مُستشرق إسرائيليّ: أردوغان ارتمي بأحضان بوتين لفشله بتحقيق أهدافه بسوريّة

الإثنين 02 يناير 2017 07:49 ص / بتوقيت القدس +2GMT
مُستشرق إسرائيليّ: أردوغان ارتمي بأحضان بوتين لفشله بتحقيق أهدافه بسوريّة



تل ابيب \سما\

رأى المُستشرق الإسرائيليّ، البروفيسور درور زئيفي، أنّ قتل السفير الروسي في أنقرة كان يهدف إلى الردّ على روسيا بسبب “ارتكاب جرائم الحرب في حلب”، ودقّ إسفين بينها وبين تركيا، ولكنْ نتائجها ستكون معاكسةً، إذاْ أنّ الاغتيال سيؤدّي إلى تعزيز موقف روسيا في بلاد الشام وإلى نهاية حزينة للـ”هولوكوست” السوريّ.
وبحسبه، رغم أنّ الصورة على الأرض مُربكة أحيانًا، يُمكن للنظرة العامّة أنْ تكشف بوضوح عن المعسكرات الكبرى المتورّطة في الأزمة السورية. من جهة، في المعسكر “المؤيّد للأسد”، تقف قوة عظمى عالمية واحدة، روسيا، وقوة عظمى إقليمية واحدة، إيران، وقوتان محليّتان: الجيش السوري المنهك وقوات التدخّل السريع التابعة لحزب الله. من جهة أخرى، هناك قوة “معادية للأسد”، صورة طبق الأصل، تقف قوى عظمى عالمية واحدة، الولايات المتحدة، قوة إقليمية واحدة، تركيا، وقوات محلية، بشكل أساسيّ الثوار السنة، بدعم وتمويل محدّدين من دول أوروبا، السعودية، ودول الخليج.
ولفت المُستشرق، وهو ضابط سابق في الاستخبارات العسكريّة، ونجل رئيس الموساد السابق، لفت إلى أنّه مع انتخاب ترامب وقبيل دخوله إلى البيت الأبيض، فإنّ دعم واشنطن (المحدود منذ الآن) للمعسكر المعادي للأسد آخذ في التقلّص إلى الحدّ الأدنى وربما الاختفاء تمامًا. موضحًا أنّ إدارة ترامب، التي تخلّت فعليًا عن الالتزام الأمريكيّ لتقديم المساعدة على تنحية الأسد عن الحكم، ستُركّز على مهمةٍ واحدةٍ فقط: القضاء على داعش. نتيجة لذلك ستُغادر أيضًا القوات المحدودة التي ضمّتها أوروبا إلى التحالف، وبالتالي في المعركة ضدّ الأسد ستبقى تركيّا فقط، كداعم عسكريّ لقوات المعارضة السوريّة.
وبرأيه، كانت المهمة الرئيسية لتركيا حتى اليوم إسقاط الأسد واستبداله بحكم سنّي، والثانية منع إقامة حكم ذاتي كردي على حدودها الجنوبية. ولكن، قال زئيفي، فشلت تركيا بشكل واضح في هدَفيها، مُؤكّدًا أنّه مع “احتلال” حلب تعزز موقف الأسد، ولم تنجح أيضًا محاولة إيقاف الأكراد.
علاوة على ذلك، أشار إلى أنّه في آب (أغسطس) الماضي قامت تركيا بالغزو في شمال سوريّة، بشكل أساسيّ من أجل منع إنشاء ربط بين الجيبين الكرديين في المنطقة ودفع داعش جنوبًا، وهذا الغزو أيضًا ينزف دمًا كلّ الوقت، على حدّ تعبيره.
ورأى أيضًا في تحليله، الذي نقله للعربيّة موقع (المصدر) الإسرائيليّ، أنّ تصرّف بوتين الحكيم في أعقاب قتل السفير يُجبر تركيا على التفكير في المسار من جديد. وبدلاً من رفع سقف التوتر في العلاقات بين البلدين، نظرًا لفشل الأمن التركي المخجل، قرر بوتين استخدام ذلك كرافعة من أجل جذب تركيا إلى داخل معسكره، إذْ أنّ  أردوغان يعمل على منع أي صراع آخر مع موسكو بأيّ ثمن تقريبًا، وبناءً على ذلك سيقطع شوطًا آخر باتجاه روسيا.
وتابع المُستشرق الإسرائيليّ قائلاً إنّ مزيج هذه العوامل: تعزز الأسد، انتخاب ترامب، والأجندة الانفصاليّة التي يعززها، فشل تركيا في تحقيق أهدافها في سوريّة حتى اليوم، وحاجتها إلى التملّق لروسيا في أعقاب الفشل الذي أدّى إلى قتل السفير، يؤدي جميعها منذ الآن إلى تشكيل سياسة جديدة في القصر الرئاسيّ في أنقرة.
وأردف أنّه في إطار هذه السياسة ستسعى تركيا إلى قبول الهيمنة الروسية على منطقة الشام، وستُعرب عن استعدادها رغمًا عنها لاحتفاظ الأسد بالحكم على معظم الأراضي السوريّة، وستُوافق على إخراج قواتها من المنطقة الحدودية، وفي المقابل ستُحاول التوصّل إلى تسوية تضمن فيها روسيا وسوريّة منع إقامة دولة كردية في شمال سوريّة.
ووفقًا لدروري، ستكون النتيجة، بالضرورة تقريبًا، إيجاد وحدة آراء بين القوات الأكثر أهمية التي تبقت في سوريّة لإنهاء الأزمة، مؤكّدًا على أنّ واشنطن لن تتدخل، وستفتح روسيا وإيران أذرعها لتركيا، وستجتمع الدول الثلاثة وستتوصل إلى حلٍّ، ستقبله السعودية ودول الخليج دون خيار، وسيتّم التخلّي عن الـ”ثوار السُنّة” والأكراد تحت نظام الأسد، الذي وصفه المُستشرق الإسرائيليّ بالإجراميّ.
أمّا لجهة تل أبيب، فقال إنّ القيادة الإسرائيليّة، التي كانت تأمل أنْ تؤدّي الأزمة السورية وإسقاط الأسد إلى القضاء على محور طهران – دمشق – حزب الله، ستضطرّ هي أيضًا إلى أن ترى تجدّد هذا المحور بقوة أكبر من الماضي. وخلُص إلى القول إنّه من الآن سيكون “جزّار” دمشق، الأسد، أكثر التزامًا تجاه راعيته إيران وحزب الله، اللذين ساعداه جدًا في النجاة، على حدّ وصفه.