لا شك بقدرة الفيتامينات والمعادن في تقوية الجهاز المناعي. ونقصها قد يعود بالعديد من الامراض والمشاكل الصحية، تعرف على اهم الفيتامينات والمعادن لمناعتك والتي ستساعدك في الوقاية من أمراض البرد والشتاء!
مثل أي قوة قتالية، يحتاج جهاز المناعة وجنوده التغذية الصحية والجيدة للمحافظة على طاقته وقوته! ولقد بينت الدراسات العلمية أن الاشخاص الذين يعيشون ظروف الفقر وسوء التغذية هم أكثر عرضة للاصابة بالامراض المعدية من غيرهم. وتوجد بعض الدراسات التي بحثت تأثير التغيرات الغذائية على الجهاز المناعي، الا ان عدد قليل من الدراسات بحثت تطور الأمراض نتيجة للتغيرات في المناعة. فعلى سبيل المثال وجدت دراسة أجريت على الفئران، أن تناول وجبات غذائية فقيرة بالبروتين يقلل من وظيفة الخلايا المناعية T، والخلايا الاكولة macrophages، ويقلل من انتاج الجلوبيلين المناعي IgA) immunoglobulin A).
وتوجد بعض الادلة على ان نقص بعض العناصر الغذائية مثل الزنك والنحاس والسيلينيوم، والحديد وحمض الفوليك، وفيتامينات A، E، C، B6 قد تؤدي الى تغيرات في استجابة جهاز المناعة.
لذا فاذا ما كنت تشك بان نظامك الغذائي الذي تتبعه قد لا يكون هو النظام المثالي لتقوية مناعتك، وتتساءل حول كيفية تضمينه بهذه المعادن والفيتامينات، سواء عن طريق الغذاء أو المكملات الغذائية دون أي زيادة او نقصان، فدعنا نعرفك فيما يلي على هذه الفيتامينات والمعادن وأهم مصادرها:
فيتامين A
فيتامين A أو الكاروتينات، أحد أقوى مضادات الأكسدة المهمة لتعزيز مناعة الجسم وتقويتها، وللحفاظ على الأسطح المخاطية الدفاعية والجلد، من خلال التأثير على خلايا T، وخلايا B المناعية، والسيتوكينات cytokines. والذي لطالما اشتهر بدوره في مكافحة الشيخوخة وعلامات التقدم في العمر. وعادة ما يرتبط نقص فيتامين A، بضعف المناعة وزيادة خطر الاصابة بالامراض المعدية. فهو يعمل على زيادة الخلايا المكافحة للعدوى، والخلايا الاكولة. ويعمل فيتامين A، على مكافحة الجذور الحرة ومكافحة السرطانات.
وقد أظهرت بعض الدراسات أن لتناول فيتامين A على شكل مكملات غذائية دور في زيادة المناعة وتقويتها، الا أنه قد يشكل اثار جانبية سلبية وخطيرة في المقابل ان تم بكميات زائدة، مثل الاصابة ببعض السرطانات كسرطان الرئة. لذا فننصح باعتماد المصادر الطبيعية والصحية لأخذ هذا الفيتامين، وهي اللحوم بانواعها، الحليب ومنتجاته، الخضراوات الورقية الخضراء مثل السبانخ، الخضروات برتقالية اللون، مثل: الجزر والبطاطا الحلوة.
فيتامين C
من المعروف مدى أهمية فيتامين C كمضاد أكسدة ضروري لتقوية مناعة الجسم، ولعل ما اشتهر عنه كونه يساهم في تخفيف اعراض البرد وأمراض الشتاء. فهو يساهم في زيادة عدد الخلايا البيضاء، والاجسام المناعية المضادة، ويزيد من مستويات الانترفيرون، كما ويعمل على محاربة الجذور الحرة ووقاية الخلايا. ونقصه يؤدي الى الاصابة بمرض الاسقربوط ونزيف اللثة والكدمات الجلدية، والتعب والوهن، وهو نادر جداً. من أهم مصادر فيتامين C: الحمضيات كالبرتقال والليمون، الكيوي، الفراولة والفلفل الرومي.
فيتامين D
وجد الباحثون أن الحصول على فيتامين D، من خلال تعرض المرضى المصابون بمرض السل لأشعة الشمس، كان له تأثير ايجابي على جهاز المناعة، وساهم في علاجهم والتخفيف من الاعراض. وفيتامين D هو ذو أهمية كبيرة للجسم ومناعته. ويساهم في الوقاية من العديد من الامراض. وأهم مصادره: الحصول عليه عن طريق تعريض الجلد لأشعة الشمس، وفي الأوقات المناسبة، تناول الأغذية المدعمة به، تناول الفطر، او البيض أو الأسماك الزيتية كالسلمون، وفي حالات النقص الشديد ينصح بالتوجه لتناوله على شكل مكملات غذائية.
