خلق الله الإنسان فأبدع، فلم يخلق شيئًا صغيرًا كان أم كبيرًا في أجسادنا إلا لحكمة يعلمها هو. مثل خلقه للرموش والحواجب التي تحمي العينين من الغبار. فلكل عضو في أجسادنا مهمة محددة يقوم بها ولا يُمكن الاستغناء عنه. ومن ضمن المزايا الأخرى التي منحها الله للإنسان عند خلقه، الشكل الأخدودي الذي يقع أسفل الأنف وفوق الشفتين مباشرةً، فكثيرًا ما تنتبه لوجوده في المرآة، لكن هل تساءلت يومًا عن أهميته؟
[شكل أخدودي]
الشكل الأخدودي Philtrum، أهميته وسبب وجوده..
علميًا، فإن هذا الشكل الأخدودي فوق الشفتين يُسمى Philtrum. ولعقود طويلة بحث العلماء عن أهمية تكونه، خاصةً وأن غيابه يرتبط باختلالات وراثية وجينية. بعض الباحثين وجدوا أن Philtrum مهم لتحريك الشفاه بطريقة صحيحة ما يُمكِّننا من نُطق بعض الحروف بطريقة صحيحة، وبدون وجوده فإن لفظ هذه الحروف يبدو مستحيلًا.
[philtrum الشكل الأخدودي]
قديمًا، وفي العصور الإغريقية اليونانية القديمة، كان يُعتقد أن هذا الشكل الأخدودي مرتبط بالحب. ونجد أن اسم الشكل العلمي Philtrum مشتق من الكلمة الإغريقية القديمة Philtron، والتي تعني “سحر الحب” أو “القبلة”.
حضارات قديمة أخرى فسّرت وجود Philtrum بأنه ناجم عن وضع أحد الملائكة إصبعه على شفتي الطفل عند ولادته لكي ينسى شكل الجنة!
بعض العلماء ممن يتبنون النظرية الداروينية وتطور الإنسان يرون أن الشكل الأخدودي Philtrum تشكل نتيجة تطور شكل وجه الإنسان على مدى القرون. إذ يرون أنه يدل على أصل الإنسان “السمكي”! وأحد البراهين على التطور الذي مر به الإنسان حتى أصبح بهذا الشكل.
بالتأكيد، ولكوننا مسلمين ومدركين لأصل العقيدة، فإن نظرية التطور التي يتبناها الغربيون غير محط للنقاش البتة للأغلاط العقائدية الكثيرة فيها. ولقد ذكرنا رأي العلماء في هذا المجال من باب ذكر التفسيرات التي وضعها العلماء عبر التاريخ لوظيفة Philtrum. ذلك لأننا نعلم من منطلق الدين والعقيدة أن الله خلق الإنسان بأفضل صورة ولم يخلق شيئًا عبثًا.
كما ذكرنا سابقًا، فإن وجود Philtrum مهم جدًا، وغيابه يُعتبر اختلال وراثي يُعرف باسم Fetal alcohol syndrome. ويُولد بعض الأطفال بخلل وراثي يُعرف باسم الشفة الأرنبية، حيث لا يتشكل Philtrum بالطريقة الصحيحة ما يؤدي إلى تشوه في شكل الشفاه.
أضف إلى معلوماتك، أن الإنسان ليس المخلوق الوحيد الذي يمتلك هذه الخاصية في شكله، فهذا الشكل متواجد أيضًا لدى الثدييات خاصةً الكلاب. ويختلف طوله من شخص إلى آخر، حيث أن طوله يُحدد وراثيًا.