نقلت صحيفة حريات عن مسؤول تركي كبير قوله إن طائرة بدون طيار إيرانية الصنع كانت وراء الهجوم الجوي على معسكر تركي شمال سوريا يوم 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وكانت هيئة الأركان العامة في الجيش التركي قد أعلنت عن مقتل 3 ضباط أتراك وإصابة 10 آخرين بهجوم جوي على مواقعهم قرب مدينة الباب السورية، موجهة أصابع الاتهام إلى الطيران الحربي السوري. وتوفي أحد المصابين في وقت لاحق. بدورها نفت دمشق أي صلة لها بالهجوم.
وأوضح المسؤول للصحيفة، الأربعاء 7 ديسمبر/كانون الأول، أن السلطات التركية تأكدت من أن الطائرة كانت إيرانية الصنع، لكنها لم تحدد حتى الآن ما إذا كانت تلك الطائرة تابعة لحزب الله أو لواء القدس أو ميليشيات أخرى.
وفي هذا السياق، أعادت الصحيفة إلى الأذهان أن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو ومدير وكالة الاستخبارات الوطنية هاكان فيدان قاما بزيارة مفاجئة إلى طهران صباح 26 نوفمبر/تشرين الثاني. وأفادت تقارير رسمية بأن محادثاتهما هناك تركزت على "مواضيع متعلقة بـ"داعش" ومحاربة الإرهاب. ولكن حسب المسؤول الذي تحدثت معه الصحيفة، طرح المسؤولان التركيان أيضا موضوع التحقيقات في الغارة على الجنود الأتراك في سوريا، والتي أشارت إلى أن طائرة إيرانية الصنع اُستخدمت لشن الغارة.
ومن اللافت أن جاويش أوغلو نفسه نفى طرح موضوع الهجوم الجوي خلال محادثاته مع المسؤولين الإيرانيين في طهران. وقال في تصريحات لموقع "خبر ترك" يوم الثلاثاء: "لم تكن لزيارته إلى طهران أي علاقة بالطائرة. إننا ذهبنا إلى هناك لإجراء الجولة الرابعة من المحادثات الرامية إلى إيجاد حلول سلمية لسوريا. وبحثنا كيف يمكننا التوصل إلى وقف إطلاق النار، وإرسال مساعدات إنسانية، وناقشنا الخطوات الأولية التي يجب اتخاذها في حال إحلال الهدنة. لكن الحديث لم يدر حول الطائرة بدون طيار".
هذا ونقلت الصحيفة أيضا عن مصادر روسية أن المكالمة الهاتفية بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين يوم 26 نوفمبر/تشرين الثاني، والتي كانت الثانية للزعيمين في غضون 26 ساعة، تناولت الهجوم على الجنود الأتراك قرب الباب أيضا، إذ "توصل الطرفان إلى توافق أن الهجوم نُفذ بواسطة طائرة بدون طيار"، فيما نفت موسكو أن تكون الطائرة تابعة لها، مؤكدة في الوقت نفسه أن الجيش السوري لا يمتلك مثل هذه الطائرات. بدورها أبلغت قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن، موسكو بأن الطائرة لم تكن تابعة لها أيضا.
ونقلت الصحيفة عن المصادر قولها: "من غير الواضح لأي جهة تتبع الطائرة"، مضيفة أن الرئيسين الروسي والتركي اتفقا أن العسكريين من البلدين سيواصلان العمل من أجل الكشف عن ملابسات الهجوم.