فيتامين B2 وفيتامين B6
توجد بعض الأدلة على أن فيتامين B2 يعزز المقاومة للعدوى البكتيرية. كما وبينت العديد من الدراسات أن نقص فيتامين B6 يمكن أن يؤثر على كل من الخلايا T و B. ووجدت أن تعويض النقص بشكل سليم من خلال تناول المكملات الغذائية قد يعيد الوظيفة المناعية. ومصادر هذه الفيتامينات عديدة ومن السهل الحصول عليها، فهي موجودة في كل من الحبوب الكاملة، المكسرات، اللحوم بأنواعها، البقوليات، الحليب ومنتجاته والخضراوات الورقية.
فيتامين E
وجدت عدة دراسات أن تناول الجرعات اليومية من فيتامين E، كانت تساهم في زيادة استجابة الجهاز المناعي، وذلك لكونه يقوم بتحفيز انتاج الخلايا القاتلة وخلايا B ومكافحة الميكروبات. وفي دراسة شملت أشخاص أصحاء في عمر 65 عام فما فوق، وجدت بان زيادة الجرعة اليومية الموصى بها من فيتامين E، لما يقارب 200 ملغم يومياً أدى الى زيادة استجابة الأجسام المناعية المضادة لالتهاب الكبد B، والكزاز بعد التطعيم. ونقصه عادة ما يؤثر على جهاز المناعة، وكريات الدم الحمراء، وعمل الخلايا العصبية.
وأهم مصادر فيتامين E وأشهرها: زيت الزيتون والزيوت الطبيعية، الافوجادو، الخضار الورقية، الحبوب والبذور.
الزنك
يعتبر الزنك عنصر أساسي لتكوين وعمل الجهاز المناعي. اذ يؤثر نقصه على قدرة خلايا T المناعية وغيرها من الخلايا المناعية، ولذا يجب ان يتناول الشخص ما يقارب 15-25 ملغم يومياً. ويعمل الزنك على زيادة انتاج الخلايا البيضاء، ويزيد من الخلايا القاتلة، والمضادة. كما ووجد له دور كبير في علاج أمراض البرد والشتاء والأمراض الفيروسية، والتقليل من مدتها، وخاصة اذا ما تم تناوله على شكل مكملات. الا انه الى الان لم يستطع العلم تحديد الكمية المناسبة لتناوله بشكل امن والاعراض التي قد تنتج عن ذلك، لذا فينصح باستشارة الطبيب قبل تناوله.
السيلينيوم
يعد السيلينيوم أحد العناصر المهمة لتقوية جهاز المناعة، ويحسب كمضاد أكسدة قوي، فقد وجدت بعض الدراسات أن الأشخاص الذين يعانون من نقصه ومستويات منخفضة منه فهم أكثر عرضة للاصابة بكل من سرطان المثانة، سرطان الثدي، المستقيم والقولون، الرئة والبروستاتا. وفي دراسات حالية تبحث نتائج الجمع ما بين السيلينوم وفيتامين E، في الوقاية من سرطان البروستاتا.
ووجد للسيلينيوم دور مهم في زيادة عدد الخلايا القاتلة في الجهاز المناعي، ونقصه يؤدي الى زيادة عرضتك للاصابة بالعدوى الفيروسية وكل من أمراض البرد والانفلونزا. وبهذا ننصحك بتناول مصادر السيلينيوم وبشكل يومي، وتشمل هذه المصادر كل من: الثوم والبصل، اللحوم والمأكولات البحرية، الأجبان، الحبوب الكاملة، صفار البيض.
اوميغا 3
وجدت العديد من الدراسات بان للاميغا 3 دور مهم في تعزيز المناعة، بحيث أنها تعزز عمل الخلايا البيضاء، وتساهم في زيادة نشاط الخلايا الأكولة، وفي دراسة أجريت على الأطفال، قاموا خلالها بتناول نصف ملعقة من بذور الكتان يومياً وهي مصدر غني للاوميغا 3، فكانت النتائج تدل عىل ان هؤلاء الاطفال كانوا أقل عرضة من غيرهم للاصابة بامراض الجهاز التنفسي، وهم أقل تغيبا عن المدرسة. ونقص الأوميغا 3 عادة ما يرتبط بضعف المناعة، وبقلة التركيز، ولطالما أن تناولها يساهم في الوقاية من بعض انواع السرطانات، ومكافحة الالتهابات، فان نقصها قد يساهم في أن تصبح اكثر عرضة لهذه المشاكل الصحية الخطيرة. لذا فاحرصوا على تناولها.
وبهذا ننصحكم بالتركيز على تناول مصادر الاوميغا 3، والتي اشهرها: الأسماك الزيتية كالسالمون، بذور الكتان، زيت الزيتون والزيوت النباتية، المكسرات، الأفوجادو. وفي حال عدم تأكدكم من اخذ كفايتكم منها فقد يستلزم التوجه لتناول المكملات الغذائية، ولكن باشراف الطبيب.