رام اللهسما يفتح اليوم باب الترشح للانتخابات المحلية المزمعة في الثامن من شهر أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، وستستمر عملية الترشح لمدة 10 أيام، في الوقت الذي الذي أعلنت فيه حركة فتح اسم قائمتها الانتخابية.
وأعلنت لجنة الانتخابات في وقت سابق أنها أنهت تدريباً على مدار يومين لممثلي الأحزاب السياسية المعتمدين على مستوى المناطق في الضفة والقطاع. وحضر التدريب نحو150 ممثلا عن مختلف الأحزاب والفصائل، وجرى خلال التدريب عرض المدد القانونية الخاصة بفترة الترشح، وفترة الانسحاب.
وشرح موظفو اللجنة خلال التدريب الشروط القانونية للمرشحين وكيفية تقديم طلبات الترشح في مكاتب المناطق الانتخابية. وقالت اللجنة إنها زودت ممثلي الأحزاب بكافة المنشورات والمطبوعات الخاصة بالترشح، إضافة إلى طلب الترشح وعناوين الاتصال في المكاتب الانتخابية.
وطالبت لجنة الانتخابات ممثلي الأحزاب بتقديم القوائم في الفترة الأولى من الترشح كي تتمكن اللجنة من دراستها وتصويبها.
وجرى خلال التدريب التطرق إلى الأسباب القانونية لرفض القوائم، بالإضافة إلى كل ما يخص الدعاية الانتخابية ومدتها القانونية والقيود المفروضة عليها.
إلى ذلك أعلنت حركة فتح أن كتلتها ستخوض الانتخابات البلدية، تحت اسم «كتلة التحرر الوطني والبناء»، وتحمل شعار «تحدي صمود شراكة تنمية».
وقالت الحركة في بيان صحافي، إنها ستخوض الانتخابات «من أجل تحقيق منظومة حكم محلي يوازن بين المعايير، ومتطلبات الحكم المحلي، وتساهم في إنجاز مشروع التحرر الوطني من خلال تحديد أولوياتها، بتعزيز الصمود، وحماية الأرض، ومواجهة الاستيطان، وتطوير البنية التحتية، وتوفير الخدمات اللازمة لكافة أبناء شعبنا، وتوسيع دائرة المشاركة المجتمعية، انطلاقا من مفهوم تعزيز الشراكة الديمقراطية».
وأكدت أنها ستخوض الانتخابات إلى جانب كتلتها الرئيسية، ضمن تحالفات وطنية ومجتمعية عريضة، ستعلن عن شعارها في وقت لاحق.
ومن المقرر أن تبدأ الحملات الانتخابية بشكل رسمي وفق ترتيبات لجنة الانتخابات يوم 24 سبتمبر/ أيلول المقبل، وذلك من خلال إعطاء الفرصة للقوائم المتنافسة استغلال الوسائل المسموح بها لهذه الدعاية.
ورغم الموعد المحدد لذلك، إلا أن نشطاء حركتي فتح وحماس، شرعوا منذ أكثر من شهر باستغلال الوسائل المسموح بها حاليا، للترويج لقوائم الحركتين. ويلاحظ أن الحملة الانتخابية التي تستخدم فيها حركة فتح حتى اللحظة «مواقع التواصل الاجتماعي»، وحركة حماس الملصقات الكبيرة والأفلام القصيرة المصورة، اشتدت خلال الأيام القليلة الماضية.
فقد واصل نشطاء حركة فتح وضع صورهم إلى جانب شعار الحركة، وكتبوا أسفل الصورة «سأنتخب فتح أنا وأسرتي».
وفي هذا السياق ركز نشطاء فتح على انتقاد حملة حماس، الهادفة للترويح لنشاطاتها في الفترة الماضية، التي تحمل شعار «كيف كانت .. وين صارت»، من خلال توجيه انتقادات لحماس، وتحمليها مسؤولية ما آلت إليه الظروف السيئة في قطاع غزة من زيادة نسب الفقر والبطالة في ظل الحصار.
