في الحلقة الثانية لبرنامج (مكور) في التلفزيون الاسرائيلي والذي حمل عنوان "مشروع شاليط" تبينت عدة أمور بارزة نلخصها بالتالي:
* (ديفيد ميدان) رجل الموساد الذي عينه نتنياهو مسؤولا عن الملف وبحكم وظيفته السابقة كان يجلس مع نتنياهو بين الوهلة والأخرى فكانا على صلة ومعرفة سابقة وأظهر ميدان مهارات في المفاوضات والبحث عن الأدوات والثغرات التي تجسر على الهوة وتقرب المواقف وقد نجح في ذلك.
(جيرشون بيسكين) ثبت بالوجه القاطع ومن خلال المعلومات في برنامج المصدر وهي إسرائيلية بالطبع أنه نجم الصفقة والقناة المباشرة مع حركة حماس وعبر وسيط مع الشهيد أحمد الجعبري قد أثبتت جدواها وأكدت أن المفاوضات المباشرة مع العدو تكشف الأمور على حقيقتها وتوصل المواقف بروحها وتفاصيلها وحذافيرها فتنتقل بأمانة إلى العدو ومنه إلى صناع القرار. (حجاي هداس ) رجل الموساد الذي نقل المفاوضات من الوسيط المصري إلى الوسيط الألماني (كون راد) وقد عقد 70 جولة مفاوضات معه تخللها تبادل قوائم وتفاهمات معينة رفضت من قبل الحركة بعد أن أظهر العسكر والأسرى في حماس موقفا رافضا لتلك التفاهمات ونتج عن ذلك التشكيك في الوسيط الألماني واتهامه بالتحيز لصالح الإسرائيليين.
نتنياهو أصيب باكتآب وغضب شديدين لفشل الوساطة الألمانية . (هداس) استقال من منصبه ونتنياهو كما ذكر في البداية كلف (ديفيد ميدان ) وفي أثناء عودة ديفيد ميدان من القدس إلى كفار سابا لم يكن لديه أي فكرة كيف سيبدأ ومن أين سينطلق. شرفة منزل ( ديفيد ميدان) شهدت المفاوضات عبر ال sms بشكل متواصل في البداية من (ديفيد ميدان) (ل بسكين) ومن ثم ل د. غازي حمد ومنه لأبو محمد الجعبري. واستمر الحال على هذا المنوال إرسالا واستقبالا ثم تطور الموضوع إلى فاكسات وبعد أسابيع عبر المفاوضات من خلال الفاكسات والرسائل من شرفة منزل (ميدان) بدأ يفكر بالانتقال إلى مرحلة متقدمة حيث طلب من حركة حماس قائمة بكل مطالبها.
*الوسيط (بيسكين) كما قلنا كان (ميدان) متحيرا كيف سيبدأ الاتصالات لكن قرر بعد أن اطلع على الملف أن يستغل من تم تهميشه من قبل( هداس) و(ديكل) رجل السلام الآن الذي تطوع بالاتصال لديفيد ميدان وعرض عليه خدماته؛ حيث التقيا في القدس في إحدى المقاهي وأبلغه ( ميدان) بموافقته بشرطين اثنين : الاول: بعيد عن الإعلام الثاني: النقل الدقيق للمعلومة بعيدا عن التحليل.
* الأجهزة الأمنية ، الشاباك بقيادة(يوفال ديسكنت) والموساد(مئير دجان) والاستخبارات العسكرية(عاموس يادلين) كانوا يعارضون الخطوط العريضة للصفقة. لكن تم استبدالهم بثلاثة رؤساء للأذرع الأمنية الشاباك (يورام كوهين) والموساد(باردو) والاستخبارات العسكرية (أفيف كوخافي) والثلاثة وافقوا على الصفقة إلى درجة أن (باردو) عندما سئل قال :اسألوا زوجتي فالأمر ليس فيه أي أبعاد أمنية. (حجاي هداس) عندما شعر أن الألماني سيفشل حاول الاستعانة بالإيطاليين والفرنسيين دون جدوى.
