رام الله / سما / شدد نائب أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح، رئيس اتحاد كرة القدم اللواء جبريل الرجوب اليوم، على أن الرئيس محمود عباس هو عنوان المرحلة النضالية الراهنة، وأنه الأقدر على صنع السلام، وكذلك إيجاد الشراكة الحقيقية مع كل الفصائل الفلسطينية، وعلى إنهاء الانقسام.
وقال الرجوب في مقابلة مع قناة "أون تي في" المصرية وبثها تلفزيون فلسطين: ليعلم الجميع بأن الرئيس أبو مازن آخر العمالقة، وأن العملية الديمقراطية هي من تحدد قيادة الشعب الفلسطيني.
وبشأن الوضع الداخلي في حركة فتح، ووجود عدد من المفصولين، أجاب الرجوب: أي شخص فُصل من حركة فتح يستطيع تقديم طلب وتظلم للعودة بشرطين، هما عدم تورطه في جرائم قتل، وألا يكون قد استقوى على الشعب الفلسطيني بموقع أو بالخارج.
فتح تمثل النقيض الاستراتيجي للاحتلال:
وشدد على أن حركة فتح تمثل النقيض الاستراتيجي للاحتلال، مضيفا: ورسالتنا للفتحاويين "لقد آن الأوان لتمايزنا وتحقيق وحدتنا، ومطلوب العمل لتعزيز أسباب الصمود، ومن أخطأ عليه أن يراجع نفسه ليعود إلى الحركة، ولنكون موحدين في معركتنا ضد الاحتلال".
وأكد اللواء الرجوب على جدية القيادة الفلسطينية وحركة فتح في طي صفحة الانقسام، وقال: "لن نسمح لا بخطف قطاع غزة، ولا بخطف القرار الوطني الفلسطيني".
حماية الأمن القومي العربي:
وشدد الرجوب على ضرورة البناء على ما تحقق عربيا خلال الفترة الأخيرة لتعزيز قوة العرب، ليكونوا قوة قادرة على الندية وفرض الإرادة على مختلف الأطراف الأخرى.
وأشاد بمواقف كل من مصر والسعودية خلال المرحلة الراهنة فيما يخص دعم القضايا العربية، وحماية الأمن القومي العربي، مضيفا: الآن هناك فكر عربي جديد قائم على الإيمان بإقامة قوة عربية لحماية الأمن القومي العربي ولهذا دلالته في الواقع العربي والإقليمي والدولي.
وأضاف: والأردن تقوم بدور داعم لمساعي السعودية ومصر في هذا المجال، ونحن نأمل بأن يكون محصلة هذا التحرك قوة عربية مؤثرة، وأن تكون قوة إقليمية عربية قادرة على الندية، والدفاع عن القضايا العربية.
وتابع الرجوب: من الواضح أن الحكومة الإسرائيلية تتصرف حاليا، وكأننا غير موجودين، وهم يسعون لتطبيع العلاقات مع العديد من الدول العربية، وأنا أؤكد على أن من يطبع مع نتنياهو في ظل الظروف الراهنة هو خائن.
وذكّر الرجوب بأن القمة العربية الأخيرة أكدت على أن الطريق إلى العرب تكون عبر تحرير القدس وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
وقال: نحن حريصون على تعزيز الوحدة العربية، وعلى عدم التدخل في شؤون الدول الشقيقة، مؤكدين في الوقت ذاته على ضرورة أن تبقى قضية فلسطين "الشيفرة الجنية" لدى الجميع، وأن نتكاتف ضد بنيامين نتنياهو، وأن نرفض أي تطبيع مع الاحتلال يكون خارج ما نصت عليه مبادرة السلام العربية.
جبهة عربية ضد نتنياهو:
وقال اللواء الرجوب: إننا نعمل مع الدول العربية وعلى رأسها مصر، لتشكيل جبهة عربية على نقيض مع سياسة نتنياهو، ومن الواضح بأن الرئيس محمود عباس هو عنوان المشروع المناوئ لمشروع نتنياهو الاستيطاني والرافض لحل الدولتين، فهو حامل الهم الوطني ومن يناضل من أجل تجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض، وتعزيز الهوية الوطنية.
وأضاف: نحن ندرك حقيقة المخططات الإسرائيلية، ومن هنا لن نكون شركاء مع نتنياهو في إدارة الصراع؛ لأننا مصممون على استعادة حقوقنا المشروعة وفي مقدمتها حق تقرير المصير وعودة اللاجئين بالاستناد إلى قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية.
