أصبح الهاتف المحمول “الجوال” من الأساسيات التي لا يُمكن الاستغناء عنها في أي مكان، فهو ملازمنا ورفقينا في المنزل وخارجه.
وعادةً ما نضع الهاتف إما في الحقيبة أو الجيب الخلفي للسروال أو في الجيب الأمامي للقميص. لهذا السبب، يتخوَّف البعض من مخاطر تأثير أشعة الجوال على صحة القلب، وذلك عند وضع الهاتف في جيب القميص ما يجعله قريبًا إلى عضلة القلب.
فهل من الآمن حمل الهاتف الجوال في جيب القميص أغلب الوقت؟ وهل ورود مكالمة أثناء وضع الهاتف في جيب القميص يُهدد صحة القلب بفعل الذبذبات؟
هذا الاستفسار أجاب عنه الدكتور “بيتر ليبي”، رئيس قسم طب القلب والأوعية الدموية في مستشفى بريجهام للنساء في بوسطن. فقد بيَّن الطبيب أن المجالات الكهربائية والمغناطيسية التي تنتج عن الهاتف المحمول ليست قوية إلى الدرجة التي تؤثر على وظيفة القلب السليم وآلية عمله.
هذه النتيجة توصَّل إليها الأطباء بعد سلسلة من الدراسات أفادت أن القلب السليم لا يتأثر بتلك المجالات الصادرة عن أجهزة المحمول على اختلافها. لكن المشكلة تحدث إن كان الشخص يُعاني من اختلالات في عمل عضلة القلب، كضربات غير منتظمة للقلب أو رجفان داخلي للعضلة أو أي مشكلة مماثلة.
بعض مرضى القلب بتم تزويدهم بجهاز تنظيم ضربات القلب، هذه الفئة من الناس يجب أن يمنعوا تداخل أي مجال كهربائي أو مغناطيسي مهما كان ضئيلًا، ذلك لأن الجهاز يتأثر بهذه المجالات. ما يعني وضع الهاتف الجوال في الجيب أو على مسافة قريب للقلب أمرٌ خطير على الصحة لهؤلاء.
البعض من مؤيدي خطر وضع الجوال بجيب القميص يدَّعون أنه يؤدي بالنهاية إلى نوبة قلبية. لكن الحقيقة أنه لا علاقة بين طرفي الفرضية! حيث تحدث النوبة القلبية بفعل انسداد في أحد الشرايين التاجية، أو بفعل تصلب الشرايين أو تمزق الشريان التاجي في حالة تلف الجدار نتيجة جلطة.
الخلاصة
لا حاجة من القلق حول تأثير الهاتف المحمول عند وضعه في جيب القميص. طالما أن الشخص يتمتع بصحة جيدة وتعمل عضلة القلب لديه بكفاءة عالية ولا يمتلك أجهزة تنظيم لعمل العضلة، فلا حاجة للتفكير بكل هذه التخوّفات لأن لا أساس لها من الصحة!