الرشق: نرحّب بأي دور جديد للقاهرة لتحقيق المصالحة ومشعل يغادر منصبه منتصف 2017

الإثنين 19 ديسمبر 2016 11:35 ص / بتوقيت القدس +2GMT
الرشق: نرحّب بأي دور جديد للقاهرة لتحقيق المصالحة ومشعل يغادر منصبه منتصف 2017



الدوحة \وكالات \

 أكدّ عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحركة حماس، على ضرورة استكمال ملفات المصالحة رزمة واحدة، بما يضمن وحدة القرار الفلسطيني ومؤسساته بما فيها منظمة التحرير الفلسطينية والمجلس الوطني الفلسطيني.

وقال الرشق أن مصر هي الشقيقة الكبرى، ولها دور تاريخي كبير في دعم القضية الفلسطينية، وإعلان القاهرة في مارس 2005م نصّ على تفعيل وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية، ولم يتم التطبيق، ثمَّ نصَّ اتفاق القاهرة في مايو 2011م على تشكيل إطار قيادي مؤقت للمنظمة إلى حين إجراء انتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني، له صلاحيات سيادية تتم بالتوافق وبما لا يتعارض مع صلاحيات اللجنة التنفيذية للمنظمة.

 وتابع نرحّب بأي دور جديد للقاهرة في موضوع استئناف تحقيق المصالحة الفلسطينية، فإنجاز التوافق الوطني والمصالحة وإنهاء الانقسام خيار استراتيجي بالنسبة لنا وليس تكتيكاً

وكشف الرشق في حديث مطول مع صحيفة الرسالة، أن خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة تنتهي دورته القيادية التي يرأسها في النصف الأول من العام القادم.

وأدان الرشق عملية الاغتيال التي استهدفت الطيار  التونسي خبير صناعة الطائرات، المهندس محمد الزواري، معتبرا أنه عندما تكون عقول وأدمغة علماء الأمة مع المقاومة الفلسطينية يكون النصر على مرمى حجر.

وفيما يلي نص المقابلة: 

الرسالة: ما هي أهم الأوراق التي تراهنون عليها في مساركم السياسي خلال المرحلة المقبلة، تحديدًا فيما يرتبط بواقع قطاع غزة؟!

الرشق: إنَّ من تابع المعارك التي خاضتها كتائب القسّام، ورأى صور التلاحم الشعبي مع المقاومة واحتضانه لمشروعها يدرك تماماً أنّ الحصار والقتل والدمار لن يفتّ في عضد الشعب الفلسطيني، وأن رأسمال الحركة وذخيرتها الأقوى هو الشعب الفلسطيني المؤمن برسالته الواعي لأهدافه، عشر سنوات من الحصار لم تفلح في إخضاع أهل القطاع الذين يتألمون من تداعيات الحصار، الأبطال الصامدون هم أوراق القوّة التي تغيّر معادلات الصراع مع العدو.

ثمَّ إنَّ إنهاء الانقسام وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني والاجتماع بين مكوّناته ضمن استراتيجية وطنية نضالية موحّدة قادرٌ على مجابهة التحديات ومواجهة الاحتلال سياسياً وعسكرياً كالبنيان المرصوص.

 كيف قرأت حماس رؤية فتح الجديدة في ملف المصالحة، وماذا بشأن انعقاد المجلس الوطني؟

الرّشق: حركة حماس ترى أنه لا يمكن أن ينفرد فصيل فلسطيني بالقرار الفلسطيني ويصادر حق الفصائل الأخرى في المشاركة في صنع القرار الفلسطيني، وبالتالي تؤمن الحركة بضرورة تحقيق مصالحة وطنية فلسطينية كخيار استراتيجي وفق برنامج وطني مقاوم يحمي الحقوق ويدافع عن المقدسات ويحقق تطلعات الشعب الفلسطيني في التحرير والعودة، ودعونا لذلك وما زلنا ندعو إلى ضرورة إنهاء الانقسام والتقاء جميع مكونات الشعب الفلسطيني على المشترك بينها ووضع الخلافات جانباً، فالذي يجمعنا أكبر بكثير من الذي نختلف عليه.

ونرى الآن ضرورة استكمال ملفات المصالحة رزمة واحدة متكاملة، تضمن وحدة القرار الفلسطيني ومؤسساته بما فيها منظمة التحرير الفلسطينية والمجلس الوطني الفلسطيني. وآن الأوان لإعادة الاعتبار لمنظمة التحرير وإصلاحها لتكون مرجعية وطنية تضمّ الداخل والخارج، لنكون جميعاً شركاء في المسؤوليات وأداء الواجبات، ولنعمل جميعاً على تحرير أرضنا وقدسنا وأسرانا وتحقيق العودة.

