كواليس اسر شاليط ومحادثات التبادل ودور اولمرت والجعبري وغازي حمد وعمر سليمان

الأربعاء 16 نوفمبر 2016 08:59 ص / بتوقيت القدس +2GMT
كواليس اسر شاليط ومحادثات التبادل ودور اولمرت والجعبري وغازي حمد وعمر سليمان



القدس المحتلة \سما\

 بثت القناة العبرية العاشرة، مساء الثلاثاء، حلقة من برنامج "المصدر" حول عملية أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط من قبل المقاومة الفلسطينية عام 2006 بعد عملية نفذتها ثلاثة أجنحة عسكرية من أبرزها كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس.

وكشفت القناة  لأول مرة  بعض الخفايا و هي مهمة للغاية وأظهرت إلى حد ما جزء من التجربة لدى الجانب الاسرائيلي والتي من الممكن الاستفادة منها ومعرفة بعض الخفايا التي سمح بنشرها. 

واوضح  تقرير القناة  أن جهاز الأمن العام "الشاباك" كان لديه إنذار مسبق ودقيق حول نوايا لحماس بتنفيذ عملية خطف على مسافة 5 كيلو متر من الحدود الجنوبية ما بين كرم أبو سالم وصوفا شرق رفح ولكن لا توجد معلومات دقيقة حول الوقت والتاريخ وكيفية التنفيذ.

قبل وقوع العملية كان قد طلب( يوآف جالنت) من قائد سييرت متكال لتنفيذ عملية خطف أحد المشتبه بهم في تخطيط العملية التي لم يحدد ماهيتها ، إلا أن المعلومات أشارت إلى أنها نوعية ولربما تكون تفجير نفق أو عمل استشهادي أو أسر جنود،  (عاموس ليادلين): رئيس الاستخبارات العسكرية "أمان" رفض أن يتم الاتصال بسييرت متكال من وراء ظهره وهي تحت مسؤوليته ، وفي جلسة مستعجلة جمعت رئيس الأركان( دان حالوتس) و(يوآف جالنت) قائد المنطقة الجنوبية و(عاموس يادلين) رئيس أمان و( أيزنكوت) قائد قسم العمليات في الجيش من أجل تحديد في ساعات الصفر ما الذي يمكن فعله لمنع تنفيذ العملية. 

( أيزنكوت) ( وعاموس يادلين) رفضوا عملية الخطف للمشتبه به في التخطيط لتنفيذ العملية لكن ( دان حالوتس) و ( يوفال جالنت) أصروا على عملية الخطف.  وفي خضم الحوار (جالنت) قال ل (يادلين) أنا كنت في الأماكن التي كنت أريد أن أخطف منها سابقاً لكنني لا أذكر أنك كنت هناك .  لكن وزير الحرب (عمير بيرتس) الذي عُين حديثاً. لم يرغب في بداية فترة ولايته بعملية استباقية لم يسبقها عمل استفزازي علني من غزة.

 ومع ذلك تم ما بين ليلة الجمعة والسبت خطف اثنين من رفح يشتبه بهم.  في هذه الحلقة اتضح أن مصر هي من أخرت الصفقة لخمس سنوات وأربع شهور؛ حيث كانت تتعامل مع الموضوع بعشوائية إلى درجة أن مبارك في يوم من الأيام قال لأولمرت : " هل أنت مستعد لإطلاق ألف أسير وأنا سأعيد لك شاليط الساعة الرابعة مساءً وأولمرت تعهد لكن الألف من أسرى فتح .  بعد الاتصال عقد جلسة للحكومة وطلب تحضير قوائم لأسرى من فتح على أساس أن الذي وعد هو رئيس مصر وليس أي شخص آخر. 

وجلس الوزراء ينتظرون الساعة الرابعة ولم يتم إطلاق سراح شاليط وذهبت الساعة الخامسة والسادسة وحتى الساعة العاشرة اتصل في مبارك فرد عليه مبارك أن الأمر ليس كما تخيلته . 

طبعاً قبل تعيين (عوفر ديكل) رئيساً لملف إعادة شاليط . الدكتور غازي حمد اتصل في اليوم السادس مع ( جيرشون يسكين) بعد ستة أيام وقال له اتصل بأهل شاليط وطمنهم وهو حي يرزق. 

( جيرشون) بعد تعيين ديكل طلب منه الإذن في طلب إشارة تثبت أن جلعاد شاليط حي ، وقد وافق ديكل وغازي حمد استحسن الفكرة ، وبعد أسابيع اتصل غازي حمد بجيرشون وأبلغه أن الرسالة وصلت السفارة المصرية في غزة ، ديكل شكره وطلب منه عدم التدخل لأن المصريين أصبحوا وسطاء ما بين إسرائيل وحماس.  كما أن جيرشون كان قد نقل رسالة من حماس عن طريق غازي حمد لأولمرت ولكن عن طريق بنت أولمرت للتفاوض من أجل إبرام صفقة في الأشهر الأولى ، إلا أن اولمرت رفض العرض وقال أنه لا يتحدث مع إرهابيين. 

(شيمشون ليبيمان) رئيس حملة إعادة شاليط بعد أن سمع بخبر أسر شاليط عاد من طريقه إلى مكان عمله متجهاً صوب منزل نوعام شاليط وقال له أنت من الآن ليس الدولة إنما والد شاليط وستنطلق من هذه الزاوية في حملة إعادة ابنك .

