خبر : الكشف عن تفاصيل أسر جندي إسرائيلي شرق البريج عام 1992

الإثنين 19 سبتمبر 2016 10:04 ص / بتوقيت القدس +2GMT
الكشف عن تفاصيل أسر جندي إسرائيلي شرق البريج عام 1992



غزة / سما / كشفت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، أمس الأحد, عن التفاصيل الحقيقة لعملية أسر الجندي الإسرائيلي "آلون كرفاني" عند بوابة معسكر البريج عام 1992.

وتحدث عن تفاصيل العملية الأسير القسامي المحرر "مصطفى علي رمضان" من سكان خانيونس، والذي كان ضمن مجموعة يقودها الشهيد جميل وادي والتي جهزت ونفذت العملية بعد أشهر طويلة من التخطيط.

ويقول رمضان "كلفت بالتجهيز للعملية حيث اشتريت سيارة بيجو 305 بنية اللون، ورسمت المخطط، وأبلغت الشهيد وادي، وقبل العملية بيومين وصلت لبيته لأضعه في صورة الأمر وأبلغته بجهوزيتي لتنفيذ العلمية في اليوم المحدد 18-9-1992 عندها أخبرني أن أحد الأخوة -الذي كان له ارتباط بالكتائب- خرج لتوه من الاعتقال الإداري والذي دام لأربعة شهور".

وأضاف، في الحقيقة تفاجأت وقلت للشهيد جميل هيا بنا نسلم عليه، وعندما وصلت بيته وهنأته بمناسبة الإفراج عنه وبدون دافع قلت له ":إني ذاهب في عملية أسر جنود" فوافق وبالفعل عدت إليه ليلاً ووضعت السيارة عنده، وعند بزوغ الفجر ذهبنا إلى مكان الانطلاق وهو عبارة عن غرفتين في وسط حقل في الشطر الغربي وصلنا الفجر، وقمنا بغسيل السيارة من الخارج وتنظيفها من الداخل وفحصنا المحرك، وقمنا بتمثيل العملية ومحاكاتها.

بداية التنفيذ

يقول رمضان "تنكرنا بزي مستوطنين حتى لا يشك في أمرنا، ودعنا الشباب وتعاهدنا على بذل كل ما نستطيع حتى تحقيق النصر، حيث سافرنا في طريق صلاح الدين إلى الجنوب متوجهين لمعبر مفتاحيم، وكان يوجد في المكان نفسه معبر كرم أبو سالم حالياً"، مشيرا إلى أن اختبار النجاح المبدئي لهم هو المرور من أول حاجز عسكري، وبالفعل تم اجتيازه والدخول لمستوطنات "غوش قطيف".

الاندماج في قافلة إسرائيلية

وأضاف "في هذه الأثناء لمحنا قافلة سيارات يهودية مسافرة فاندمجنا حتى وصلنا لمستوطنة جاني طال، وبعدها مستوطنة بن حزان، حيث انفصلنا عن القافلة ودخلنا الشارع مؤدي لمستوطنة أخرى بالخطأ، وعندما وصلنا للبوابة أصابنا بعض الارتباك، وقلت للأخ سائق السيارة بأن يستدير بشكل الطبيعي وألا يرتبك".

وأشار إلى أنه بالفعل عندما وصلت المجموعة للشارع الرئيس أشارت لنا إحدى المستوطنات بالصعود ورفضنا، وبعد عدة أمتار أشار إلينا جنديان للصعود وطلبت من الإخوة أن يرفضوا ذلك لأنهم كانوا يحملون صندوقاً كبيراً وإذا فتحنا الصندوق الخلفي للسيارة "الشنطة"، الموجود به لوحات السيارة المحلية لكشف أمرنا، وتكلم الأخ الموجود في المقعد الأمامي مع الجنديين وقالا :"إن وجهتهم هي عسقلان فاعتذر الأخ معللاً ذلك أن وجهته مغايرة".

الرحلة مستمرة

وقال "انطلقنا وعندما وصلنا لحاجز المطاحن طلبت من سائق السيارة بأن يتصرف كالمستوطنين حيث تجاوز كل السيارات، وعندها كدنا أن نتعرض لحادث سير مع سيارة مرسيدس محلية فانطلقت الأبواق محذرة من حادث وشيك فأتى جنود الحاجز لمساعدتنا وكذالك الجنديين الواقفين عند محطة الباصات حينها تحرك الأخ بسرعة البرق مخرجاً نفسه من الشباك شاتماً السائق العربي بأبشع الشتائم، ونجح هذا التمويه بإعادة الجنود حيث كانوا".