وأعاد التأكيد على ضرورة الفصل بين التطبيع مع الاحتلال وبين تنظيم الزيارات الدينية والأخرى التي تهدف إلى تعزيز التعاون في مختلف المجالات كالاقتصادية والثقافية والرياضية، والسياسية بين الدول الشقيقة ودولة فلسطين.
وأضاف: إن الزحف إلينا من قبل ممثلي المؤسسات والفعاليات النسوية والرياضية والدينية وغيرها هذه رسالة أمل وتضامن، وليس تطبيعا مع دولة الاحتلال.
فلسطين هي البوصلة:
وردا على سؤال حول تأثير الخلافات بين مصر وحركة حماس على القضية الفلسطينية، أجاب الرجوب: نحن نؤمن بأن القضية الفلسطينية هي البوصلة، ونحن نرفض بأن يتم تحميل الشعب الفلسطيني وزر أخطاء فردية قامت بها جماعة أو أشخاص قليلين، مشددين على أن حماس في علاقتها مع مصر لا تمثل شعبنا، فالشعب الفلسطيني يكن كل احترام لمصر وقيادتها.
وأردف: مصر شريك، ونحن نجري مراجعة داخلية لها علاقة بالوضع الإقليمي والعلاقة مع إسرائيل، وحتى بالوضع الداخلي الفلسطيني، وليس لدينا أية مشكلة في مناقشة أي طرف عربي ما دام يؤمن بأن الدولة الفلسطينية هي مفتاح حل الصراع، وأن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وأن العمل الديمقراطي في فلسطين هو الذي يحدد قيادة الشعب الفلسطيني، وأن يؤمن باستقلال القرار الوطني الفلسطيني.
مصر سند للقضية الفلسطينية:
وتابع الرجوب: إننا مستعدون دائما إلى التعاون مع مصر والأشقاء العرب لإعادة صياغة منظمة التحرير لتضم الكل الفلسطيني شريطة الاعتراف بما قدمته المنظمة على الصعيد الدولي والإقليمي، وأن يتم القبول بمبادئها.
وقال: نحن نريد أن ترجع مصر قريبا لنفس الدور ونفس المكانة، ونحن نقدر ظروف هذا البلد الشقيق.
وأضاف: مصر تميزت بأمرين منذ عهد الملك فاروق وحتى الآن، فلم يحكمها إلا شخص مؤمن بدعم القضية الفلسطينية، والأمر الآخر يتمثل في أن هذا البلد الشقيق لم يقم لحظة بالمتاجرة بالقضية الفلسطينية أو "إقامة دكاكين" داخل فلسطين.
وأردف الرجوب: بعيد عن الخوض بالأسماء أشدد على أن تمويل بعض الجيوب هنا وهناك هو أمر غير مقبول، فلتكن فلسطين هي عنوان الجميع، ومن هنا نتمنى على بعض زعماء العرب بأن يتخلّوا عن مندوبيهم؛ لأن هذا ألحق الضرر بمشروعنا الوطني، ونحن دائما مع عمقنا العربي، ونتمنى من الجميع بأن يتم الانحياز إلى الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، لا إلى جماعة أو فصيل بعينه.
الصمود أرقى أنواع المقاومة:
وقال: إن الصمود في الأرض في وجه سياسات الاحتلال يعد أرقى أنواع المقاومة، ولذلك مطلوب تضافر الجهود العربية والإسلامية لتعزيز مقومات صمود الشعب الفلسطيني، ومن هنا سنفكر مع عمقنا العربي في تجديد النظام السياسي الفلسطيني على أسس سليمة.
وتابع: إن وضعنا الداخلي ليس مريحا، وهذا ينطبق تماما على الوضع العربي، والمصلحة تتطلب بأن نتبنى استراتيجية تقوم على رص الصفوف وأن نقدم أنفسنا شركاء حقيقيين ليس لنتنياهو بل لعمقنا العربي.
وأضاف اللواء الرجوب: من هنا مطلوب فتح الأسواق العربية للعمالة الفلسطينية، وحماية الأرض الفلسطينية التي هي جزء من الأمن القومي العربي، وهذه ليست منة من أحد فنحن نقدم دماءنا وندفع ثمنا غاليا في الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك وباقي المقدسات، ونحن في مقدمة المدافعين عن المصالح العربية.