هل كنت تظن، وأنت منهمك في تأمل صف الأحذية المتنوعة، مختلفة الأشكال والألوان، أن ذلك الزوج -الذي سوف يقع عليه اختيارك في نهاية المطاف- سيكشف للآخرين عن أفكارك، وتوجهاتك السياسية، وما تمر به على الصعيد العاطفي!
لعله من المستغرب جداً بالنسبة إليك، أن يعرف الآخرون كل هذه الأمور من مجرد النظر إلى حذائك! لكنها الخلاصة التي توصلت إليها دراسة قام بها اختصاصيون نفسيون في جامعة كانساس بالولايات المتحدة الأميركية.
الدراسة التي اعتمدت على 200 متطوع، من خلفياتٍ ثقافية واقتصادية واجتماعية مختلفة، قاموا خلالها بملء استبياناتٍ عن سنهم، وجنسهم، وحالتهم الاجتماعية والاقتصادية، وميولهم السياسية؛ ثم طُلب من كل واحدٍ منهم، صورة لحذائه الذي يرتديه في أغلب الأوقات.
عرض الباحثون هذه الصور على مجموعةٍ من 60 طالباً، وطُلب منهم استنتاج المعلومات الشخصية آنفة الذكر عن صاحب كل زوج أحذية في الصور.
النتيجة
ما توصلت إليه الدراسة كان مثيراً للاهتمام حقاً، فبنسبةٍ كبيرة كانت استنتاجات الطلاب دقيقة فيما يخص الجنس والعمر والدخل المادي؛ بينما كانت أقل دقة في استنتاج الحالة العاطفية والاتجاه السياسي للمتطوعين.
بعض هذه الانطباعات كان مباشراً وسهلاً وصحيحاً بدرجة ما، فالأحذية ذات الألوان المتعددة والزاهية مثلاً تشير إلى شخصٍ منفتحٍ واجتماعي غالباً.
أما فيما يتعلق بالتوجهات السياسية، فهذا هو الجزء الأكثر إثارة في الدراسة، فقد كانت استنتاجات الطلاب فيما يخص التوجهات الفكرية والاختيارات السياسية للمتطوعين قريبة من الحقيقة بدرجة كبيرة.
فالحذاء اللامع الكلاسيكي المتماشي مع الموضة، يشير إلى شخصٍ محافظ، بينما يميل أصحاب التوجهات الليبرالية المنفتحة إلى ارتداء صنادل مفتوحة أو أحذية متواضعة وعملية، وغير ملفتة بشكلٍ كبير.
ويتمتع أصحاب الأحذية النظيفة -والتي يبدو عليها أنها ليست جديدة ولا ملفتة- بضميرٍ حي وحيادية، بحسب ما أشارت الدراسة.
ويفصح عن استقرارك العاطفي!
وهنا أيضاً كانت استنتاجات الطلاب قريبةً من الحقيقة، فالأشخاص الذين يفضلون ارتداء أحذيةٍ من ماركاتٍ معروفة، وتبدو أنيقة جداً ونظيفة ولامعة، هم أشخاصٌ يقلقون كثيراً من الوحدة والهجران أو الانفصال عن الشريك، ويولون لانطباعات الآخرين وأفكارهم، اهتماماً كبيراً، يجعلهم حريصين جداً على الآخر واستمرار العلاقة معه.
بينما، على الجانب الآخر، هؤلاء الذين يرتدون أحذية مملة، أو لا يهتمون بتنظيف وتلميع أحذيتهم، غالباً ما يجدون أمر الاحتفاظ بالحبيب، أو الشريك، أو حتى الصديق صعباً؛ لأن صورتهم عند الآخر لا تشغل بالهم كثيراً؛ وبالتالي فإنهم لا يهتمون بما يفكر فيه.
كعبٌ عالٍ أم "باليرينا"
وتوضح الدراسة في استنتاجها، إن السيدات اللواتي يفضلن ارتداء الكعب العالي -مهما سبب لهن من متاعب- حريصاتٌ غالباً على الظهور بشكل مميز ولافت للأنظار، بمعنى أنهن "attention seekers".
بينما ارتداء "الباليرينا" المسطحة تماماً يشير إلى شخصية لطيفة وبسيطة.
أما الحذاء الرياضي، فهو انعكاسٌ لشخصيةٍ منطلقة، وترغب في الحركة والتنقل والسفر واكتشاف أماكن وأشخاصاً جدداً، وإذا كانت ألوانه زاهية، فأنت أمام شخصٍ منفتحٍ متقبلٍ للآخرين، وفق استنتاجات الدراسة.
وبالنسبة للأشخاص الذين يفضلون الـ"loafers"، فإنهم وفق الدراسة يحبون الاستقلال والقيام بأعمالهم بأنفسهم، ويعرفون ماذا يريدون بالتحديد ويسعون إليه بدأب.
حذاؤك يستحق اهتمامك
هذا ما يشير إليه كيم ويلسون، رئيس تحرير الموضة في News Corp Australia ، فالشائعُ، أن الناس تهتم عادة بتسريحة الشعر والماكياج والثياب، لكن أي منظرٍ أنيق، مهما كان رائعاً وملفتاً، يمكن أن يفسده حذاءٌ غير مناسب أو غير نظيف.
والعكس يحدث أيضاً مثلما يقول ويلسون، فإن ارتداء حذاء لطيف وجذاب قد يرفع من تقييم الآخرين لمظهرك، ويعطي شكلاً نهائياً أجمل لملابسك .