تتواصل اليوم الثلاثاء، فعاليات الحوار المجتمعى للأزهر الشريف، لوضع رؤية وطنية تمثل إستراتيجية شاملة، لترسيخ قيم الولاء والانتماء والأخلاق بين الشباب، بحضور الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، والدكتور محيى الدين عفيفى، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر، الدكتور محمد أبو زيد الأمير، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، والدكتور سامى الشريف عميد كلية الإعلام بالجامعة الحديثة و رئيس اتحاد الاذاعة والتلفزيون السابق.
وقد شهدت الجلسة الأولى للمؤتمر أمس الإثنين، هجوما على قناة الجزيرة القطرية ،لتدخلها المرفوض فى الشأن المصرى ، وهاجم الدكتور عباس شومان ،وكيل الأزهر الشريف ،ما أذاعته القناة المعروفة بالعداء للدولة المصرية وللجيش المصرى ، قائلا:" الجيش المصرى ملك للمصريين، وليس من شأنها ولا من شأن الدولة، التى تحتضنها التدخل فى شئون مصر وجيشها ،فالجيش المصرى هو الذى دافع عن العروية و الإسلام و أرض العرب وهو الجيش الباقى بين الجيوش العربية، يقوى كل يوم عن سابقه ،ويحمى مصر من المصير، الذى تعرضت له الدول الأخرى فى المنطقة ، ويقدم كل يوم شهداء يفدون المصريين وهذه القناه المشبوهة القطرية ليعلم القائمون على أمرها أن المصريين لا يقيمون لها وزنا ولا يتابعونها ،لفقدها المصداقية، فهذا السعى الذى تمارسه، إنما يضر بمقدرات الأوطان ويشوه صورة الإسلام والمسلمين وهذا ما يريده أعداء الأمة.
وأضاف شومان أن الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب ،وجه باطلاق الحوار المجتمعى تنفيذا لمؤتمر الشباب بشرم الشيخ، والذى وجه الحكومة ممثلة فى عدة وزارات بالتنسيق مع الأزهر الشريف والكنائس المصرية من أجل وضع استراتيجية واضحة المعالم من أجل استعادة المنظومة الأخلاقية وتصويب الخطاب الدعوى، فالأزهر متمرس فى مسألة الحورارات المجتمعية لأنه مؤسسة مجتمعية فى الأساس مختطلة بكل طوائف الشعب ،بل ومع العالم، ولديه مبعوثين فى 70 دولة فى العالم يقومون بنفس الدور وهو الحوار المجتمعى.
وأضاف فى كلمته خلال انطلاق فعاليات الحوار المجتمعى للأزهر الشريف لوضع رؤية وطنية، تمثل إستراتيجية شاملة لترسيخ قيم الولاء والانتماء والأخلاق بين الشباب،وتهدف تلك الحوارات المكثفة، التى أطلقها الأزهر اليوم استكمالا لحواراته مع عدة وزارات نفذت بالفعل كوزارة التربية و التعليم و الشباب والثقافة ،فتلك الحوارات المكثفة التى أطلقها الأزهر و تستمر فى جميع محافظات مصر، لا سيما المحافظات الحدودية، التى تستهدف الشباب من النوعين الذكور و الإناث وتهدف للوقوف على رأيهم و تقييمهم للأداء الدعوى والتعليمي وفى مقدمته نقد الأزهر فى مجاليه التعليمى والدعوي ، مطالبا الشباب بإبداء ملاحظاته دون تردد أو مجاملة او خوف لأن المقصود هو المكاشفة، وتصحيح ما دس خطأ فى أذهان الشباب ، وبوصلة الشباب بل والكبار مشوهة لحد كبير بمعلومات خاطئة وبكثير من الأمور، التى افتراها وألفها أصحاب الهوى والدخلاء والجهلاء على الساحة الدعوية ونسبوها إلى مناهجه ودوره الدعوي، فليس مطلوب فى تلك الحوارات الدفاع و مدح الأزهر وإنما ماذا يريد الناس وخاصة الشباب من الأزهر الشريف ،وليعلم الجميع أن الأزهر فى مقدمة المؤسسات، التى ترحب بالنقد شريطة أن يكون نقدا بناءَ ليس موجها لهوى أو لغرض.
وتابع : الأزهر الشريف ينتقد نفسه بنفسه وأكثر المنتقدين لكافة قيادات الأزهر وبشكل يومى هو شيخ الأزهر، فهو لايعرف فى قاموسه الإشادة ،فنحن نطالبكم بانتقاد الأزهر وعليكم أيضا أن تقبلوا منا ، فجهود الأزهر الشريف كثيرة جدا ولا يعرف الكثير عنها شيئا، فالأزهر يعمل فى صمت ويغض الطرف عن الذين لا يستحقون الرد ،ويعول كثيرا على وعى المصريين و قدرتهم على التفريق بين الغث و السمين و الحق والباطل.
