صحيفة فرنسية : حماس بصدد مراجعة جديدة لمجمل علاقاتها الخارجية

الجمعة 17 فبراير 2017 09:37 ص / بتوقيت القدس +2GMT
صحيفة فرنسية : حماس بصدد مراجعة جديدة لمجمل علاقاتها الخارجية



غزة / سما /

نشرت صحيفة "جون أفريك" الفرنسية تقريرا تحدثت فيه عن التحركات الدبلوماسية الجديدة التي تتبعها حركة حماس، والتي تهدف من خلالها إلى تغيير استراتيجيتها الخارجية عن طريق التقارب مع كل من مصر والتصالح مع حركة فتح وإحياء العلاقات من جديد مع الحليف السابق إيران.

 وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن زيارة نائب رئيس الحركة إسماعيل هنية، إلى القاهرة يوم 27 كانون الثاني/يناير الماضي، قد تكللت بالنجاح.

لكن في المقابل، ولسائل أن يسأل، كيف لحركة إسلامية كحماس والموالية  للإخوان المسلمين، أن تحض باستقبال حافل في القاهرة من قبل حكومة كثيرا ما اتهمتها بالتورط في زعزعة أمن مصر؟ بالإضافة إلى التواطؤ مع تنظيم الدولة في عملية اغتيال النائب العام المصري، خلال شهر حزيران/يونيو من سنة 2015؟

اقرأ أيضا: مراقبون: توقعات بتفاهمات حقيقية بين حماس والقاهرة في 2017

 وذكرت الصحيفة أن محللين سياسيين مصريين عبروا عن تفاؤلهم باللقاء الذي جمع كل من الممثلين الفلسطينيين عن حركة حماس ورئيس جهاز المخابرات المصري، خالد فوزي، وأورد المحللون أن التهديدات التي تتعرض لها كل من الدولتين من قبل المتطرفين كانت على رأس المحادثات التي جمعت الطرفين، نظرا لأن كلا من مصر وغزة يعانيان من الظاهرة نفسها.

 وتجدر الإشارة إلى أنه منذ تولي عبد الفتاح السيسي لرئاسة مصر، بعد الانقلاب  خلال شهر تموز/يوليو من سنة 2013، اتهم الأخير حركة حماس بالتعامل مع الإخوان والمسلمين وذلك بغية تهديد أمن مصر.

 وإثر ذلك، أدرج نظام السيسي حماس على اللائحة السوداء للإرهاب خلال سنة 2015، قبل أن يشطب اسمها من هذه اللائحة خلال شهر حزيران/يونيو الماضي، وتصبح بذلك حماس شريكا لمصر في حربها ضد التطرف.


وفي نفس السياق، ذكرت الصحيفة أن حركة حماس أظهرت حسن نوايا تجاه إعادة ربط العلاقات مع مصر من خلال قيامها بحملة اعتقالات طالت نشطاء متهمين بالتطرف في غزة. 

وفي هذا الصدد، بينت الكاتبة، ليلى سورات، في مقالها الأخير تحت عنوان "حماس والعالم"، أن "العدو اللدود يمكن أن يتحول فجأة إلى صديق مقرب".
 
وافترضت الصحيفة أن الظروف العالمية لا تصب في مصلحة حركة حماس، حيث أنها مصنفة على لائحة الإرهاب من قبل واشنطن، وهو ما يخدم مصلحة الكيان الصهيوني. 

وفي الأثناء، صرح وزير جيش  دولة الاحتلال، افيغادور ليبرمان، أنه "في حالة جرتنا حماس نحو حرب جديدة، فسوف تكون الأخيرة".

وعلى الصعيد الإقليمي، أوضحت الصحيفة أن حركة حماس قد دخلت في منعطف دبلوماسي جديد منذ انطلاق ثورة الربيع العربي، حيث أنها انسلخت عن حلفائها التقليديين للاندماج مع حلفاء آخرين. 

ومن بين الحلفاء التقليدين لحماس - تضيف الصحيفة - نذكر نظام بشار الأسد، أما الثاني فهو أحد أهم حلفاء النظام وهو بلا شك إيران، حيث ارتأت الحركة أنه من الأجدر قطع علاقاتها بهما منذ سنة 2012.


ولا تخفي الحركة أن قطع علاقاتها مع دمشق وطهران تسببت بأزمة مالية فعلية ليس على الحركة فقط بل أيضا على قطاع غزة بأكمله.
 
وأضافت الصحيفة أن "النصر المنقطع النظير" الذي حققه الإخوان المسلمون في مصر خلال الانتخابات الرئاسية سنة 2012، حوله الانقلاب العسكري إلى كابوس، نظرا للسياسية القمعية التي اتبعها السيسي ضد أبناء الإخوان.

وفي السياق ذاته، شهدت العاصمة القطرية، اجتماعا سريا نظمه الأمير القطري، تميم بن حمد، جمعه بدبلوماسيين سعوديين من أجل تحقيق المزيد من التقارب مع المملكة العربية السعودية، مع العلم أن المملكة لم تخف عداءها للحركات الإسلامية، ومن بينها حركة حماس.
 
وفي الختام، أوردت الصحيفة أن العديد من الأصوات قد تعالت داخل الحركة نفسها، طالبة إعادة إحياء العلاقات الدبلوماسية مع طهران، ولعل من أبرز الأصوات التي دعت لعدم غلق كل أبواب التعامل مع إيران، محمود الزهار، الذي يتمتع بتأثير داخل أسوار الحركة في قطاع غزة.