القدس المحتلة \سما\
تسود في إسرائيل حالة من الاحتفاء في أعقاب تأجيل التصويت على مشروع قرار في مجلس الأمن كان من المفترض أن يتم الليلة ويدين الاستيطان اليهودي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وكان موقع "وللا" الإخباري كشف امس النقاب عن أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أبلغ السلطة الفلسطينية عزم واشنطن على عدم استخدام "الفيتو" ضد القرار.
من ناحيتها، كشف موقع صحيفة "هآرتس" مساء امس النقاب عن أن التحول المفاجئ في موقف مصر، التي تمثل المجموعة العربية في مجلس الأمن، قد جاء بعد أن مارس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضغوطا مكثفة على السيسي، الذي استجاب لطلبه.
وذكر باراك رفيد، المعلق السياسي للصحيفة أن نتنياهو شرع في حملة اتصالات تليفونية مع السيسي طوال الليلة الماضية وصباح اليوم وأقنعه بالإيعاز لممثله في مجلس الأمن بتأجيل التصويت، مع العلم أن مصر هي من قدمت مشروع القرار وحددت موعد التصويت عليه.
ونوه رفيد إلى أن نظام السيسي برر طلب التأجيل بالحاجة إلى عقد اجتماع للجامعة العربية، في حين كشف موقع صحيفة "ميكورريشون" الليلة أن المصريين طلبوا تأجيل التصويت إلى أجل غير مسمى.
من جهتها، عدت شبكة الإذاعة العبرية الرسمية، المعروفة بـ "ريشت بيت" خطوة السيسي بأنها تمثل "إنقاذا لإسرائيل من ضربة دبلوماسية وسياسية بالغة الخطورة".
وأعادت الإذاعة في تعليق لها الليلة للأذهان حقيقة أن قرارات مجلس الأمن قرارات "ملزمة" الأمر الذي يمكن أن يمثل سابقة تلزم المجتمع الدولي بفرض عقوبات ضد إسرائيل لإجبارها على وقف الاستيطان.
من ناحيته قال نداف إيال المعلق في قناة التلفزة العاشرة إن السيسي "أنقذ المشروع الاستيطاني، ويتوجب على القادة المستوطنين أن يتقدموا له بالشكر الجزيل على هذه الخطوة".
وشدد إيال على أن السيسي "وفر البضاعة التي رفض أوباما توفيرها لإسرائيل"، معتبرا أنه على الرغم من الانتقادات التي يمكن توجيهها لنتنياهو "إلا أن أحدا لا يمكن أن ينكر أنه نجح في تدشين شبكة علاقات شخصية مع السيسي تحقق لإسرائيل عوائد إستراتيجية".