* تبادل القوائم : بعد استنفاذ تبادل الرسائل والفاكسات ( ميدان) طلب من حماس قائمة. حماس على وجه السرعة قدمت قائمة تقشعر منها الأبدان، رفضتها و(بيسكنت) بلغ حماس من خلال د. غازي حمد أن المواقف اتضحت والخطوط الحمر لدى الطرفين برزت فلا بد من عرض يشكل أساس للمفاوضات. وفعلا أرسلت الحركة عرض من ورقة . عندما اطلع عليه ( نتنياهو) اعتبر أن هذه الورقة تشكل أساسا للتفاوض. من هنا قرر ( ميدان) إدخال دولة تتوسط بين الطرفين لتلخيص المواقف وسد الثغرات المتبقية .
* تركيا كانت من وجهة نظر( ميدان) الخيار الأفضل لكن بعد الفحص والتدقيق تبين أن تركيا لها علاقة قيادة الخارج لحماس ولا تربطها أي علاقة مع الرجل القوي الشهيد أبو محمد. وليس هناك أي مفاوضين يتقنون اللغة العربية والوساطة كما أن موقف تركيا كان معاديا لإسرائيل.
* مصر شكلت الخيار الأفضل حيث تملك علاقة مع قيادة حماس في غزة ولا سيما الشهيد أبو محمد الجعبري والملف ليس غريبا عليها وهي محيطة بكل التفاصيل. * ( دجان) حماس لم تغير موقفها من شروط الصفقة وحققت كل ما تريد.
* ( يعقوب عميدور) رئيس الأمن القومي في تلك الفترة: إطلاق سراح 1200 فلسطيني يعتبر تنازلا كبيرا.
*(أولمرت): نتنياهو عايرني بإطلاق سراح سمير قنطار ثم أطلق سراح مئات مثل سمير قنطار وأعاد بناء حركة حماس.
*(ديفيد ميدان) كان بالإمكان تطوير الاتفاق واستغلال الأجواء والوصول إلى هدنة ومنع حرب 2012 و 2014 وكان ذلك ممكنا وألمح أن حماس كانت مستعدة ونتنياهو أصغى للمصريين ولمز أنه شجع نتنياهو دون أن يقر بذلك واتهم الإرادة الإسرائيلية دون أن يصرح . واعتبر أن التردد أهدر أرواح كثيرة وكان بالإمكان منع الحربين بسهولة ودون جهد خارق. *سارة نتنياهو كان لها موقفا إيجابيا في بلورة موقف نتنياهو النهائي من الصفقة عندما قالت له تخيل ابنك (يائير) في غرفة معتمة 5 سنوات.
* الاحتجاجات الاجتماعية لم تكن سببا حاسمة في تغيير موقف نتنياهو.
* الإعلام والحشد الجماهيري لصالح الصفقة وتضامنا مع عائلة (شاليط) ونتائج الاستطلاعات كان لها دور كبير في تغيير موقف نتنياهو من الصفقة.
* الصحفيون ثلاثتهم الذين أشرفوا على البرنامج وأجروا اللقاءات المطولة جدا التي اختزلت بساعتين بث في برنامج مكور لم يغيروا مواقفهم من مبدأ الصفقة ومن كان مع مبدأ الصفقة بقي على موقفه ومن كان معارضا بقي على معارضته لكن مدير البرنامج (دروكير) استخلص ملاحظتين : الاولى : أن التوقعات السيئة من الصفقة لم تتحقق ولم نشاهد عمليات ضخمة أو انتفاضات أشرف عليها المحررون. لكن في المقابل الغصة التي أصابت أبو مازن جراء عدم إطلاق سراح أسرى في عملية سلمية ثم إطلاق مئات من الأسرى مقابل جندي أثرت على موقفه العام من المسيرة السلمية.