قالت وكالة رويترز، السبت 12 نوفمبر/تشرين الثاني، إن قادة فلسطينيين تبادلوا اتهامات بشأن مَن يقف وراء موت الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، وذلك بعد أيام من الذكرى السنوية الـ12 لوفاته.
وتقول "رويترز" إن عداء متناميا يهدد استقرار "فتح" قبل أسبوعين فقط من اجتماع للحركة، من المتوقع أن يجري فيه تغييرا في قيادتها التي كان يرأسها الراحل عرفات وخلفه بعد وفاته محمود عباس.
وكان الرئيس الفلسطيني ألقى كلمة في حفل تأبين بمدينة رام الله بالضفة الغربية، الخميس، قال فيها إنه يعرف من يقف وراء وفاة عرفات، وإن لجنة تحقيق ستكشف قريبا عن النتائج التي توصلت إليها.
وأكد عباس "في أقرب فرصة ستأتي النتيجة وستدهشون منها ومِن الفاعلين"، لكنه لم يذكر أحدا بالاسم. وينظر على نطاق واسع لتصريحه هذا على أنه إشارة إلى خصمه السياسي الرئيسي، محمد دحلان، مسؤول الأمن السابق بالحركة، حسب "رويترز".
ولجأ دحلان، المنتقد الشديد لعباس والذي يعيش في منفى اختياري في دولة الإمارات العربية، إلى الفيسبوك يوم السبت، لكي يشير إلى الرئيس عباس بأصابع الاتهام بقتل عرفات.
وقال دحلان: "إنه (عباس) ليس الشخص المؤهل لتوزيع الاتهامات، وهو شخصيا في قفص الاتهام والمستفيد الوحيد من تغييب أبو عمار عن المشهد".
وحسب رويترز، يشعر مسؤولون داخل حركة فتح بتبرم متزايد من قيادة عباس، وبدأت جماعات منافسة في الظهور قبل مؤتمر الحركة الذي سيكون الأول منذ عام 2009.
ولدحلان (55 عاما) نفوذ داخل المجلس الثوري واللجنة المركزية في حركة فتح.
ومن المتوقع أن يدفع عباس (81 عاما) في مؤتمر فتح باتجاه انتخاب لجنة مركزية ومجلس ثوري جديدين يستبعدان الموالين لدحلان.
وتضغط السعودية ومصر ودول عربية أخرى على عباس كي يحل الانقسامات داخل فتح ومع حركة حماس المنافسة. وتخشى دول مجاورة ودبلوماسيون من احتمال أن تؤدي الانقسامات إلى صراع.
كان عرفات قد وقع اتفاقية أوسلو مع إسرائيل في عام 1993، لكنه قاد انتفاضة شعبية بعد انهيار محادثات لاحقة مع اسرائيل في عام 2000. وتوفي في عام 2004 عن 75 عاما في مستشفى بفرنسا بعد أربعة أسابيع من مرضه.
وكان السبب الرسمي المعلن للوفاة سكتة دماغية، لكن أطباء فرنسيين لم يتمكنوا في ذلك الوقت من تحديد سبب المرض، ولم يجر تشريح للجثة. وألقى قادة فلسطينيون بالمسؤولية على إسرائيل في وفاته. وتنفي إسرائيل أي دور لها في ذلك.
وفتح تحقيق فرنسي في عام 2012 بناء على طلب أرملة عرفات سهى، واستخرجت رفاته لإخضاعها لاختبارات طبية أجراها خبراء فرنسيون وروس وسويسريون.
وقال السويسريون إن ما توصلوا إليه يتسق مع القول أن الوفاة حصلت من جراء تسمم بالبولونيوم المشع، لكن لا يوجد دليل. وخلص الفرنسيون إلى أنه لم يمت بالتسمم، وقال الروس إنهم لم يجدوا أي آثار للبولونيوم في رفاته.
وأغلق التحقيق العام الماضي.
المصدر: رويترز
إياد قاسم