حالة من الفرحة الغامرة عاشها مشجعو كرة القدم في قطاع غزة بعد الفوز المهم الذي حققه المنتخب المصري «الفراعنة» على نظيره الغاني، في التصفيات المؤهلة لكأس العالم
فرحة اهل غزة جاءت كبيرة بعد ليلة أحزنتهم كثيرا حين سقط المنتخب الجزائري أمام نظيره النيجيري في المسابقة ذاتها ، في ظل احتفاظ هذين المنتخبين العربيين بمكانة كبيرة في قلوب الناس.
وعلى وقع أهداف المنتخب المصري الليلة قبل الماضية التي سجل أولها اللاعب المحترف محمد صلاح في الدقيقة 43 من الشوط الأول، تعالت أصوات مشجعي غزة من داخل المنازل والمقاهي التي عجت بالمتفرجين فرحا بهذا الهدف على المنتخب الأفريقي القوي غانا.
ولم تطمئن الجماهير الغزية كتلك المصرية التي ساندت منتخب «الفراعنة» في استاد برج العرب في مدينة الإسكندرية، وفي كافة المدن المصرية، إلا عندما أحرز اللاعب عبد الله السعيد، الهدف الثاني في الدقيقة 86 ليعزز الفوز المصري على المنتخب الغاني، الذي قدم إلى القاهرة تحت رعاية المدرب الإسرائيلي أفرهام غرانت، وهو بحد ذاته كان سببا لمضاعفة التشجيع للمنتخب المصري من الجماهير الغزية.
وتابعت جماهير غزة كجماهير المصرية الأنباء التي تواردت إلى مسامعها قبل بدء المباراة، التي أفادت بأن لاعبي المنتخب المصري، رفضوا مصافحة المدرب الإسرائيلي للمنتخب الغاني. وكتب سعيد أبو أحمد على صفحته على موقع «فيسبوك» مشيدا بدور المنتخب المصري «بالطول بالعرض مصر جابت غانا الأرض».فيما كتب «حسام جلال» على صفحته «ألف مبروك للمنتخب المصري، رفعت رأس العرب وحققت النصر وقريبا نشوفك في روسيا»، ويقصد المشاركة في تصفيات نهائي كأس العالم القادم في روسيا في عام 2018.
يشار إلى أن أحوال السياسة لم تؤثر على تشجيع سكان غزة ولا آراء السياسيين، كباقي سكان العالم والمنطقة، فبالرغم من حالة الجفاء التي أبدتها السلطات المصرية الجديدة تجاه قطاع غزة، إلا أن ذلك لم يؤثر على موقف شعب غزة في تشجيع منتخب «الفراعنة»، كما يحرص الساسة على التأكيد دوما على دور مصر الكبير في رعاية الملفات الفلسطينية.
وكانت أكثر لحظات التعبير التي أظهرها مشجعو غزة في عام 2008، فبالرغم من معايشتهم سنوات الحصار الأولى التي شهدت نقصا حادا في كل السلع والبضائع بما فيها الأساسية، إلا أن ذلك لم يمنع وقتها جماهير غفيرة من مناطق جنوب القطاع، من الزحف نحو السياج الحدودي الفاصل مع مصر، وهناك هتفوا وغنوا لمنتخب «الفراعنة» الذي كان لتوه فاز بالبطولة الأفريقية. كما لم تنس جماهير غزة اللاعب المصري محمد أبو تريكة، الذي رفع شعار «تعاطفا مع غزة» بعد تسجيله أحد أهداف البطولة، للفت نظر العالم للحصار المفروض على السكان.
وفي مباراة مصر وغانا رفعت الجماهير المصرية العلم الفلسطيني في وجه المدرب الإسرائيلي، إلى جانب العلم المصري. وكانت حملة المقاطعة في فلسطين قد أشادت بدعوة الجماهير المصرية لرفع العلم الفلسطيني أمام المدرب الإسرائيلي. ووصفت حملة المقاطعة الخطوة بـ «الإيجابية»،
وقالت إنها تعبر عن مدى العمق الاستراتيجي الأصيل بين الشعبين المصري والفلسطيني، لافتا إلى أن الخطوة تدل على دعم مصر وشعبها، وبقائهم السند للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة. وفي الجانب الآخر يتردد أن المدرب الإسرائيلي يتهدده خطر الرحيل، بعد الهزيمة التي ألحقها منتخب «الفراعنة» بفريقه الغاني. وكحال أهل مصر وغزة، تابع الإسرائيليون المباراة، غير أنهم حظوا بخيبة أمل كبيرة بغرق مدربهم وفريقه في مدينة الإسكندرية الساحلية. وحاولت وسائل إعلام إسرائيلية تبرير هزيمة منتخب غانا، من خلال الادعاء بأن الأجواء معادية ووجود تهديدات مختلفة ضد المدرب الإسرائيلي قبل المباراة كانت سببا في ذلك السقوط المدوي والابتعاد عن حلم الوصول للمونديال.
وجاءت فرحة سكان غزة بعد يوم واحد من حالة حزن شديدة انتابت مشجعي كرة القدم، حين صدموا بهزيمة المنتخب الجزائري القريب أيضا إلى قلوبهم من قبل المنتخب النيجيري بنتيجة ثقيلة كانت ثلاثة أهداف مقابل هدف واحد.