في قفزة علمية كبيرة، أعلن باحثون بريطانيون، عن ابتكار أجهزة مسح جديدة تسهم في تشخيص الإصابة بسرطان البروستاتا وترفع نسب نجاح تشخيص المرض إلى 93%
الدراسة أجراها باحثون بكلية لندن الجامعية في بريطانيا، ونشروا نتائجها في دورية "لانسيت" الطبية.
وأجرى الباحثون تجاربهم على 576 رجلاً، في 11 مستشفى بريطاني، باستخدام أجهزة تصوير بالرنين المغناطيسي المتطورة على الرجال الذين يعانون من مستويات مرتفعة من مستضدات البروستاتا النوعي.
وعادة ما يقوم الأطباء بأخذ عينة من الدم لفحصها إذا كانت معدلات عالية من مستضدات البروستاتا النوعي "بروتين تنتجه خلايا غدة البروستاتا" في الدم، لكشف خطر الإصابة بالسرطان.
ولكن بحسب العلماء، فإن عملية الفحص قد تخطئ وجود السرطان في البروستاتا، وتفشل في اكتشاف الخلايا العدوانية، كما تتسبب في آثار جانبية بما في ذلك نزيف والتهابات مزمنة وضعف الانتصاب.
وأظهرت النتائج، أن 93% من حالات الإصابة بالسرطانات العدوانية تم اكتشافها باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي التي سبقت أخذ عينات الأنسجة، مقارنة مع 48% فقط نجحت خلالها أخذ الأنسجة في تحديد السرطان بمفردها.
وأظهرت النتائج أيضًا أن 25% من الحالات لم تكن بحاجة لأخذ عينة من البروستاتا لفحصها، وبالتالي فإن الطريقة الجديدة تجب المرضى الآثار الجانبية المترتبة على أخذ عينات الدم، حيث يخضع حوالي 120 ألف رجل إلى هذه العملية كل عام في بريطانيا.
كما أظهرت التجربة أن رجل من كل 4 رجال، أو 27% من الرجال لم يكونوا بحاجة إلى أخذ عينات من البروستاتا على الإطلاق، ما يعني أنهم سيتجنبون عملية أخذ العينة لتشخيص المرض.
وتعمل هيئة الخدمات الصحية البريطانية حاليا على مراجعة إمكانية تطبيق عمليات الفحص والمسح هذه على نطاق واسع.
وقال الدكتور هاشم أحمد، قائد فريق البحث بكلية لندن الجامعية: "هذه خطوة تغيير هامة على طريق تشخيصنا لسرطان البروستاتا".
لكنه أشار إلى أن تلك التقنية "ستحتاج إلى دراسات مستقبلية لتقييمها، وقد تضطر إلى الانتظار من 10 إلى 15 عاما.
ووفقا للمراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها "CDC"، فإن سرطان البروستاتا هو أكثر أنواع السرطانات غير الجلد شيوعًا بين الرجال، كما أن الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 50 عاما فما فوق، هم أكثر عرضة للإصابة به، بالإضافة إلى أن العوامل الوراثية للمرض تزيد الخطر.