من جانبها واصلت حماس حملتها التي تعرض خلالها انجازات البلديات والمؤسسات الحكومية خلال السنوات الماضية رغم الحصار الإسرائيلي. وشملت الحملة عرض انجازات رصف الشوارع وإقامة المشاريع العمرانية وغيرها من المشاريع الخدماتية الأخرى، وتركز الحملة على إعلانات مصورة تظهر المكان المستهدف قبل التطوير والمقصود به ضمن الحملة «كيف كانت»، ومن ثم عرض المكان بعد تطويره مثل رصف الشوارع الرئيسة والمقصود به بالحملة الدعائية «وين صارت».
وأبدت وسائل الإعلام المقربة من حماس اهتمامها بنشر تقارير تتحدث عن انجازات البلديات خلال الفترة التي كانت تخضع فيها بلديات القطاع لإدارة من قبل شخصيات محسوبة على الحركة. وبالعودة إلى ملف الترشح الذي يفتح بابه اليوم، فقد نقلت «القدس العربي» عن مصادر خاصة في تقرير سابق، عن انتهاء لجان فرعية شكلتها حركة فتح في كافة مناطق قطاع غزة، من وضع قوائم تضم أسماء المقترحين للمجالس البلدية على أن تختار اللجنة العليا التي يرأسها صخر بسيسو مفوض الحركة في القطاع، المرشحين من بينها.
كذلك ذكرت التقارير أن حماس هي الأخرى اختارت شخصيات «غير معروفة» من الفئة العمرية 30 إلى 50 عاما، وتضم خبراء وأكاديميين لم يعملوا سابقاً في حكومتها في غزة.
و قال الدكتور صلاح البردويل القيادي في حماس، إن الحركة ستخوض الانتخابات البلدية على قاعدة «تصعيد الكفاءات والخبرات الوطنية» بغض النظر عن البعد السياسي، وأكد أن حماس «تسعى إلى ضخ دماء جديدة تتسم بالكفاءة والحيوية وتساهم في تطوير عمل البلديات وخدمة المجتمع الفلسطيني بشكل أفضل مما عليه الآن».
وأوضح أن التسريبات والتصريحات التي تتداول من طرف فتح ومتحدثيها حول رغبتها في تأجيل الانتخابات «تعكس توجهاً خطيراً في العقلية الفتحاوية التي ترى أن الانتخابات هي وسيلة فقط لفوزها». وقال أن فتح تخشى الانتخابات البلدية ولديها رغبة كبيرة في تأجيلها خوفاً من فوز حركة حماس.
وفي خضم الحملات الدعائية عبر المواقع الالكترونية، عبر التحالف الديمقراطي المكون من القوى الديمقراطية الخمس وهي الجبهتان الشعبية والديمقراطية لتحرير فلسطين وحزبا الشعب وفدا والمبادرة الوطنية، والشخصيات الوطنية والمجتمعية، عن رفضه للتصريحات الإعلامية التوتيرية التي صدرت عن البعض خلال الأيام الماضية والهادفة لتعطيل العملية الانتخابية ووضع عراقيل أمامها.
واعتبر التحالف في بيان صحافي أن إصرار البعض دون أن يسميه على «وضع العراقيل» أمام سير العملية الانتخابية من خلال هذه التصريحات، يعزز أولا وأخيرا الانقسام، وبقاء الوضع على ما هو عليه، مما يفاقم من معاناة المواطنين».
وشدد التحالف على ضرورة التزام جميع الأطراف بـ «ميثاق الشرف» الذي وقعت عليه جميع الفصائل، بما يوفر البيئة المناسبة لعملية انتخابية ديمقراطية نزيهة.
وأكد التحالف الديمقراطي عزمه على المضي في طريقه من أجل توفير كل سبل النجاح لقوائم التحالف الانتخابية التي ستضم الكفاءات المهنية، التي تتمتع بالشفافية والنزاهة والقبول الاجتماعي، حتى تتمكن من إدارة البلديات بكفاءة عالية وبما يحقق هدف أن تكون هذه المجالس مجالس خدماتية.
وأعلن التحالف أنه وهو يشق طريقه نحو خوض معركة الانتخابات المحلية، يسعى إلى «تعزيز أركان التحالف الديمقراطي، كتيار ثالث على الساحة الفلسطينية، ويهدف لكسر الثنائية والهيمنة والتفرد في الساحة الفلسطينية». كما أكد كذلك على أنه لن يكون جزءا من أي «اصطفاف سياسي»، وأنه سيركز عـمله في خدمة الشعب الفلسطيني بأطيافه كـافة.