ذكرت "هآرتس"العبرية ان عدة دول في العالم العربي نشرت بيانات دعم لخطاب وزير الخارجية الامريكي جون كيري، الذي طرح خلاله مبادئ ادارة اوباما للمفاوضات على اتفاق السلام الاسرائيلي – الفلسطيني. ومن بين الدول التي نشرت بيانات كهذه، مصر، الأردن والسعودية. ويأتي الدعم العربي لخطاب كيري على الرغم من ان احد مبادئه يدعو الى الاعتراف باسرائيل كدولة يهودية.
واوضح كيري خلال خطابه ان احد المبادئ التي يجب ادارة المفاوضات المستقبلية بين اسرائيل والفلسطينيين، على اساسه، هو "تحقيق رؤية القرار الدولي 181 (خطة التقسيم) الذي يدعو الى انشاء دولتين يهودية وعربية، تعترفان ببعضهما البعض وتمنحان المساواة التامة لمواطنيهما". ولم يظهر في أي بيان من البيانات العربية المؤيدة للخطاب أي تحفظ من هذا البند، الذي يتفق عمليا مع المطلب الرئيسي الذي طرحه نتنياهو في خطاب بار ايلان في 2009.
وقال مسؤولون في وزارة الخارجية الامريكية، ممن شاركوا في كتابة خطاب كيري، لصحيفة "هآرتس"، ان ردود الفعل العربية على خطاب كيري تشجعهم جدا، وهكذا الأمر بالنسبة لردود القسم الاكبر من الدول الاوروبية كألمانيا وفرنسا والاتحاد الاوروبي.
وقال مسؤول رفيع في الوزارة انه "بعد عدة دقائق من انتهاء خطاب كيري بدأ بتلقي محادثات هاتفية من وزراء خارجية اجانب اعربوا خلالها عن دعمهم للخطاب. وكان مفاجئا بشكل خاص، الدعم العربي. كان هناك وزراء خارجية عرب قالوا لكيري انهم انتظروا هذا الخطاب طوال عشرات السنين".
يشار الى ان الدول العربية التي اعربت عن تأييدها لخطاب كيري، هي الدول المعدودة على المسار السني والتي يدّعي نتنياهو حدوث تحسن دراماتيكي في العلاقات معها خلال فترة سلطته. وقال نتنياهو عدة مرات في السنة الأخيرة ان الشراكة في المصالح بين اسرائيل والدول العربية السنية في الموضوع الايراني، خلقت قاعدة غير مسبوقة للحوار الذي يجري في هذه الأثناء بشكل سري فقط. ويدعي رئيس الحكومة انه معني بالتوصل الى اتفاقات سلام منفصلة مع الدول العربية من دون علاقة بالفلسطينيين. وقد اوضح كيري في خطابه انه استنتج من كل محادثاته مع الدول العربية انه لن تقدم أي دولة منها على تحسين علاقاتها مع اسرائيل طالما كان الجمود قائما امام الفلسطينيين.
ورحب القصر الملكي السعودي بالمبادئ التي عرضها كيري، وجاء في بيان رسمي ان "المملكة تعتقد بأن توصيات كيري تتفق بشكل متكامل مع غالبية القرارات الدولية ومبادئ المبادرة العربية التي تم تبنيها في 2002. توصيات كيري تولد قاعدة ملائمة للتوصل الى حل دائم للصراع الاسرائيلي – الفلسطيني".
كما رحبت دول اخرى في الخليج كاتحاد الامارات والبحرين وقطر بخطاب كيري. وقالت وزارة الخارجية في ابو ظبي، ان "مقترحات كيري ايجابية، وتمثل الاطار المناسب لتحقيق حل دائم للصراع الاسرائيلي – الفلسطيني". كما نشرت وزارتي الخارجية في الدوحة والمنامة بيانات مشابهة تقريبا، ودعت اسرائيل وفلسطين الى الرد بشكل ايجابي على خطاب كيري.
وردت مصر والاردن بشكل ايجابي، ايضا. وكتب وزير الخارجية الأردني ناصر جودة في حسابه في تويتر ان العالم كله يتفق مع الرؤية التي عرضها كيري في خطابه. ونشرت وزارة الخارجية المصرية بيانا اوضحت فيه ان المبادئ التي عرضها كيري تتفق في غالبيتها مع الموقفين المصري والدولي.
في المقابل رفضت وزارة الخارجية الامريكية الانتقادات التي صدرت عن ديوان رئيسة الحكومة البريطانية تريزا ماي للخطاب. وقال متحدثون من الوزارة الامريكية: "فوجئنا ببيان رئيسة الحكومة البريطانية، خاصة وان خطاب كيري تطرق الى مجمل المخاطر التي تهدد حل الدولتين – بما في ذلك الارهاب والعنف والتحريض والمستوطنات". واضاف الامريكيون: "فوجئنا، ايضا، لأن خطاب كيري يتفق مع السياسة طويلة الامد للحكومة البريطانية نفسها، وكذلك مع التصويت البريطاني في مجلس الامن، الأسبوع الماضي".