غزة / رويترز / بعد حروب متكررة في السنوات الأخيرة لم تعد تربة الأراضي الزراعية في قطاع غزة صالحة للزراعة.
فالقتال بين إسرائيل وحركة "حماس" أضر بالأراضي الصالحة للزراعة التي تقول السلطات الفلسطينية إنها ملوثة بشدة حاليا.
إلا أن مزارعا فلسطينيا يدعى إياد العطار اكتشف وسيلة مبتكرة للتغلب على تلك المشكلة.. استخدام الزراعة المائية لتنمية محاصيل في مزرعته التي تبلغ مساحتها 200 متر مربع في منطقة بيت لاهيا بقطاع غزة.
ويزرع العطار (41 عاما) بمزرعته الخيار والنعناع والريحان في صوبات زراعية، باستخدام مياه غنية بالمغذيات دون حاجة إلى تربة.
وقال العطار لتلفزيون رويترز "الزراعة المائية الحضارية زراعة مبتكرة جديدة في قطاع غزة. زراعة آمنه خالية من المواد المضرة بصحة المستهلك. زراعة موفرة للمياه بنسبة 80 في المئة. موفرة أيضا للأسمدة بنسبة 70 في المئة. زراعة موفرة أيضا للبطالة وموفرة للأيدي العاملة، وموفرة للمبيدات الزراعية التي تؤثر على صحة المستهلك. صحة المواطن."
ويستخدم نظام الزراعة المائية مضخة ري لإمداد المحاصيل المزروعة بالماء على مدار اليوم.
ويوضح العطار أن هذه الطريقة في الزراعة تناسب أوضاع قطاع غزة تماما حيث توجد ندرة في المياه.
فما بين 90-95 في المئة من طبقة المياه الجوفية الوحيدة في القطاع ملوثة بالصرف الصحي والمواد الكيماوية وماء البحر حاليا، الأمر الذي يجعل محطات تحلية المياه والصنابير العمومية شريان إنقاذ لبعض سكان غزة وعددهم نحو 1.6 مليون نسمة.
لكن العطار مهتم أيضا بمستوى التلوث في تربة قطاع غزة.
وقال "القنابل الفسفورية والبراميل المتفجرة التي ألقتها طائرات الاحتلال على قطاع غزة في المنطقة الشمالية كان لها أثر سلبي كبير على التربة في الأراضي المفتوحة، وهذا يؤدي طبعا حسب تقرير وزارة الصحة إلى أمراض تربة، ويؤثر على صحة النبتات وصحة المواطنين أيضا."
وتدير حركة حماس قطاع غزة وتدعم نظام الزراعة المائية بسبب إيمانها بالتلوث الكبير للتربة الزراعية في القطاع المحاصر.
وقال نزار الوحيدي مدير الإدارة العامة والإرشاد والتنمية الريفية في وزارة الزراعة "أحد الأسباب التي يجب ألا تُهمل، أن التربة بعد حرب الفرقان على وجه التحديد، وحرب العصف المأكول الأخيرة، أُصيبت الأراضي بصواريخ مُشعة."
وأضاف "نحن في وزارة الزراعة ومنذ عام 2006 ندعم هذا التوجه لعدة أسباب: السبب الأول أنها نظام صديق للبيئة، لا يستخدم المبيدات والأسمدة الكيميائية بشكل يؤذي. رقم اثنين أنها نظام موفر جدا للمياه."
ويقول العطار إن اكتمال التجهيزات لنظام الزراعة المائية استغرقت منه شهورا، وانه تلقى تمويلا دوليا لمساعدته في تغطية تكلفة التجهيزات التي بلغت 30 ألف دولار.
ومع ذلك فإن بيع العطار إنتاجه الوفير من الزراعة المائية خارج الأراضي الفلسطينية مستحيل على الأرجح، حيث لا يزال قطاع غزة رهن الحصار الإسرائيلي البري والبحري والجوي وإغلاق مصر لمعبر رفح معظم الوقت.