أحد أكثر الأسئلة شيوعًا على مر السنين. فمجرد أن ترى شخص مكفوف يسير أمامك حتى تستغرب من ارتدائه نظارة سوداء على الرغم من أنه فاقدٌ للبصر ولا يرى! فما الهدف من ارتداء النظارة ؟
ليش يلبس الأعمى نظارة سوداء وهو لا يرى ؟
في بادئ الأمر يجب أن تُدرك أن الشخص الأعمى ليس بشرطٍ أنه فاقدٌ للبصر تمامًا، فالكثير ممن يندرجون تحت هذا الصنف من الناس قادرين على استشعار رؤية بسيطة وخفيفة جدًا لكن ليس بقدرة الشخص الطبيعي على الإبصار.
وبسبب طبيعة أعينهم التي غالبًا ما تكون حساسة للضوء، فإن أفضل وسيلة هي ارتداء نظارة سوداء لحماية أعينهم من الأشعة الساطعة حيث أن اللون الداكن يعكس ويحجب تلك اللإضاءة.
كما أن الكثير من النظارات السوداء تعمل على تصفية الأشعة الواصلة للعين وتُرشحها من الأشعة فوق البنفسجية والضوء الساطع اللذيْن يُشكلان ضررًا كبيرًا على الأعين الحساسة.
وقد تتساءل ما الخطر من وصول الأشعة فوق البنفسجية لعين الأعمى طالما أنها لا تؤدي مهمتها الأساسية وهي الإبصار. من هنا كان لا بد لك أن تعلم أن خطر الأشعة فوق البنفسجية لا يتوقف فقط على تهديد البصر، إنما أيضًا له توابع خطيرة أخرى كإلتهاب القرنية (العمى الثلجي) أو التهاب الملتحمة (التهاب الملتحمة الضوئي). وينتج هذان النوعان من التهابات العين عن حروق الشمس بفعل الأشعة الضارة.
وفي بعض الحالات شديدة الخطورة، يتطوَّر الأمر إلى سرطان في العين خاصةً للأعين الحساسة. والمكفوفين أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بأمراض العين المختلفة بفعل الضوء الساطع والإشعاع.
سببٌ آخر لارتداء الأعمى لنظارة سوداء هو حماية العين من المخاطر التي قد يتعرض لها خلال سيره في الطريق كالفروع المتدلية والأشياء الصغيرة المتطايرة في الهواء أو الأبواب المفتوحة.
كما أن النظارات كالعصا البيضاء تمامًا تدل على أن الشخص أعمى. فبمجرد مشاهدته من بعيد خاصةً في الأماكن المُغلقة، يُمكنك التمييز بأنه يُعاني من مشكلة في عينيه للتعامل معه بالطريقة الصحيحة.
بعض المكفوفين يرتدون نظارات سوداء منعًا للحرج. فالنظر والتحدث إلى شخصٍ يرتدي نظارة مريح أكثر من النظر إلى شخصٍ تتحرك حدقات عينيه بشكلٍ عشوائي، أو مبيضة، أو ذات نظرات غريبة. فعندما يرتدي الأعمى نظارات غامقة يحمي نفسه من الأحكام التي قد يطلقها الشخص المقابل، والذي اعتاد على الحكم على الآخرين من خلال تواصل العينين.