خبر : طبيب عربي رئيسا لوحدة أمراض "الرقبة والرأس" لمرضى السرطان في مستشفى إسرائيلي

الإثنين 15 أغسطس 2016 09:34 ص / بتوقيت القدس +2GMT
طبيب عربي رئيسا لوحدة أمراض "الرقبة والرأس" لمرضى السرطان في مستشفى إسرائيلي



القدس المحتلة / سما / حاز الطبيب الفحماوي نضال مهنا، الخبير في جراحة الأورام السرطانية في الرأس والرقبة، على منصب رئيس لوحدة "معالجة أمراض الرأس والرقبة" في مستشفى إيخلوف في تل أبيب، وهو منصب قلما وصل إليه طبيب عربي في الداخل، نظرا لسياسة التمييز العنصري التي تنتهجها إسرائيل.

وينتمي مهنا إلى عائلة فحماوية معروفة، وأسرته الصغيرة مكونة من 6 أفراد. درس مهنا المرحلة الابتدائية في مدرسة ابن سينا، والمرحلة الثانوية في أم الفحم الشاملة، وقد أتاح له تفوقه التعليمي الفرصة لدراسة الطب، فأنهى اللقب الأول في تخصص الأنف والأذن والحنجرة في (الجامعة العبرية).

لكن الطموح لم يتوقف عند هذا الحد، فكان اللقب الأول التعليمي بداية ناجحة لتحقيق قائمة من الطموحات الإنسانية. ففي عام 2012 سافر إلى كندا للعمل في أكبر قسم مختص في العمليات الجراحية للرأس والرقبة على الصعيد العالمي، وعمل طبيبا جراحا مدة 4 سنوات في مدينة تورنتو، وهناك حظي بمحبة واحترام الجميع، إضافة إلى اكتسابه خبرة كانت كفيلة بدفعه إلى الأمام قفزات.

ويتحدث مهنا عن القسم الذي عمل فيه جراحا لسنوات وهو قسم يعالج كل الأورام السرطانية في الرأس والرقبة ومشاكل الغدد فيهما، إضافة إلى جميع أمراض الأنف والأذن والحنجرة، علما بأن هذا التخصص نادر في البلاد. ونظرا لأهميته تلقى أكثر من عرض من أكثر من مستشفى خارج البلاد فاختار التوجه إلى كندا.

ويعتبر مهنا أول طبيب عربي ينهي لقبه في تخصص معالجة الأورام السرطانية في منطقتي الرقبة والرأس، وأمراض الغدة الدرقية، وأمراض فوق الدرقية، والغدد اللعابية وجميع الأورام في الجهاز التنفسي؛ البلعوم والحنجرة والفم.

ويقول: إن ما يميز هذا التخصص هو العمليات المعقدة التي ترافق مرحلة العلاج، مشيرا إلى أن بعض العمليات الجراحية تستمر لأكثر من 10 ساعات، خاصة عند الحديث عن أورام سرطانية حديثة، حيث تزرع في الرأس أنسجة تؤخذ من مناطق مختلفة من الجسم كالكتف والفخذ والرجلين، لتغطي التشويه الذي سببته العملية المعقدة، ويشمل العلاج أيضا عمليات "روبوتيكا"، حيث يستعمل فيها الرجل الآلي المنظار والإشعاع الكهرومغناطيسي لاستئصال الأورام السرطانية في منطقة الرأس.

ويعتبر تعيين الدكتور مهنا رئيسا لوحدة جراحة الرأس والرقبة (أنف، أذن، حنجرة) في "إيخلوف"، إنجازا آخر يضاف إلى قائمة الإنجازات الفردية لعرب الداخل، خاصة وأن الحديث يتعلق بمنصب رفيع وشديد الأهمية في مجال الجراحة في أحد المستشفيات الاسرائيلية الكبرى. وقد جاء هذا التعيين بعد جملة من العروض من المستشفيات في البلاد، والتي كانت قد اطلعت على نجاحه في المستشفى الكندي، ليقرر أخيرا أن يحط في بلاده، وأن يوقع اتفاقية العمل مع المستشفى المذكور.

ويجري مهنا أسبوعيا عمليات جراحية لمعالجة الأورام السرطانية تتواصل أحيانا لساعات طويلة، لكنه يؤكد أن الجهد والإعياء الذي يرافق العمليات الجراحية لا يساوي شيئا أمام النتائج الإيجابية التي يحصل عليها بعد إجراء العملية بنجاح.