم أفرادا من قوات العمليات الخاصة ووكالة المخابرات المركزية وغيرها من وكالات المخابرات الأميركية بالإضافة إلى الاستعانة بأقمار تجسس.

غير أن مصادر مخابرات أميركية تقول إن البغدادي وعى فيما يبدو الدرس من عملية قتل أسامة بن لادن عام 2011 وأصبح يعتمد على نقل الرسائل باستخدام عدة مبعوثين لا مبعوثا واحدا على عكس ما كان يفعله بن لادن مؤسس تنظيم القاعدة. كما أنه يبدل السيارات خلال رحلاته وهو درس تعلمه من الهجوم الذي وقع بطائرة بلا طيار عام 2011 وقتل فيه أنور العولقي، أحد قيادات التنظيم في اليمن.

ولم يعلن البغدادي على الملأ تعيين من يخلفه. غير أن مصادر مخابرات عراقية تقول إن من المعروف أن إياد العبيدي، الشهير أيضا باسم 'فاضل حيفا'، ضابط الأمن من عهد صدام حسين هو النائب الفعلي للبغدادي.

وقال فاضل أبو رغيف، الخبير الأمني العراقي المتخصص في شؤون التنظيم، إنه 'سيظهر قادة آخرون لأن هيكل التنظيم مازال قائما'.