نشرت وكالة بلومبيرغ الأمريكية الدولية للأنباء "توقعات متشائمة للعام 2017" عن أوضاع العالم، والأحداث التي سيشهدها في المستقبل القريب.
وتجدر الإشارة إلى أن بلومبيرغ كانت الوحيدة بين وسائل الإعلام التي توقعت نتائج حدثين مهمين عام 2016، لم يتمكن المحللون المحليون من التنبؤ بهما. فقد تنبأت الوكالة بنتيجة استفتاء بريطانيا على خروجها من الاتحاد الأوروبي، وكذلك بفوز الملياردير دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة الأمريكية حتى قبل أن يصبح مرشحا عن الحزب الجمهوري.
ويرى الخبراء أن توقعات الوكالة هذه السنة ليست مريحة لعدد من زعماء أوروبا، الذين كانت مواقفهم إلى فترة قريبة تعدُّ وطيدة في القارة العجوز. إذ سيكون عام 2017 العام انتصار للمشككين بالاتحاد الأوروبي والسياسيين الداعين إلى التقارب مع روسيا.
وهذا يتعلق بالدرجة الأولى بالمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل التي اشتهرت بفشل سياستها في مسألة الهجرة. أي أن بلومبيرغ تصب الزيت على النار، وتؤكد موقف المعارضين لانتخاب ميركل لولاية رابعة.
مارين لوبين
كما توقعت بلومبيرغ فوز زعيمة الجبهة الوطنية مارين لوبين في الانتخابات الرئاسية الفرنسية. وهذا سيؤدي حسب خبراء الوكالة بعد عدة أشهر إلى تنظيم استفتاء على خروج فرنسا من الاتحاد الأوروبي، على غرار ما جرى في بريطانيا. ويذكر أن الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسة الفرنسية ستكون في 23 أبريل/نيسان 2017، والجولة الثانية في 7 مايو/أيار 2017، وسيخوضها المرشحان اللذان يحصلان على أعلى نسبة أصوات في الجولة الأولى.
وعموما، فإن الأمور لن تكون مريحة في أوروبا؛ حيث تتوقع الوكالة انتهاء العمل باتفاقية شنغن. أي أن نقاط التفتيش الحدودية داخل أوروبا ستعود إلى سابق عهدها.
أما الأوضاع في جنوب القارة الأوروبية، فستكون درامية. ففي إيطاليا سيتسلم السلطة زعيم حركة "خمسة نجوم" الشعبوية المدون بيبي غريلو، الذي يدعو إلى إعادة التعامل بالليرة الإيطالية. كما ستستمر الأزمة المالية في اليونان، وسيكون من الصعوبة حصول حكومة أليكسيس تسيبراس على مساعدات مالية من الغرب.
كما تتوقع بلومبيرغ بقاء رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي في السلطة لفترة طويلة، وسوف يحل مكانها سياسي يصر على مقاطعة شبه كاملة مع الاتحاد الأوروبي.
أميركا تنسحب
وبالطبع، يريد الجميع معرفة النهج السياسي لدونالد ترامب بعد تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة. يتنبأ محللو الوكالة، بارتفاع شعبيته نتيجة إصلاحاته الضريبية الموفقة. وبأنه قد يجمد عضوية الولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي "الناتو" وهيئة الأمم المتحدة، ويقلص الوجود العسكري الأمريكي في النقاط الساخنة؛ ما سيؤدي إلى حفز نشاط المتطرفين الإسلاميين، خاصة في أفغانستان، حيث ستسيطر "طالبان" على البلاد بفضل انسحاب القوات الأمريكية والدخول من تجارة المخدرات.
كما تتوقع الوكالة أن يصطدم ترامب بمعارضة سياسية جدية، يتم تشكيلها في غرب البلاد، خاصة في كاليفورنيا التي حدثت فيها احتجاجات جماهيرية واسعة بعد إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية. وسيقود هذه المعارضة رجل الأعمال إيلون موسك وإحدى المسؤولات في شبكة فيسبوك شيريل ساندبيرغ، اللذان يُنظر إليهما كمرشحين لخوض الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة عام 2020.
ولا تستبعد بلومبيرغ وقوع احتجاجات واسعة يشترك فيها الطلاب من حركة "حياة السود لها أهمية" وكذلك أعضاء حركة "احتلوا وول ستريت" السابقة ومعهم الفوضويين.
وإضافة إلى ذلك، سيجمد ترامب عملية تطبيع العلاقات مع كوبا، ويطلب مساعدة الصين عندما يدور الحديث عن التهديدات النووية من جانب كوريا الشمالية.
أما توقعات الوكالة بشأن روسيا، فتشير إلى عودة كاملة لروسيا إلى الساحة الدولية.