وذكر رمضان، واصلنا المسير حتى وصلنا للحاجز الثاني وتجاوزناه ثم لأول مستوطنة في قطاع غزة وتدعى كفار داروم، ولكن للأسف لم نجد ولا جندي وتجاوزنا دير البلح والمغازي والزوايدة حتى وصلنا للقاعدة العسكرية عند مدخل النصيرات والبريج، حيث لاح من بعيد طيف جنديين واقفين عند البوابة فاستبشرنا خيراً وقررنا أن نتوكل على الله ونأخذ الاثنين معاً توقفنا لهما عندما أشاروا لنا وكان أحدهما في إجازة ذاهباً ليزور أصدقاءه في القاعدة فأوقف له صديقة سيارة كنوع من الاحترام، وودعا بعضهما البعض".

آلون كرفاني

وقال في هذه اللحظة ركب معنا المدعو "آلون كرفاني" لابساً زيه العسكري وحاملاً قطعة "M16 "، وركب بجانبي ووضع حقيبته بيني وبينه، أنا أخذت الحقيبة ووضعتها في الخلف، وركبنا وسرنا على بركة الله وصولاً إلى منطقة وادي غزة وبعدها إلى "نيتساريم".

وبين أنه أشار للمقاوم الجالس في الأمام بأن يشهر سلاحه عليه ففعل، وأنا حملت "الكارلو غيستاف"، ووجهته عليه وطلبت منه أن يعطيني السلاح ففعل وذهلت حينها من خفة سلاحه بالنسبة لسلاحنا وبدأ الجندي بالبكاء والتوسل بأبيه وأمة وصديقته بأنه لم يقتل أي فلسطيني فلففت يدي حول عنقه خوفاً من أن يفتح الباب ويرمي نفسه من السيارة.

ولفت رمضان إلى أنهم انطلقوا في الطريق المؤدية "لناحل عوز" "حتى وصلوا لمحطة الوقود فدخلوا من خلفها لبيارة الزيتون وكان موسم قطفة وكانت المنطقة مليئة بالأطفال والنساء الذين عندما رأوا المقاومين هربوا ظناً منهم أننا مستوطنون، حتى وقفوا تحت أشجار الزيتون وطلبت الخلية من "كرفان"ي أن يخلع زيه العسكري ففعل، ثم تم تقييد قدميه ويديه ورميه ممدداً تحت الأشجار".

وأضاف "عندما هممت بإطلاق الرصاص فمرت بجانبنا دورية عسكرية فغيرت الفكرة وقررت أن أقتله بالسكين حتى لا أثير الانتباه وتركناه حتى يلاقي حتفه، ورتبت الأغراض في السيارة وذهبت راكضاً للشارع العام لأتفقد المكان وأعطي الإشارة للسيارة في اللحظة التي يكون فيها الشارع فارغاً من الدوريات".

صيد ثمين آخر ولكن

وقال رمضان: "ركبنا السيارة وتوجهنا جنوباً وعلى بعد عدة أمتار واجهنا حاجزاً طياراً لا أخفي أننا خفنا قليلاً ولكن ثقتي بالله أكبر فقلت للأخ السائق بأن يتجاوز السيارات كما فعلنا سابقاً ومررنا من أمام الجنود حفظتنا عناية الله حتى أن الجنود لم يشكوا في أمرنا ألبته، وعندما وصلنا للنقطة نفسها التي أخبرنا فيها "آلون"أنه أسير لاحظنا وجود جندي أخر يشير لنا فقلت لأخي أن يتوقف حتى نأخذه ولكني عندما نظرت لبنطالي الأزرق وجدته ملطخاً بالدماء".

وأضاف أمرته بأن يسير ولا يأخذه حتى لا يشك في أمرنا فسرنا حتى وصلنا حاجز المطاحن طلبت منه ألا يدخل الحاجز وأن يسير تجاه بوابة "كيسوفيم" حيث أنني توقعت أننا لن نتجاوز الحاجز المهم ودخلنا في طريق التفافية بين بيارات البرتقال توقفنا وقمت بإعادة اللوحات العربية ثمّ توجّهنا لمخبئنا السري، وكان عبارة عن غرفة مبنية تحت الأرض فوضعنا فيها عتاد الجندي وملابسه وسرنا عائدين لنخبر أخانا "جميل وادي" بنجاح العملية وأخذنا جميعاً بالرقص فرحاً بأننا غير مصدقين بنجاحنا وعودتنا سالمين.

"آلون" حي

وذكر رمضان، أنه ذهب لمنزله بعد ذلك وجهّز نفسه لصلاة الجمعة وذهب ليصلي في مسجد "الرحمة"، وقال :"وعندما عدت لتناول طعام الغداء تفاجئت بالأخبار بأن الجندي ما زال حيّاً حيث تمّ العثور عليه وإسعافه وقلت في نفسي لعله خير ...".

وهكذا تكشف الحقيقة عن قصة أسر الجندي "آلون كرفاني" بتاريخ 18/ 9/ 1992.

في الصورة سلاح االجندي الاسير والسلاح الذي تم استخدامه لتنفيذ العملية

في الصورة سلاح االجندي الاسير والسلاح الذي تم استخدامه لتنفيذ العملية