  قبل دخول مصر على خط التفاوض (كوك) رجل المخابرات البريطاني حاول أن يبرم صفقة تجمع ما بين التبادل والسياسة وكان قد زار دمشق والقدس في جولات متتالية لكن في نهاية المطاف أولمرت وباراك رفضوا العرض. 

  بعد دخول مصر وتكليف عمر سليمان بقيادة المفاوضات بنى استراتيجية التفاوض لديه على قبول أولمرت الأول وهو إطلاق سراح ألف أسير من فتح ، لكنه نجح في إقناع الحكومة الإسرائيلية بحنكة ومكر وخداع في أن تتولى إطلاق سراح ٥٥٠ تحددهم إسرائيل و ٤٥٠ من الملفات الصعبة وفق معايير حماس وتختارهم إسرائيل ، لكن عمر سليمان حسب الرواية الإسرائيلية ذهب إلى حماس وأبلغهم أن إسرائيل ستحدد ٥٥٠ وحماس ٤٥٠  وعلى هذا الأساس اعتقد الطرفان أن فرصة عقد الصفقة ممكناً في برهة أسابيع ، لكن عند التطبيق ظهرت الفجوات واتضحت الصورة من خلال التلاعب بالكلمات من عمر سليمان لكن الأمر لم يتوقف هنا فطلب عمر سليمان الانتقال إلى تحديد الأسماء وأولمرت كلف ديكل بتجهيز قائمة من ٤٥٠ أسير وفق المعايير المتفق عليها، لكن ديكل نصح أولمرت أن تسلم حماس القائمة وهو الأفضل لإسرائيل فوافق أولمرت وفعلاً قدمت حماس القائمة التي شيبت الولدان في إسرائيل من هول الصدمة وحجم القائمة إذ أنها حوت أغلب منفذي العمليات الضخمة في انتفاضة الأقصة وهنا تعمقت الفجوة وانكشفت المواقف.  

ي الحلقة الأولى برز أن الشهيد الجعبري كان بالنسبة لإسرائيل صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في الصفقة وكانوا يعتقدون أن المكتب السياسي في الداخل والخارج يدير الملف عبر لجنة كلفت بالأمر لكن لن تتم صفقة دون موافقة من الجعبري .  

  الحلقة الأولى أظهرت أن تجند الجمهور والإعلام لخدمة إعادة شاليط دون ربط ذلك بحجم الثمن المطلوب أدى إلى تصليب مواقف حماس وتشددها . الدعاية الحمساوية المضادة أسهمت في تقوية الموقف الحمساوي وأثرت على الجمهور الاسرائيلي.  

  زيارة باراك وزوجته لخيمة الاعتصام في الوقت الذي كانت حماس تدرس بالقائمة التي أرسلتها إسرائيل في آخر أيام أولمرت أسهمت بإفشالها وقد أشار لذلك (يوآف ديسكين) في جلسة الحكومة ولم يعترض باراك على ذلك .

  ( مئير دجان ) رئيس الموساد الذي كان من المعارضين للصفقة قال لم نبذل كل الجهود من أجل الكشف عن مكان شاليط ولكن في النهاية فشلنا في تحديد مكانه أو جمع معلومات دون إتمام صفقة.

يادلين وعمير بيرتس قالوا: لقد بذلنا أموالاً  طائلة في تصوير القطاع من الجو وفي كل اتجاه من أجل الحصول على معلومة ولم نتمكن من تحقيق ذلك ،  ( عاموتس يادلين) كان يعتقد أن اختطاف شخصية من حماس يحسن من شروط التفاوض ولكن لا يخضع حماس .  (الشييتت١٣) القوى الخاصة البحرية حاولت اختطاف ابو محمد الجعبري ذات مرة لكنه غير الطريق ، ومن ثم كل الاقتراحات لاختطاف قيادات من حماس رفضها باراك وأولمرت . 

أولمرت في آخر ولايته كان قد وافق على إطلاق ٣٢٥ من الأسماء التي وضعتها حماس وبقي ١٢٥ . لكن حسب أقوله انتصر لمواقفه غير المرحب بها على الاستجابة لما هو مرغوب به من الجمهور.  (حاييم رمون) عضو الكابينيت في الحكومة قال عند التصويت ابني وزوجتي طلبوا مني التصويت بنعم على الصفقة وهذا يشكل ضغطاً حتى من المقربين على الوزراء وأعضاء الحكومة  انتظرونا في الأسبوع القادم مع ما سيعرض في الحلقة الثانية من مشروع شاليط 

وأشار التقرير إلى أن سبعة مقاتلين نفذوا العملية، وقتل منهم اثنين قبل أن يقتلا جنديان ويأسر الباقون شاليط الذي أصيب بجروح طفيفة في يده نتيجة تفجير قنبلة يدوية في المكان.

وكشف أولمرت عن خطة جهزت لاختطاف قائد القسام بغزة أحمد الجعبري إلا أنه تم رفضها لعدم قناعة أجهزة الأمن بنجاحها والضغط على حماس من خلالها. لافتا إلى أن أجهزة الأمن بذلت جهودا كبيرة إلا أن كل تلك الجهود فشلت في توفير معلومات واضحة عن مكان شاليط.