لماذا يتعلق الطفل بألعابه وبطانيته؟

الخميس 26 يناير 2017 11:32 ص / بتوقيت القدس +2GMT
لماذا يتعلق الطفل بألعابه وبطانيته؟



وكالات / سما /

طفلك يحمل بطانيته ولعبته المفضلة ويجرهما معه أينما ذهب، لا ينام إلا وهو يحتضن بطانيته ويرفض التخلي عنها مهما حاولت، هل يبدو هذا المشهد مألوفاً؟ إذا أنت بحاجة لقراءة هذا المقال.

أولاً، لا داعي للقلق مما يحصل، فطفلك مثله مثل ملايين الأطفال حول العالم يبحث عن الأمان خاصة في سنواته الأولى في الحياة، وهذا ما تمنحه إياه أغراض مثل البطانية ولعبته المفضلة، أو ما يسمى في علم النفس بالأغراض الامنة.

ما هي الأغراض الامنة ومتى يتم اختيارها؟

يختلف الأمر من طفل لاخر، فمن الأطفال من يختار قطعة ثياب معينة، ومنهم من يختار لعبة بعينها، ومنهم من يختار بطانية أو زجاجة رضاعة وهكذا. وغالباً سوف يستقر الطفل على ما يريد اعتماده كغرض امن في الفترة العمرية بين 8-12 شهراً، أما متى سوف يتخلى عن هذه العادة، فهذا ما لا نستطيع أن نجزمه.

لماذا يلجأ الطفل لبطانيته وألعابه لتشعره بالأمان؟

إن تعلق الطفل العاطفي بهذا النوع من الأغراض، لا يرتبط بمدى جمالها، بل إذ يبدأ الطفل باستكشاف العالم مبتعداً عن حضن والديه في المرحلة بين 6 - 12 شهراً ، فيبدأ بالمشي والحبو والاستمتاع بشعور لم يختبره مسبقاً تفرضه عليه  حريته الجديدة في الحركة، وفي هذا الوقت بالذات يبدأ الأطفال بالشعور بنوع من القلق والتوتر بسبب غرابة شعور الحرية هذا وتخوفهم منه، لذا يبدأون بالبحث عن شيء مادي ما يشعرهم بنوع من الأمان ويخفف من توترهم. وهنا يأتي دور ما يسمى في علم النفس بإحدى المترادفات التالية (Loveys, Comfort Objects, security objects, transitional objects) أو بالعربية غرضاً امناً انتقالياً، إذا أن الطفل يبدأ باللجوء إليه مؤقتاً في تلك المرحلة الانتقالية التي تقع بين مرحلتي الاعتماد الكلي على الأهل ومرحلة الاعتماد على النفس. ويلجأ الطفل لهذه الأغراض على وجه التحديد للأسباب التالية:

  1. توفر له راحة نفسية تساعده على النوم عندما يكون متعباً.

  2. عندما يكون بعيداً عن أمه وأبيه لسبب ما فإنها تشعره بالأمان رغم غيابهما.

  3. تشعره بالسعادة إذا أثار شيء ما ضيقه.

  4. عندما يتواجد في مكان غريب عليه، قد تساعده على الشعور وكأنه في المنزل، فمثلاً عند الذهاب لعيادة طبيب الأطفال ، قد يخفف وجود اللعبة أو البطانية من توتر الطفل، وقد يقوم طبيب الأطفال بوضع سماعته الطبية على لعبة الطفل قبل فحص الطفل لطمأنة مضاعفة للطفل.

  5. في هذه المرحلة العمرية، يبدأ الطفل بإدراك أنه شخص مختلف عن أبويه، وهو شعور غريب ومخيف، تساعد أغراض الطفل الامنة على التأقلم معه.

وتتميز الأغراض الانتقالية بخصائص تجعل الطفل يتعلق بها دون غيرها، فهي:

  1. ناعمة الملمس، وخفيفة وقابلة للاحتضان وجميلة المظهر.

  2. مألوفة بالنسبة للطفل، إذ تحمل رائحة الطفل في طياتها، لذا تشعره بأنه في أمان غرفته ومع عائلته.

معلومات هامة حول الأغراض الامنة للطفل

  1. إن تعلق الطفل ببطانيته أو لعبته أو حزام ثوب أمه ليس دليلاً على أي ضعف يذكر، بل هو تصرف طبيعي.

  2. يعتقد البعض أن تعلق الطفل ببطانيته أو ألعابه قد يزيد من فرص تطوير عند الطفل، وهذا ليس خاطئاً تماماً، ولكنه ليس  قاعدة كذلك.

  3. يعتقد بعض الأهل، أن تعلق الطفل ببطانيته مثلاً دليل على تقصيرهم في حق الطفل من ناحية رعاية ومحبة، ولكن علم النفس يقول العكس تماماً، إذ وتبعاً للدكتور جورج اسكيو (George Askew)، طبيب الأطفال في مركز متخصص بصحة الأطفال في واشنطن في الولايات المتحدة الأمريكية، فإن الطفل الذي يبحث عن الأمان في بطانية أو لعبة أو أي غرض امن اخر هو في الغالب طفل اعتنى به والداه وأحباءه على أكمل وجه.