وقال الدكتور عباس شومان ، وكيل الأزهر الشريف ، أن التجديد لازمة من لوازم الإسلام ،فالإسلام اكتمل قبيل وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وهناك أحكام وجدت فى عهد النبى، ثم نسخت ولا وجود لها الآن، والصحابة كان لديهم الشجاعة فى النظر حتى فى نصوص كتاب الله ، فالنصوص الواردة فى القرآن والسنة تنقسم إلى قسمين، نصوص قطعية فى دلالاتها، وهذه ليست قابلة للتأويل، وقسم يحتمل الاجتهاد إذا كانت ظنية الدلالة.
وأضاف خلال رده على أسئلة الشباب المشاركين فى فعاليات الحوار المجتمعي للأزهر الشريف لوضع رؤية وطنية تمثل إستراتيجية شاملة لترسيخ قيم الولاء والانتماء والأخلاق بين الشباب، الأزهر يعكف إعادة النظر والاجتهاد فى العديد من المسائل، خاصة المتعلقة بالمرأة، ولكن يبقى السؤال من الذى يجدد ،فنرى أشخاص لا عمل لهم يطلق على نفسه المفكر الإسلامى الكبير.
وأضاف أن الذين يأتون بأراء شاذة لا يعبرون إلا عن أنفسهم ولا يعبرون عن الأزهر ، فالأزهر إذا أراد أن يتحدث سيخرج من يتحدث عن رؤيته ،وليس معنى هذا أن يتم منع ظهور هؤلاء على الفضائيات ولكن على الناس أن تفرق بين الشخص الذى يتحدث عن ارائه وبين الذين يتحدثون باسم الأزهر.
وكشف شومان أن قناة الأزهر تأخرت كثيرا، ولكن ظروف خارجة عن إرادتنا تأخرت ،وجارى الإعداد لها بشكل جيد، وستكون قناة من حيث الشكل و المضمون تليق بالأزهر وتاريخه، وظهورها سيعوض هذا التاريخ، ولن تكون قناة دينية وإنما ستكون قناة عادية تقدم كل البرامج، لكل الفئات، ولكنها ستناقش الموضوعات بحيادية وموضوعية.
وتابع : أن الأزهر لا يريد أن يتقمص دور الرقيب، كما ينسب إليه ظلما وزورا ،بدليل الهراء، الذى يظهر على شاشات الفضائيات، ولا يتدخل الأزهر، ولا يمنع ولا يطالب بمصادرة رأى أحد، ولكنه يقول ما يريد، دون النظر لغضب الآخرين، وسنظل نقول أن هذا يجوز وهذا لا يجوز وإن كان يعتبره البعض تكميم للأفواه، فنعم نحن نكمم الأفواه.
من جانبه قال الدكتور إبراهيم الهدهد ،رئيس جامعة الأزهر، إن المقصد من الحوار المجتمعى، إعادة تماسك النسيج المصرى وإعادة القوة إلى المجتمع المصرى ،وقد اقتضى هذا المقصد اختيار فئة تقوم بهذا العمل ،ونحن نذكر وإننا شباب كنا نعترض كثيرا على ما نراه من حولنا فى وسائل الإعلام وما يصدر عن آبائنا وكنا نعترض على كثير مما يجرى على مستوى الدولة والدول.
وأضاف فى كلمته خلال انطلاق فعاليات الحوار المجتمعى للأزهر الشريف لوضع رؤية وطنية تمثل إستراتيجية شاملة لترسيخ قيم الولاء والانتماء والأخلاق بين الشباب، ليس من المعقول أن يهمل الذين ينظر إلى مستقبلهم وهم الشباب ، والحوار المباشر هو حوار المصارحة، هو الذى يؤدى إلى بناء المستقبل بناءً رشيدا، دون أن يكون تحت الرماد أى وميض للنار، والمستهدف هو استعادة القيم لأن قوة المجتمعات فى قوة قيمها، لأنها جاءت لمصلحة الإنسان وهى عمود الأديان والإسلام خاصة، فالإسلام انتشر فى العالمين بقيمه ومثله ،لأن الأخلاق، ولا يمكن أن تؤدى إلى دماء أو عنف على الإطلاق فإن فى استعادة القيم للمجتمع استعادة لقوة المجتمع وعصمة للدماء.
من جهته قال الدكتور سامى الشريف عميد كلية الإعلام بالجامعة الحديثة، إن الخطاب الدينى ليس سببا فى تدنى الأخلاق ،وأن تجديد الخطاب الدينى هو مهمة الأزهر فقط وليس لأحد التدخل فى ذلك ،فهو ليس حقا للمثقفين أو غيرهم ،فليس لأحد أن يتقدم لتجديد الخطاب الدينى إلا الأزهر الشريف.
وأضاف أن هناك أخطر من قناة الجزيرة وهى قنواتنا، فنحن نسيئ لأنفسنا أكثر من أعدائنا ،فلولا علماء الأزهر لما استمرت مصر فى هذه المكانة العلمية و الأخلاقية ،ولكن الآن هناك تراجع بسيط يشترك فيه كل القوة الناعمة لمصر، ومنها الإعلام والتعليم و الثقافة و الجامعات والأسرة التى تخلت عن تربية أولادها.