شهد سجن الاستئناف بباب الخلق في وسط القاهرة، فجر اليوم الخميس، إعدام عادل حبارة، بعد إصدار محكمة النقض المصرية الحكم بإعدامه، لقتله 25 مجندا مصريا في أغسطس 2013 بسيناء.
وحسب مصادر أمنية، فإن 8 أشخاص حضروا تنفيذ إعدام عادل حبارة، هم 5 من ممثلي النيابة العامة، بينهم 3 من المكتب الفني للنائب العام، واثنان من نيابة حوادث شرق القاهرة، وطبيب شرعي، وأحد المشايخ، وضابط السجن.
وبدأ تنفيذ حكم الإعدام بإحضار عادل حبارة فجر اليوم من داخل غرفة الإعدام وهو مقيد اليدين والقدمين، ثم تمت تلاوة منطوق الحكم الصادر ضده من قبل ضابط السجن، وبعد انتهاء سماع ما اقترفت يداه، وتذكيره بما فعله بحق 25 مجندا، قام أحد وكلاء النيابة الحاضرين بسؤاله عما إذا كان لديه أقوال من عدمه، فأجاب حبارة بأنه ليس لديه ما يقوله.
ثم قام الشيخ الحاضر بإنطاقه الشهادتين، وطلب منه أن يستغفر الله عما صدر منه، ثم قام عشماوي باقتياد حبارة إلى منصة الإعدام، ووضع على وجهه الطاقية السوداء، وتم تعليق حبل المشنقة في رقبته منهيا حياته، وبعد نصف ساعة تم إنزال حبارة من على المنصة ووضعه على سرير مجهز لذلك داخل غرفة الإعدام، وقام الطبيب الشرعي من التأكد من عدم وجود نبض وتوقف المخ.
سيرته الذاتية..
حبارة اسمه بالكامل عادل محمد إبراهيم محمد يبلغ من العمر 42 عاما ولد في قرية الأحراز بمركز أبو كبير بمحافظة الشرقية في دلتا مصر وانتقل للإقامة في مدينة العريش شمال سيناء في العام 2005 .
كان يعمل بالجزارة فيما كان والده يعمل طباخا بالمدينة الجامعية لجامعة القاهرة وانفصل والده عن والدته وعمره 11 عاما ولم يتحمل الإقامة مع والده بسبب المشكلات الدائمة بينهما فترك منزله وعاش مع والدته وعندما أنهى الدراسة الثانوية الصناعية تلقفته مجموعات إرهابية وبدأت في إقناعه باعتناق الأفكار المتطرفة فأطلق لحيته وساعدوه في العمل بمحل جزارة، وفي العام 2005 توجه للإقامة في العريش بشمال سيناء بمساعدة أصدقائه في التنظيم الذي التحق به.
في العام 2013 ارتكب حبارة وبمعاونة أعضاء من تنظيمه مذبحة رفح الثانية وتحديدا في 19 أغسطس ما أسفر عن مقتل 25 جنديا مصريا واعترف المتهم خلال تسجيل صوتي بارتكاب الحادث حيث ظهر وهو يبلغ أحد قادته ويقول له “بارك لي أنا عادل حبارة صاحب 25 شمعة منورة”، وخلال أيام قليلة قامت قوات الأمن بإلقاء القبض عليه بصبحة اثنين ممن شاركوا معه في الجريمة.
تفاصيل القبض عليه كانت مليئة بالإثارة فقد كان المتهم يستقل مع اثنين من زملائه ممن شاركوه تنفيذ الجريمة سيارة دفع رباعي في العريش بينما كانت الفرقة الأمنية التي تتبعه وترصده تستقل سيارة أجرة، وارتدى أفرادها ملابس سيناوية، وكانوا يتتبعون خطواته حتى وصل إلى أحد الأسواق التجارية بشارع 23 يوليو، وفور دخوله إحدى المحلات داهمته القوات وتمكنت من محاصرته فحاول تفجير نفسه بقنابل كانت بحوزته، لكن القوات تمكنت من شل حركته والسيطرة عليه، ونقله مع مرافقيه إلى مقر أمني بالعريش.
فور إلقاء القبض عليه تجمهر أهالي قرية الأحراز بمركز أبو كبير بمحافظة الشرقية أمام منزل عائلته في محاولة لطردهم ردا على اتهامه بقتل الجنود إلا أن عددا من الأهالي تدخلوا لإنقاذهم، مبررين للأهالي الغاضبين أن أفراد عائلة حبارة ليس لهم أي ذنب فيما ارتكبه نجلهم.
واعترف حبارة في التحقيقات بقتل الجنود في مذبحة رفح الثانية وقام بتمثيل الواقعة كما حدثت، واستمر في السجن طيلة 4 سنوات حيث كان يحاكم في عدة قضايا قتل وإرهاب ووجهت له اتهامات قتل ضباط ومجندين واعتناق أفكار داعش، وصدرت ضده 4 أحكام بالإعدام شنقاً.
حاول حبارة الهروب أثناء ترحيله من أكاديمية الشرطة مع آخرين في يوليو عام 2014، بعد انتهاء أولى محاكماته، وتمكنت قوات الشرطة من ملاحقتهم والإمساك بهم ووضعهم تحت حراسة أمنية مشددة وترحيلهم إلى سجن العقرب.
ويوم السبت الماضي قضت محكمة النقض برفض الطعن المقدم من دفاع “حبارة” وقررت معاقبته و6 متهمين آخرين هاربين بتأييد حكم الإعدام شنقا، ومعاقبة 3 متهمين بالسجن المؤبد لكل منهم، ومعاقبة 22 متهما آخرين بالسجن المشدد لمدة 15 عاما لكل منهم في القضية المعروفة بمذبحة رفح الثانية.
"العربية نت "