الباليه في غزة ..

الأربعاء 01 فبراير 2017 04:28 م / بتوقيت القدس +2GMT
الباليه في غزة ..



غزة \ حسن جبر \

 يبدو مركز القطان للطفل في مدينة غزة، ويتبع مؤسسة عبد المحسن القطان، من الخارج، جميلاً وأنيقاً قياسا بالمباني حوله، وما أن تخطو أقدام الزوار داخلها حتى ينبهرون بالأعداد الكبيرة للأطفال وذويهم،  الذين جاءوا للاستفادة من الخدمات المتعددة التي تقدمها المؤسسة.

هذا طفل جاء لاستعارة كتاب، وتلك فتاة صغيرة جاءت للمشاركة في نشاط مختلف، وفي قاعة جانبية اصطفت 24 طفلة صغيرة لا تتعدى أعمارهن التاسعة جئن لتعلم رقص البالية باعتباره فنا جديدا على غزة وأهلها.

كن يلبسن ملابس الباليه بألوانها الزاهية، ويستمعن إلى تعليمات المدربة الأجنبية تمارا بفرح كبير صانعات لوحة جميلة بحركاتهن الطفولية الرقيقة ولينتزعن البسمة والتصفيق أحيانا من ذويهن الذين راقبوا المشهد بفرح وفخر.

الجلوس في مقاعد المتفرجين يعطي الزائر لوحة متكاملة عن النشاط الجديد للأطفال وشيئا فشيئا لا يملك إلا إن ينخرط في تأمل المشهد الذي يزداد تألقا مع انخراط الأطفال أكثر وأكثر في تأدية رقصات البالية بإشكال مختلفة.

أحضرت ابنتي شهد الحداد 7 سنوات لتعلم هذا الفن الجديد الذي لا تعرفه غزة، قالت الدكتورة عايدة حلس وهي تراقب ابنتها بفرح كبير.

وتابعت: سيكون لدى شهد التي تدرس في الصف الثاني الابتدائي شيئا جميلا في طفولتها وستتذكره عندما تكبر.

الدكتورة حلس علمت عن دورة البالية من أصدقائها وسارعت لتسجيل ابنتها التي أنهت الدورة الأساسية وانتقلت لتكون عضوه في نادي البالية الذي يجري تأسيسه في المؤسسة.
أصبحت شهد أكثر جرأة وثقة وتعلمت شيء جديد أنعكس على شخصيتها في البيت وأصبحت تتدرب على الرقص أمام إخوتها

قالت حلس وهي تجول بعينيها في جنبات القاعة المزينة لشاشة كبيرة تعرض رقصاً لبالية في دولة أجنبية كان يحاكي نفس الرقص في القاعة.

في القاعة جذبت بنان نصار ( 7أعوام ) أنظار الجميع عندما توسط القاعة بمفردها لتؤدي حركات باليه جديدة أظهرت مدى ليونة جسمها ومواءمة حركاتها بطريقة جميلة. لم يمتلك والدها الفنان التشكيلي من مخيم النصيرات وسط قطاع غزة إلى أن يندفع لالتقاط مزيد من الصور لها .. الفنان نصار يأتي من مخيم النصيرات الذي يبعد عن مدينة غزة 8كم وينتظر انتهاء بنان من التدريب ليأخذها ويعود للمنزل

وقال:كانت بنان تمارس الباليه كهواية وتقلد التلفاز فأحضرتها إلى مؤسسة القطان لتنمية هوايتها وصقل تجربتها فانعكس ذلك على شخصيتها وذادت ثقتها بنفسها ويؤمن نصار أن شخصية الطفل لا تكتمل بالدراسة بل بتنمية المهارات بشكل إيجابي، مؤكدا أن عدم معرفة الناس بهذا الفن لم يمنعه من احتضان موهبة ابنته وتنمية قدراتها .

في القاعة وصل الأطفال لأداء مزيد من الحركات وكن يدرن حول أنفسهن أحيانا وحول زميلاتهن بثقة عالية، وهن ينصت إلى تعليمات المدربة التي كانت تتحدث العربية بلكنة أجنبية جميلة .

بدأ مركز الطفل للقطان قبل نحو عام في تدريب الأطفال على هذا الفن الجديد مكتفية بالأطفال دون سن الثامنة باعتبار فن البالية أحد وسائل التعبير عن النفس، كما يقول غسان أبو لبدة منسق الأنشطة الإداءية في المركز .. وتابع: استهدفنا الأطفال في هذا الأمر لأن عضلاتهم تكون قيد التشكل مما يساعدهن على التعلم بسهولة راعينا خلالها العادات والتقاليد وينوه أبو لبدة إلى حجم الإقبال الكبير على الاشتراك بهذا التدريب واضطررنا إلى وقف التسجيل بشكل مبكر

ونظم المركز دورات تدريبية متواصلة بدأ التفكير بعدها في إنشاء نادي باليه والذي مازال قيد التأسيس ليشترك فيه الآن 24 طفلة .. الكثير من الحديث والأمنيات والتطلعات الإيجابية يحملوها القائمون على مركز القطان لتعزيز شخصية الطفل وتنمية قدراته وإمكانياته، وفي الطريق إلى الخارج كان الأطفال يلتفون حول أحد الشبان، ويستمعون منه إلى قصة جميلة كان يرويها بطريقة شيقة في"القطان" صورة أخرى عن ضوضاء مدينة غزة في صباح ذلك اليوم.

الايام