القدس المحتلة / سما / بعد أن أهدى البطل الأردني، أحمد أبو غوش، الذي تعود أصول عائلته إلى قرية عمواس المهجرة، أول ميدالية أولمبية للأردن في تاريخه، لجأت إسرائيل كالعادة، إلى "اللعبة الإعلامية"، وقامت بتدويل الموضوع لصالحها، وحاولت نسب هذا الإنجاز الفريد لها.
فقد ادعت وسائل إعلام إسرائيلية أن أصول الشاب تعود إلى قرية أبو غوش بالقدس، وأن أهلها احتفوا بانجاز "ابنهم"، إلا أن "القدس" اكتشفت بعد اتصال مع أحد أقارب الشاب في عمّان، أن عائلته هُجرت في العام 1967 من قرية عمواس، وليس من قرية أبو غوش التي احتلت في العام 1948، خلافًا لمعظم مناطق القدس التي احتلت إبان نكسة 67.
وكان أبو غوش قد فاز الأسبوع الماضي على منافسه الروسي أليكسي دينيسينكو في رياضة "التايكوندو"، بالمباراة النهائية، ونال الميدالية الذهبية.
وقال عبد الله أبو غوش أحد أقارب الشاب في عمان عبر حديث هاتفي مع "القدس" بأن منزل عائلة البطل أحمد ما زال متواجدًا في قرية عمواس حتى اليوم، وقد توصل إليه المؤرخ المقدسي طارق البكري، وبعث لنا صورًا له.
وأضاف أبو غوش "أن والد البطل أحمد ولد في قرية عمواس في العام 1947، وهُجر في العام 1967 إلى الأردن، حيث ولد وترعرع أحمد".
وتابع "عائلة أبو غوش معروفة في القدس، وقد سميت قرية أبو غوش نسبة إلى العائلة، لكن ليس جميع أفرادها ينحدرون من هذه القرية، جزء منهم هُجِّروا من قرية عمواس أو اللطرون".
وتطرق أبو غوش، إلى أن عم البطل أحمد، (أحمد عيسى) كان بطلاً في سباقات الجري على مستوى مدينة القدس، وقد شارك في بطولة المهرجان الرياضي في حي الشيخ جراح بالمدينة، ممثلاً عن مدرسة عمواس.
وكان موقع "جيروسلم أونلاين" الإسرائيلي، قد ادعى أن أبو غوش (20 عامًا) "من أصول إسرائيلية"، ولديه أقارب "يعيشون في إسرائيل" في قرية أبو غوش بالقدس.
لكن ما لم يذكره الموقع الإسرائيلي، أن جميع سكان بلدة أبو غوش، فلسطينيون يملكون الجنسية الإسرائيلية، بحكم أن البلدة احتلت في العام 1948.
كما أن الأمر الذي لم يتطرق له الإعلام الإسرائيلي، هو أن أصول عائلة "أبو غوش" لا تعود فقط إلى قرية أبو غوش، بل هناك عائلة بنفس الاسم تعود أصولها إلى بلدة اللطرون، التي تم تهجير سكانها في العام 1948 أيضًا.
وكان "آفي ماير" الناطق باسم الوكالة اليهودية، والناطق السابق باسم جيش الاحتلال، قد ذكر على صفحته في "تويتر" عقب فوز الأردني أبو غوش أن "عائلة البطل الأردني أحمد أبو غوش، من قرية أبو غوش، في إسرائيل"، وذكر كلمة "مبروك.. أحمد".
كما سلطت صحيفة "هآرتس" الضوء على أن أصول الشاب أبو غوش، تعود إلى القرية الواقعة بالقدس، مشيرةً إلى "أن الاحتفالات لم تكن في المملكة الأردنية فقط، بل أيضا امتدت إلى ما أسمتها "قرية أبو غشو"، التي تعود أصول الشاب ألأردني إليها.