إذا كان صوت شرب أو تناول أحد افراد اسرتك للطعام يجعلك تغضب أو يسبب لك عدم الراحة، أو كان ضغط زميلك للقلم باستمرار يجعلك قلقًا، إذا كنت تحاول الابتعاد عن هذه الأصوات المزعجة والهروب منها فربما أنت تعاني من خلل في الدماغ وهو ما يسمى الميزوفونيا.
الميزوفونيا هي متلازمة حساسية الصوت الانتقائية والتي تسبب ردود فعل سلبية كالغضب والقلق عند سماع الاصوات اليومية كالتي تصدر من الاشخاص عند تناولهم الطعام أو الشراب أو مضغهم أو حتى تنفسهم، هذا الاضطراب يبدأ مبكرا مع الشخص فقد يبدأ في سن الثانية عشر وقد يبدأ قبل ذلك في سن الخامسة مثلا.
وقد وجد بعض الباحثين في المملكة المتحدة الإجابة ومعرفة سبب ردود فعل الاشخاص الذين يعانون من الميزوفونيا، فقد قام Sukhbinder Kumar وفريقه بعمل مسح ودراسة أدمغة ٢٠ متطوع ممن يعانون من الميزوفينا، وأدمغة ٢٢ شخص لا يعانون منها، وتم تشغيل عدة اصوات أثناء وجود الاشخاص داخل جهاز أشعة الرنين المغناطيسي كصوت المطر والاصوات الغير مرغوبة كالصراخ والاصوات المثيرة للأشخاص.
كما اظهرت البيانات السلوكية أن الاصوات المهموسة أثارت قلق وحزن الأشخاص الذين يعانون اضطراب حساسية الصوت، بينما الأصوات الغير مرغوبة ازعجتهم لكنها لم تسبب ردة فعل الميزوفونيا، وقد سبب سماعهم للأصوات المهموسة ارتفاع نبض القلب وهذه علامة على تجاوب الجسم إما بالغضب او الخوف اثناء سماعه للأصوات.
كما نشرت النتائج في صحيفة Current Biology بأن الجزء الأمامي من الدماغ والمسؤول عن تنظيم حواسنا مع مشاعرنا نشط بشكل أكبر لدى الاشخاص الذين يعانون من الميزوفونيا وقالKumar لــBBC News إن هذا ما يسبب ردود فعلهم المضاعفة عند سماع بعض الأصوات وغالبا تكون ردة الفعل الغضب لا الاشمئزاز.
وليس لهذا الاضطراب حل أو علاج معروف، ولكن محاولة استخدام سدادة الاذن أو السماعات قد تساعدك في تجاهل الاصوات التي تزعجك، وقد يكون العلاج السلوكي نافعا في بعض الحالات