أبدى مسؤولون إسرائيليون ووسائل إعلام عبرية ارتياحهم، من النتائج التي أفرزها مؤتمر حركة "فتح" السابع؛ لا سيما على صعيدي انتخابات اللجنة المركزية والمجلس الثوري والتجديد لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس كـ "قائد لفتح".
وقال يوآف مردخاي (جنرال في جيش الاحتلال ومسؤول الارتباط العام مع السلطة الفلسطينية)، إن الحكومة الإسرائيلية تشعر بارتياح كبير لمجريات مؤتمر حركة "فتح" في رام الله.
وأضاف في تصريحات نقلتها إذاعة الجيش على موقعها الالكتروني، "ما شاهدناه خلال المؤتمر يؤكد نجاحه ونجاح الرئيس عباس في إحداث تغيير حقيقي في فتح، وأنها (فتح) قد تغيرت إلى الأفضل تحت قيادته".
وشدد المسؤول الإسرائيلي على أن حركة "فتح" تختلف كليًا اليوم "عن تلك التي عرفناها كحركة تخريبية متورطة في العمليات الإرهابية"، على حد قوله.
ورأت الكاتبة الإسرائيلية المتخصصة في الشؤون الفلسطينية بصحيفة "هآرتس" عميرة هاس، أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس نجح في المؤتمر السابع لـ "فتح" في إبعاد معارضيه عن الحركة وتهميش آخرين.
مبينة أن نجاحه أيضًا تمثل في "تمييع" قرارات اللجنة المركزية للحركة؛ كوقف التنسيق الأمني مع إسرائيل، وتحويل "فتح" إلى حزب سلطة وتقديم خدمات، وعبرها يسيطر على أنصاره.
وأضافت: "عباس أجهض عمل المجلس التشريعي الفلسطيني، رغم انتشار كوادره في جميع مؤسسات السلطة الفلسطينية، خاصة القضاء وأجهزة الأمن".
وادعى الخبير الإسرائيلي بالشؤون الفلسطينية، آساف غيبور، في حديث له عبر موقع "إن ىر جي" العبرية، بأن إسرائيل ساعدت عباس في مواجهة الضغوط العربية المتلاحقة عليه للمصالحة مع دحلان؛ من خلال استمرار التنسيق الأمني معه، ومنح تسهيلات ميدانية للفلسطينيين على حواجز الجيش الإسرائيلي.
ورأى موقع "نيوز ون" الإخباري العبري، أن عقد مؤتمر "فتح" السابع يعتبر انتصارًا لمحمود عباس، الذي رفض ضغوط من الدول العربية لإلغاء المؤتمر، متابعًا: "منح تصاريح الخروج من قطاع غزة إلى رام الله والسماح بدخول الوفود الأجنبية، هي مساعدة منحتها إسرائيل لعباس لعقد المؤتمر في رام الله".
وأكد أن "مصلحة إسرائيل الحفاظ على بقاء عباس ومنع تقويض السلطة، وذلك بسبب التعاون الأمني بينهما، ولضمان استمرار سيطرته (عباس) الكاملة على القرارات".
من جهته، اعتبر الخبير الفلسطيني في الشؤون الإسرائيلية، صالح لطفي، أن الارتياح الإسرائيلي مرده إلى أن غالبية المنتخبين في اللجنة المركزية لحركة "فتح"، هم شخصيات معروفة لإسرائيل كـ "شخصيات واقعية وبراغماتية".
وأفاد لطفي الذي يشغل مدير مركز "الدراسات المعاصرة في الداخل الفلسطيني"، بأن الارتياح الإسرائيلي يرافقه تخوف وتحفظ من فوز الأسير مروان البرغوثي، وبعض الشخصيات غير المعروفة للإعلام الإسرائيلي.
وتابع في حديث لـ "قدس برس"، "التحفظ الإسرائيلي على انتخاب البرغوثي، كونه سجين أمني وترشيحه وتصدره لنتائج الانتخابات، يعني أنه مرشح لكي يكون نائبًا لرئيس حركة فتح محمود عباس وقيادة الحركة في المستقبل".
ورأى أن ذلك إن تحقق (أن يصبح البرغوثي خليفة للرئيس عباس في قيادة فتح)، "ستكون إسرائيل ملزمة بالإفراج عنه، وهذا ما لا تريده تل أبيب أن يكون إلا من خلال صفقات معينة، كونه محكومًا بالسجن المؤبد 5 مرات".
واستطرد: "إسرائيل وإعلامها يفرقون بين حركة فتح وباقي الفصائل الفلسطينية، وفي ذات الوقت يفرقون بين البرغوثي وصعود نجمه كأحد أعمدة فتح، وبين باقي القيادات في الحركة".
وشدد على أن الاحتلال ينظر إلى قيادات "فتح" على أنها براغماتية واقعية، ومرشحة لإكمال مسيرة الرئيس محمود عباس، وتستطيع التحكم بالسلطة وإبقاء الوضع على ما هو عليه للأبد".
وأكد: "إسرائيل تريد أن تتصدر المشهد داخل حركة فتح، شخصيات متقبلة لوجودها (إسرائيل) التمددي والتوسعي، وإذا أرادت أن تعترض، يمكن لها من خلال الإعلام والمؤسسات الدولية".
مستدركًا: "أي أنها تريد قيادات وشخصيات صامتة على ما تقوم به إسرائيل، وكما يبدو ورغم فوز البرغوثي، إلا أن هناك ارتياح عام داخل إسرائيل للنتائج التي أفرزها مؤتمر فتح".
واختتمت "فتح"، الأحد الماضي (11|4)، أعمال مؤتمرها السابع، بانتخاب لجنة مركزية ومجلس ثوري، وإقرار برنامج سياسي يرتكز على "التمسك بالسلام كخيار استراتيجي".
وفاز في عضوية "مركزية" فتح، 6 قيادات جدد، و12 عضوا قديما في اللجنة، كما انتخبت "الحركة" الرئيس عباس قائدا عاما لها، في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الثلاثاء الماضي.
واللجنة المركزية مسؤولة عن كافة أنشطة الحركة وسير العمل في كافة أجهزتها، وإصدار القرارات والتوجيهات اللازمة.