توجه مئات آلاف الأشخاص بينهم غالبية من النساء صباح السبت (بتوقيت واشنطن) الى وسط واشنطن للتظاهر ضد الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب الذي تم تنصيبه الجمعة لولاية من أربعة أعوام. وتعكس هذه "المسيرة النسائية" التي تأمل بجمع نصف مليون شخص في العاصمة الفدرالية من كل انحاء البلاد، وفق تقديرات جديدة للمنظمين، الانقسام داخل المجتمع الاميركي.
واعلنت منظمات التظاهرات أن نحو 300 "مسيرة شقيقة" ستجرى في مدن اخرى في الولايات المتحدة بينها نيويورك وبوسطن ولوس انجليس وسياتل، وكذلك خارج الولايات المتحدة في أوروبا وآسيا. فقد سار آلاف المتظاهرين السبت في لندن ضد ترامب يتقدمهم رئيس بلدية المدينة صادق خان. وتجمع هؤلاء أمام السفارة الأميركية قبل أن يتجهوا الى ساحة الطرف الاخر.
وغردت هيلاري كلينتون المنافسة الديموقراطية السابقة لترامب مخاطبة المتظاهرين "شكرا لأنكم تحركتم وعبرتم عن موقفكم من أجل قيمنا. ما زلت أؤمن بأننا أقوى معا". وقال كانديس فيغلز الممرضة المتقاعدة (69 عاما) الآتية من فرجينيا المجاورة "هذه التظاهرة هي تعبير مبدئي. علينا أن نقوم بأمر ما. الشخص الذي بات رئيسا هو انسان فظيع. لم يفز بأصوات الشعب".
واعتمر عدد كبير من المتظاهرات قبعات زهرية التي باتت رمزا لمعارضة ترامب. من جهته، أشار الرئيس الأميركي الجديد في تغريدة صباحية الى "يوم رائع في العاصمة واشنطن" موجها الشكر الى شبكة فوكس نيوز بعد تعليقات مقدميها الذين اشادوا بخطابه الجمعة. وهي المرة الأولى منذ أربعين عاما يبرز تيار مناهض لرئيس اميركي جديد.
فبالكاد مرت 24 ساعة على دخوله البيت الأبيض حتى وجد ترامب نفسه في مواجهة فئات من الاميركيين يتحدرون من اصول مختلفة يجمعهم شعور واحد بالقلق. وقالت باربرا هيلتون (62 عاما) المتظاهرة في المترو "أفراد عائلة زوجي مهاجرون، إنهم مسلمون وليس ثمة واحد منهم إرهابيا".
ووقع ترامب الجمعة فور دخوله الى البيت الأبيض مرسوما تنفيذيا ضد قانون التأمين الصحي الذي وضعه الرئيس السابق باراك اوباما والمعروف باسم "اوباماكير"، مفتتحا بذلك سياسة قطيعة عرضها قبل ذلك على العالم في خطاب شعبوي وقومي.
وشارك ترامب السبت في قداس في كاتدرائية واشنطن بمشاركة رجال دين مسيحيين ومسلمين ويهود وبوذيين. وسيتوجه بعد الظهر الى مقر وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) في ضاحية واشنطن حيث "يتطلع الى توجيه الشكر الى الرجال والنساء العاملين في وكالات الاستخبارات" وفق ما قال المتحدث باسمه شون سبايسر. وتنطوي هذه الزيارة على دلالات كثيرة بعد انتقادات ترامب لوكالات الاستخبارات.
والمشاركون في تحرك السبت سيتظاهرون قرب باحة مقر الكونغرس (الكابيتول) حيث تم تنصيب قطب العقارات الجمعة رئيسا في مراسم حضرها كما قال خبير، ثلث الذين جاؤوا لتحية سلفه باراك اوباما عند تنصيبه العام 2009. وقالت كاثي سمول (67 عاما) الاتية من اريزونا إن التعبئة "كانت فعلا ضعيفة. لم يشبه الأمر بتاتا تنصيب اوباما حين كانت البلاد باسرها سعيدة بصدق".
وتمت الدعوة الى هذه التظاهرة عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك. وقد أطلقتها جدة تدعى تيريزا شوك المحامية المتقاعدة التي كانت مجهولة وتعيش قبل ذلك بهدوء في هاواي. وسيتحدث خلالها المخرج مايكل مور والممثلة سكارلت يوهانسون والناشطة الحقوقية انجيلا ديفيس. ويحظى التحرك بتأييد المغنيتين كاتي بيري وشير.
وتأتي التظاهرة غداة فوضى وأعمال شغب تمثلت بسلال قمامة وسيارات محروقة وواجهات زجاجية محطمة وقنابل مسيلة للدموع خلال مواجهات بين مئات المتظاهرين المعادين لترامب وعناصر الشرطة.
وكان مجلس الشيوخ الاميركي وافق الجمعة على تعيين أول وزيرين في ادارة ترامب، هما الجنرال جيمس ماتيس للدفاع وجون كيلي للأمن الداخلي. وقد اقسما اليمين في البيت الابيض.