اكد البيان الختامي للمؤتمر الدولي السادس لدعم الانتفاضة الفلسطينية الذي اختتم اعماله بطهران مساء الاربعاء، دعمه الشامل لفصائل المقاومة الفلسطينية كافة، داعياً لعدم تهميش القضية الفلسطينية وسط الأزمات التي تعصف بالمنطقة.
وفيما يلي نص البيان الختامي للمؤتمر :
تحت شعار معا لدعم فلسطين وبهدف اعطاء الأولوية للقضية الفلسطينية علي الصعيدين الإقليمي والعالمي ومن أجل بلورة اجماع حولها باعتبارها رمزا لوحدة الصف بين المسلمين وأحرار العالم والشعوب المدافعة عن الحق والعدالة انعقد المؤتمر الدولي السادس لدعم الإنتفاضة الفلسطينية في طهران عاصمة الجمهورية الاسلامية الايرانية بتاريخ 24 -23 جمادي الثاني 1438 ق الموافق لـ 4 - 5 اسفند 1395 هـ ش والمصادف 21 - 22 شباط / فبراير 2017م.
وعبر المشاركون في المؤتمر الدولي السادس لدعم الإنتفاضة الفلسطينية عن شكرهم وتقديرهم لقائد الثورة الإسلامية، ومجلس الشوري الإسلامي، والحكومة والشعب الإيراني، لإستضافتهم وسعيهم لإنجاح هذا المؤتمر، حيث أكدوا علي المبادئ التالية:
1- ضرورة الحفاظ علي القضية الفلسطينية بإعتبارها أولوية قصوي للعالم الإسلامي، والدول العربية، وركيزة أساسية للرأي العام العالمي، والقوي المتحدة والصديقة، في إحقاق حقوق الشعب الفلسطيني، وصولاً لتحرير كامل التراب الفلسطيني.
2- التأكيد علي ضرورة إتحاد فئات الشعب الفلسطيني، وإعتماد خيار المقاومة بإعتباره خياراً وحيداً لإحقاق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، الذي أثبت نجاحه في تحرير جنوب لبنان، وقطاع غزة، وتشكيله لقوة ردع في مواجهة اطماع العدو، وكذلك التأكيد علي وحدة الصف للأمة الإسلامية، والشعوب التواقة للإستقلال، لدعم الشعب الفلسطيني.
3- الإعتزاز بإنتفاضة ومقاومة الشعب الفلسطيني، لاسيما الإنتفاضة الحالية، بصفتها الطريق المثمر الوحيد في مواجهة الإحتلال الصهيوني، وتوظيف كافة الإمكانيات لدعم وتعزيز المواجهة المشروعة لهذا الشعب وتمكينه من إستعادة حقوقه الحقة والمشروعة.
4 - مطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته وممارسة المزيد من الضغوط المؤثرة علي الكيان الصهيوني لردع سلوكه اللاإنساني، وشجب إجراءات هذا الكيان المتمثلة في تبديد اقتصاديات فلسطين وفرض الحصار الظالم علي شعبها، لا سيما في قطاع غزة ورفع الحصار عنها فورا.
5. ادانة استمرار العدو الصهيوني في القيام بإجراءات تهويدية للقدس وتغيير معالمها ومحاولات طمس هويتها، وتأكيد دعم القرار الصادر عن اليونسكو، الخاص بنفي أي حق تاريخي لليهود في القدس.
6.اعتبار أعمال التطهير العرقي، وارتكاب المجازر بحق الأطفال والتهجير القسري لأبناء فلسطين والاغتيالات المدروسة، والاعدامات الميدانية، مصاديق بارزة لجرائم حرب ترتكب ضد الإنسانية وتستدعي ملاحقة من يقف وراءها ومرتكبيها عبر المراجع القانونية والقضائية الدولية. ومناشدة جميع الحكومات والبرلمانات والمؤسسات الدولية، القيام بمسؤولياتها القانونية والدولية من أجل النظر في هذه الجرائم والمذابح بما في ذلك ايجاد آلية قانونية لمحاكمة الجناة في المحاكم الوطنية والدولية.
