أظهر استطلاع للرأي نشرته شبكة "ايه بي سي" وصحيفة "واشنطن بوست" الأميركيتان اليوم، الثلاثاء، أن المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية، دونالد ترامب، تفوق على منافسته الديمقراطية، هيلاري كلينتون بنسبة 1%.
وبحسب هذا الاستطلاع الذي أظهر تفوق ترامب، لأول مرة في استطلاعات هاتين المؤسستين منذ أيار/مايو الماضي، فإن ترامب حصل على 46% وكلينتون على 45%.
وكانت كلينتون، قد استلت مرة أخرى أمس، الاثنين، سيناريو مرعب يتمثل بأن يفوز خصمها ترامب بالرئاسة ويوكل إليه قرار استخدام السلاح النووي. وقد استخدمت كلينتون هذا السيناريو سابقا وثبتت فاعليته ضد خصمها.
ولجأت كلينتون إلى هذا السيناريو بعدما اثيرت مجددا قضية بريدها الخاص، قبل أسبوع من موعد الانتخابات في 8 تشرين الثاني/نوفمبر، فيما أمِل ترامب باستغلال هذه القنبلة التي فجرها مدير مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي)، جيمس كومي، قبل ثلاثة أيام حول مسألة الخادم الخاص الذي استخدمته كلينتون حين كانت وزيرة للخارجية بين 2009 و2013، وهي قضية أغلقت في تموز/يوليو غير أنها تعود لتبلبل نهاية الحملة الانتخابية.
إثر ذلك، اعتبر ترامب أنه 'إذا انتخبت هيلاري، ستكون موضع تحقيق جنائي مطول، وربما محاكمة جنائية' مؤكدا 'هي وحدها مسؤولة. وانتخابها سيغرق الدولة وبلادنا في أزمة دستورية'.
من جهتها، دعت كلينتون الناخبين إلى الهدوء وسط العاصفة، وعادت إلى التنديد بشخصية خصمها، منتقدة أطباعه النزقة، قائلة: 'تصوروه في المكتب البيضاوي، في مواجهة أزمة حقيقية. تصوروه يقحمنا في حرب لأنه استاء من شخص ما. آمل أن يكون ذلك ماثلا في أذهانكم حين تضعون بطاقتكم في صندوق الاقتراع'.
وما عزز موقعها هو حصولها على دعم عشرة ضباط سابقين كانوا مكلفين بالإشراف على إطلاق الصواريخ البالستية النووية في حال استخدامها، وقد كتبوا رسالة ضد ترامب. وقام أحدهم، بروس بلير، بتقديمها خلال تجمع انتخابي.
الكيل بمكيالين
وصعد فريق كلينتون، أمس، هجماته على ما اعتبره تدخلا من كومي في الحياة السياسية. واعتبر فريق كلينتون أنه لم يكن يتحتم عليه إبلاغ الكونغرس بأن محققيه عثروا على رسائل إلكترونية جديدة قد تكون على علاقة بقضية بريد كلينتون.
وادعت كلينتون أن 'الملف فارغ. إنني واثقة من أنهم سيتوصلون إلى الاستخلاص ذاته الذي توصلوا إليه عندما حللوا رسائلي الالكترونية العام الماضي'.
واتهم مدير حملتها بسلوك كومي وأنه ينم عن 'كيل بمكيالين' بصورة فاضحة.
واستشهد بمقالة لشبكة 'سي إن بي سي' تفيد بأن كومي اعترض على البيان الذي أصدرته الحكومة الأميركية في مطلع تشرين الأول/أكتوبر ووجهت فيه أصابع الاتهام الى روسيا في عملية قرصنة معلوماتية استهدفت الحزب الديمقراطي، في محاولة للتدخل في مسار العملية الانتخابية الأميركية.
وقال روبي موك 'أن يكون المدير كومي أكثر تكتما بشأن دولة أجنبية منه حول المرشحة الديمقراطية للرئاسة أمر يصدم تماما'.
