خبر : البردويل: حماس لم تكتب وثيقة سياسية جديدة ولن تغير ثوابتها

السبت 17 سبتمبر 2016 09:17 ص / بتوقيت القدس +2GMT
البردويل: حماس لم تكتب وثيقة سياسية جديدة ولن تغير ثوابتها



غزة: أكد الدكتور صلاح البردويل القيادي في حركة حماس لـ «القدس العربي» اللندنية، أن ما أشيع حول قيام حركته بالانتهاء من إعداد «وثيقة سياسية جديدة» أمر مبالغ فيه، وأن الهدف منه إرسال إيحاءات بأن حماس قد تخلت عن رؤيتها السياسية. وجدد موقف حماس القائم على عدم الاعتراف بإسرائيل، وذلك في أعقاب تقرير أشار إلى قيام الحركة بكتابة هذه الوثيقة، التي ستطرح خلال أشهر، مع استعداداتها لانتخاب قيادة جديدة.

وقال  في رده على ما نشر إن الأمر فيه مبالغة كبيرة، وإن ذلك يهدف إلى الإيحاء بأن حركة حماس تريد أن تتخلى عن مبادئها، مشددا على أن حركته «ثابتة على مواقفها، وهذه المواقف التي لها علاقة برؤيتها السياسية لن تتبدل».

واضاف البردويل أن «الوثائق السياسية» تكون بالعادة «وثائق سرية» لا يكشف عنها، ويتم تداولها داخل أطر الحركة، وأن ما يعلن عن الحركة تكون «البرامج»، التي تقدم رؤية الحركة العميقة لكل الملفات، من خلال مواقف الحركة المعلنة، والخطاب الإعلامي.

ونفى أن يكون ما كشف عنه له علاقة بانتخابات المكتب السياسي القادم لحركة حماس، المقررة قبل نهاية العام. وقال إن الانتخابات تبقى في طي السرية، وإن أحدا لا يطرح برنامجا سياسيا خاصا، لافتا إلى أن عملية اختيار قائد حركة حماس، لا تتم بالترشح بل باختيار من مجلس الشورى.

وتستعد حركة حماس لاختيار قيادة سياسية جديدة، لا يتوقع أن تشهد تغييرات كثيرة عن السابقة، سوى خروج رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل، خاصة وأن الرجل أنهى مدة توليه القانونية حسب دستور الحركة لهذا المنصب.

وأشار البردويل إلى أن حركة حماس تعد «حركة وطنية سياسية اجتماعية»، موضحا أن البعد السياسي «حاضر في ذهنية قيادتها ومشرعيها». وقال إن الحركة تسلك كل المسالك السياسية التي تحافظ على ثوابت الشعب الفلسطيني، وأنها تستخدم لغة سياسية تحاور فيها الآخرين.

وأكد أن الحركة لن تتخلى في أي وثيقة عن ثوابتها الوطنية المتمثلة في أن «فلسطين كل فلسطين هي للشعب الفلسطيني، إضافة إلى رفض اعترافها بإسرائيل، وبقاء القدس عاصمة للشعب الفلسطيني».

وعاد وأكد أنه لا يوجد لدى حماس الآن أي جديد بشأن ما أشيع حول «الوثيقة السياسية»، بل لديها وثائقها وصياغاتها، مشددا على أن «عملية تجديد خطاب حماس لا يعني تغييرا في المواقف».

وقال إن لحركته مواقف ثابتة من بينها عدم التدخل في الشؤون العربية، إضافة إلى وجود مواقف دائمة تدعم الوحدة والعمل مع الفصائل.

وكثيرا ما تؤكد حركة حماس عدم تدخلها في شؤون الدول العربية، غير أن علاقها تأثرت كثيرا مع عدد من الدول العربية، أولها مصر بعد عملية عزل الرئيس السابق محمد مرسي، أحد أبرز حلفاء الحركة، إضافة إلى سوريا، التي خرجت منها الحركة بعد اندلاع الأحداث الدامية.

ولحركة حماس علاقات قوية مع دول عربية أخرى أبرزها قطر، التي يقيم فيها رئيس المكتب السياسي، وكذلك مع الجزائر التي أعلنت الحركة مؤخرا إعادة فتح مكتبها هناك، إضافة إلى وجود علاقات قوية للحركة مع دول إقليمية مثل تركيا، وإسلامية مثل ماليزيا.

وتعيش الحركة في خلاف كبير مع حركة فتح، التي تهيمن على منظمة التحرير الفلسطينية، وهناك مساع لحل الخلافات القائمة بينهما، من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية تحضر لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية. إلى ذلك أكد البردويل أن حماس تعتبر «الوثائق السياسية» دستورا لأي مؤسسة، مضيفا «إن كان هناك ما يلبس فهمه ويعطي إشارات سلبية عند الآخرين، يمكن أن تعاد صياغته»، لكنه أعاد التذكير بأن ذلك لا يكون على حساب المواقف الثابتة.

وأشار أيضا إلى أن ذلك لم يحدث حتى اللحظة، وأن أي «وثائق سياسية جديدة» لم تصدر عن حماس.

 وتواجه حماس عزلة غربية بسبب مواقفها القائمة على عدم الاعتراف باتفاقيات السلام الموقعة بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، وبسبب رفضها الاعتراف بإسرائيل.

ورفض المجتمع الدولي التعامل معها، بعد فوزها في الانتخابات البلدية، وفرض عليها حصارا قائما حتى الآن، ويشترط مقابل التعامل معها تلبية شروط اللجنة الرباعية الدولية التي تدعوها للتخلي عن العنف، حسب وصف اللجنة، والإقرار بحق إسرائيل في الوجود.

يشار إلى أن أحد التقارير الصحافية الذي نشر على موقع «الخليج أون لاين» الإخواني، ذكر أن حماس أنهت صياغة «وثيقة جديدة» تتضمن مواقفها من مجمل الجوانب المتعلقة بالقضية الفلسطينية، والصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، والعلاقة مع منظمة التحرير، وبقية الفصائل الوطنية، إضافة إلى طبيعة العلاقة مع الدول العربية والإسلامية والأجنبية. وذكر أن الوثيقة تتضمن رؤى واستراتيجيات جديدة للحركة، ومواقف متقدمة لها، خصوصاً فيما يتعلق بعلاقاتها تحديداً مع الدول العربية.

وحسب ما نشر فإن الوثيقة ستنشر مع نهاية العام الحالي، بعد عرضها على المكتب السياسي، ومناقشتها، علماً بأن قيادات في الحركة ومؤسسين أسهموا في إعدادها، إلى جانب نخبة من الخبراء. ونقل الموقع عن مصادر خاصة القول إن الوثيقة تعد «تحولا في فكر حماس، وتطويرا على ميثاقها الذي صاغته بعد انطلاقتها عام 1987 بالتزامن مع اندلاع الانتفاضة الأولى».

وتؤكد المصادر أن الوثيقة تأتي في وقت مهم جداً بالنسبة لحماس، خصوصاً أنها تستعد لإجراء انتخابات تحضيرية لمؤسساتها في الداخل والخارج مع نهاية العام، لاختيار أعضاء مجلس الشورى ومكتبها السياسي الجديد. كذلك قالت إنها تتزامن أيضاً مع الاستعدادات التـي كانت تقوم بها حماس لخوض الانتخابات المحلية، المقررة بداية شهر أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، قبل أن تقضي محكمة العدل العليا الفلسطينية بتأجيلها، الأمر الذي استنكرته الحـركة.