7. تأكيد حق العودة لأبناء الشعب الفلسطيني الي ديارهم وممتلكاتهم في فلسطين، كحق طبيعي وغير قابل للمساومة، وإجراء استفتاء للشعب الفلسطيني، يشارك فيه كل الفلسطينيين الأصليين من سكان فلسطين التاريخية، يقررون فيه مصيرهم، وذلك لتحرير كامل التراب الفلسطيني من الإحتلال الصهيوني. وهذا هو الحل العادل بعدما ثبت فشل كل محاولات التسوية والمساومة في العقود الأخيرة.
8. المطالبة باتخاذ اجراءات عاجلة وملحة من قبل المجتمع الدولي للحؤول دون تغيير طابع وهوية مدينة القدس من الناحية التاريخية، كما ان قرار اليونسكو الأخير، بأن المواقع والمقدسات الإسلامية في القدس هي أماكن مخصصة لعبادة المسلمين، يشكل مطلباً عالمياً وخطوة علي صعيد تحصين هوية مدينة القدس.
9. توجيه الإدانة بأشدّ العبارات لكل أنواع الدعم الذي تقدمه الإدارة الأمريكية للكيان الصهيوني، بما في ذلك التصريحات الاخيرة للمسؤولين الأمريكيين حول نقل سفارة بلادهم إلي القدس، وفي هذا السياق يتبني المؤتمر الدعوة الموجهة للدول العربية والإسلامية بإقفال سفاراتها في واشنطن، اذا ما تم نقل السفارة الامريكية إلي القدس.
10. إعلان الدعم الشامل للمجاهدين الفلسطينيين وفصائل المقاومة، والاشادة بنضالهم من أجل التحرر، وبمساعيهم الرامية الي رص الصف الفلسطيني وتعزيز الوحدة وإنهاء الإنقسامات، مع التأكيد علي ضرورة تعزيز الوحدة الوطنية والتوافق بين الفصائل حول نهج المقاومة والانتفاضة بصفتها رمزاً لتحقيق النصر.
11. الترحيب بما صدر عن المحافل الدولية مؤخراً من ادانة لبناء المستوطنات، والتأكيد علي أن الكيان الصهيوني قد إعتاد دوماً علي انتهاك القرارات الدولية، وعليه يجب ارغامه علي الكفّ عن هذه الممارسات وإنهاء الاحتلال فوراً، مع اعتبار ان الإجراءات المتخذة من قبل الكنيست مؤخراً، لشرعنة بناء المستوطنات في الاراضي المحتلة واغتصاب اراضي الفلسطينيين الخاصة يتعارض والقانون الدولي ويشكل خطوة استفزازية تهدف الي اشعال نار أزمة جديدة اقليمياً ودولياً.
12. اعتبار أن أي تطبيع مع الكيان الصهيوني يشكّل عاملاً مساعداً يؤسس لإنتهاك حقوق الشعب الفلسطيني، والإشادة بالجهود الدولية والتدابير التي اتخدها المجتمع المدني لمقاطعة الكيان الصهيوني، مع مناشدة البلدان قاطبة بقطع علاقاتها مع هذا الكيان واستخدام كل الوسائل التي تكفل عدم التعاون معه.
13- اعتبار أن أي تطبيع مع الكيان الصهيوني يشكل عاملا مساعدا يؤسس لانتهاك حقوق الشعب الفلسطيني، والاشادة بالجهود الدولية والتدابير التي اتخذها المجتمع المدني لمقاطعة الكيان الصهيوني مع مناشدة البلدان قاطبة بقطع علاقاتها مع هذا الكيان واستخدام كل الوسائل التي تكفل عدم التعاون معه.
14- التأكيد علي ضرورة تقديم الدعم الشامل للشعب الفلسطيني المظلوم وتعزيز المقاومة الساعية الي اعداد ذاتها علي جغرافية فلسطين بكل متطلبات المواجهة، ومطالبة جميع الحكومات والشعوب باتخاذ إجراءات عاجلة وبأسرع ما يمكن لتعزيز صمود وقدرات الشعب الفلسطيني.