استطلاعات
كشف تحقيق لشبكة 'إن بي سي' صدرت نتائجه أمس، عن أن كلينتون تحظى بـ47% من نوايا الأصوات مقابل 41% لترامب، فيما أظهر استطلاع آخر أجري في عطلة نهاية الأسبوع فارقا قدره 3% فقط.
ويرى محللون أن فوز ترامب صعب المنال، وتكمن الصعوبة في أن 'قاعدته' من الولايات المحافظة ممثلة بعدد من كبار الناخبين أقل من قاعدة كلينتون. وينتخب الأميركيون في 8 تشرين الثاني/نوفمبر كبار الناخبين في كل الولايات، على أن يعينوا فيما بعد الرئيس المقبل.
وهذا ما يبرر المحطات التي قام بها المرشح الجمهوري في نيو مكسيكو وميشيغان وويسكونسن، ثلاث ولايات فاز بها باراك اوباما وتعتبر زرقاء بلون الديموقراطيين على الخرائط الانتخابية.
وقال الخبير السياسي في جامعة فرجينيا، لاري ساباتو، لوكالة فرانس برس إنه 'يتحتم على دونالد ترامب أن يفوز بولاية زرقاء (لون الحزب الديمقراطي) أو ولايتين زرقاوين، إضافة الى الفوز بجميع الولايات المتأرجحة غير المحسومة النتائج. عليه أن يفوز بكل شيء تقريبا'.
'ويكيليكس' وقرصنة روسية بسباق الرئاسة
في هذه الأثناء، كشفت رسائل الكترونية نشرها موقع 'ويكيليكس'، أمس، أن كلينتون تلقت مسبقا أسئلة طرحت عليها خلال مناظرات الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، ما يؤكد اتهامات وجهها إليها ترامب.
وكتبت إحدى هذه الرسائل الرئيسة الموقتة للحزب الديمقراطي، دونا برازيل، كانت موجهة الى رئيس حملة كلينتون، جون بوديستا، والى مديرة الاتصال في حملة، جنيفر بالمييري، تعود هذه الرسالة إلى 5 آذار/مارس، أي عشية المناظرة في مدينة فلينت التي أصبحت رمزا للظلم الاجتماعي في الولايات المتحدة بسبب شبكة المياه الملوثة بالرصاص.
وقالت برازيل، التي كانت تعمل آنذاك معلقة على شبكة 'سي ان ان'، إن 'أحد الأسئلة التي ستطرح على هيلاري رودهام كلينتون سيكون من امرأة مصابة بطفح جلدي'. وأضافت أن 'عائلتها تسممت جراء الرصاص وستسأل ماذا يمكن لهيلاري فعله للسكان في فلينت في حال أصبحت رئيسة'.
في اليوم التالي أثناء المناظرة، وجه بالفعل سؤال إلى كلينتون من جانب امرأة عبرت عن استياء من المشاكل الجلدية التي تعاني منها عائلتها، إلا أن صياغة السؤال كانت مختلفة بشكل ملحوظ.
وفي رسالة أخرى قطعت دونا على بالمييري وعدا بأن 'ترسل بعض الأسئلة الإضافية'، في اشارة على ما يبدو الى الاسئلة التي ستطرح في المناظرة. وفي رسالة تم الكشف عنها مؤخرا، كتبت دونا 'من حين إلى اخر، أحصل على الاسئلة بشكل مسبق'. وألمحت في الرسالة نفسها، إلى أن سؤالا حول عقوبة الإعدام سيطرح على كلينتون.
وبعد الكشف عن هذه الرسائل الالكترونية، أكدت 'سي ان ان' أن دونا برازيل تقدمت باستقالتها من القناة.
وكان ترامب قد كرر القول إن كلينتون تقدمت في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي على منافسها الرئيسي، بيرني ساندرز، من خلال حصولها مسبقا على أسئلة المناظرة.
ونشر موقع 'ويكيليكس' هذه الرسائل بعد اختراق رسائل البريد الالكتروني العائد لبوديستا من قبل قراصنة قريبين من السلطات الروسية بحسب ما أكدت الاستخبارات الأميركية.