 كيف تقيّمون علاقات حماس الخارجية اليوم؟

الرّشق: حركة حماس حركة تحرّر فلسطينية لا تتدخل في شؤون الدول وتربطها علاقات وطيدة مع دول كثيرة، وهي لا تعادي أحداً، فمحور التعاون واللقاء هو ما تمثله فلسطين كإطار تجتمع عليها الدول والحكومات في وجوب الدعم والنصرة والتضامن، وبما تمثله حركة حماس من ثقل وشعبية كبيرة داخل فلسطين وخارجها، فحركة حماس تنسج علاقاتها الدولية في هذا الإطار، وتنأى بنفسها عن لعبة المحاور، أو دفع أي أثمان مقابل التأييد والدعم، بل بالعكس لقد دفعنا ثمن انحيازنا لمبادئنا ولخيار الشعوب في الحرية والديمقراطية، لكن هذا لا يحرفنا عن مبادئنا وأهدافنا الكبرى.

والمعيار الذي تحكم به حماس علاقاتها مع الدول هو مدى قربها من القضية الفلسطينية ووقوفها مع شعبنا الفلسطيني وحقوقه العادلة، وليس المهم فتح ممثليات لحماس في هذه الدولة أو تلك بقدر ما تسعى إلى خدمة الشعب الفلسطيني في أماكن وجوده كافة.

بالنظر للعلاقة في مصر، هناك حديث عن رؤية جديدة للقاهرة، كيف تقرأ حماس موقف القاهرة، و ما شكل هذه الترتيبات وفق تصوركم؟

الرشق : مصر هي الشقيقة الكبرى، ولها دور تاريخي كبير في دعم القضية الفلسطينية، وإعلان القاهرة في مارس 2005م نصّ على تفعيل وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية، ولم يتم التطبيق، ثمَّ نصَّ اتفاق القاهرة في مايو 2011م على تشكيل إطار قيادي مؤقت للمنظمة إلى حين إجراء انتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني، له صلاحيات سيادية تتم بالتوافق وبما لا يتعارض مع صلاحيات اللجنة التنفيذية للمنظمة.

ونرحّب بأي دور جديد للقاهرة في موضوع استئناف تحقيق المصالحة الفلسطينية، فإنجاز التوافق الوطني والمصالحة وإنهاء الانقسام خيار استراتيجي بالنسبة لنا وليس تكتيكاً.

 انتفاضة القدس فرضت نفسها كمتغير يرى البعض انه لم يكتمل، لماذا خفت صوتها؟، وهل أنتم بصدد تفعيل قنوات وأطر سياسية تحتضنها؟

الرّشق: انتفاضة القدس مستمرة بإذن الله، تخبو لكنها لا تختفي، فقد استطاعت هذه الانتفاضة المباركة بسواعد وعقول الجيل الفلسطيني الجديد أن تفشل مخططات الاحتلال في تهويد المسجد الأقصى المبارك وتقسيمه زمانياً ومكانياً، وأثبتت للعالم أن الجيل الفلسطيني الجديد بشبابه وشاباته قادر على أن يبدع وأن يصنع انتفاضة أربكت حسابات العدو وأقضت مضاجع قادته. إنَّ انتفاضة يقودها الشباب لن تموت. وهو قادر على إذكاء جذوتها في كل وقت وحين، ما دام الاحتلال جاثماً على أرضنا ويهوّد الأقصى ويهجّر المقدسيين ويحاصر غزّة ويعتقل ويقتل أبناء شعبنا، فكل عناصر إشعال الانتفاضة حاضرة، وإبداع الشباب في الرّد والدفاع عن شعبنا ومقدساتنا حاضر دوماً.

 ماذا بشأن انتخابات حماس الداخلية؟!

الرّشق: حركة حماس حركة مؤسسات، تعمل وفق نظم شورية وديمقراطية، وضمن أعلى درجات الشفافية، وبالتالي فإنَّ الانتخابات الداخلية تتم ضمن هذا الإطار، وتفرز العملية الانتخابية قيادات كبيرة تحظى بثقة الحركة وكوادرها، والتغيير في المواقع والمسؤوليات بين الحين والآخر هو تعبير عن الحيوية العالية التي تتميز بها الحركة.

تنتهي الدورة القيادية التي يرأسها الأخ القائد خالد مشعل في النصف الأول من العام القادم، وقد أعلن بنفسه أنه سيكون هناك رئيس جديد للمكتب السياسي للحركة،  تتغير المواقع.. وتبقى الأدوار.

تغيير المواقع لا يؤثر أبداً في استراتيجية الحركة أو مبادئها وأهدافها، والذي يملك القرار في التغيير هو مؤسسات الحركة، فهي التي تختار، ضمن عملية مؤسساتية وأطر شورية، وفي جو من الود والأخوة والاحترام.

 كيف قرأتم عملية اغتيال الشهيد القائد محمد الزواري في تونس؟

الرشق: ندين بشدة عملية الاغتيال الجبانة التي استهدفت القسامي التونسي خبير صناعة الطائرات بدون طيار الشهيد القائد محمد الزواري الذي أشرف على صناعة طائرات الأبابيل؛ وشارك مع المقاومة الفلسطينية.

ونعزي تونس العزيزة التي تنجب الأبطال الكبار. وأقول إنه عندما تكون عقول وأدمغة علماء الأمة مع المقاومة الفلسطينية، وعندما تمتزج دماؤهم الطاهرة بدمائنا، يكون النصر على مرمى حجر.