15- تجديد الادانة للصمت الدولي حيال استمرار جريمة اعتقال آلاف الفلسطينيين من قبل الكيان الصهيوني ومن بينهم برلمانيون فلسطينيون والدعوة إلي تشكيل لجان برلمانية تعمل علي إثارة هذه القضية في المحافل الدوليّة.
16- التأكيد علي أن النزاعات الطائفية في المنطقة، إنما هي مؤامرة تهدف إلي إبعاد مجتمعاتنا عن القضية الفلسطينية وتغيير أولويات وترسيخ دعائم الكيان الصهيوني.لذلك تجدر مناشدة جميع أنصار الشعب الفلسطيني، ضمن العمل علي لفت أنظار الرأي العالمي والاسلامي الي التركيز علي القضية الفلسطينية، التصدي بوعي وبصيرة للطائفية.
17- دعوة العالم الإسلامي إلي سن القوانين اللازمة التي تؤكد علي حق المقاومة ضد الاحتلال واعتباره عملا مشروعا، ودعوتها أيضا إلي تشكيل لجان في كل برلمان مختصة بالقضية الفلسطينية، مهمتها تقديم أنواع الدعم لهذه القضية.
18- التاكيد علي الخطر المتزايد للسلاح النووي الصهيوني ومطالبة المنظمات الدولية ذات الصلة بالقيام بواجباتها لنزع هذا السلاح من كيان العدو، ضمانا للسلام والأمن الدوليين.
19- الاشادة بالمقاومة في لبنان، وبما أنجزته علي كل الصعد، مع التاكيد علي ضرورة الوقوف إلي جانبها، بغية تحرير ما تبقي من اراض محتلة في هذا البلد وكذلك تحرير كافة الأراضي المحتلة من قبل الكيان الصهيوني، بما فيها مرتفعات الجولان.
20- الثناء علي ما تركه الامام الخميني (رحمه الله) من إرث قيم، تمثل في الاعلان عن آخر جمعة من شهر رمضان الكريم من كل عام 'يوما عالميًّا للقدس' والتأكيد علي ضرورة الاحتفاء بهذه المناسبة بما يليق بها من شأن وعظمة.
21- الدعوة إلي مقاطعة البضائع الاسرائيلية، خصوصا المنتجة في المستوطنات، ومطالبة برلمانات العالم بسن القوانين التي تخدم هذا الهدف.
22- دعوة البرلمانات الاسلامية والعربية إلي إصدار التشريعات التي تحظر أي علاقة سياسية أو أمنية أو اقتصادية أو تجارية أو ثقافية مع الكيان الصهيوني.
23- التأكيد علي دور منظمات المجتمع المدني في الدفاع عن القضية الفلسطينية العادلة والمطالبة ببذل الجهود لكشف جرائم الكيان الصهيوني وفضحها أمام الرأي العام العالمي.
24- تكليف الامانة العامة بوضع آلية لمتابعة تنفيذ هذه المقررات.
وفي الختام ثمن المؤتمرون عاليا صمود وثبات الشعب الايراني العظيم وممثليه في البرلمان في دعم القضية الفلسطينية وحيا ارواح شهداء المقاومة وكل من ضحي بالغالي والنفيس من أجل فلسطين، كسماحة آية الله الفقيد هاشمي رفسنجاني ، الذي كان رائدا من رواد دعم القضية، كما شكر المؤتمرون مواقف فخامة الدكتور روحاني رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية وأعربوا عن امتنانهم وتقديرهم للدعوة التي وجهها معالي الدكتور علي لاريجاني رئيس مجلس الشوري الاسلامي لحضور المؤتمر، ولكرم الضيافة التي قوبلوا بها في الجمهورية الاسلامية الايرانية، شعبا وحكومة ومجلسا، ولجهود الأمين العام للمؤتمر وسائر القيمين علي أعماله.