تل ابيب سماكشفت “دائرة الإحصاء المركزية في "إسرائيل" عن معدلات ونسب لافتة تخص من يسافر من الإسرائيليين خارج الدولة العبريّة.
ولفتت الدائرة، كما نشر موقع “المصدر” الإسرائيلي، إلى أنّه منذ كانون الثاني (يناير) حتى تموز (يوليو) الماضيين، غادر أكثر من ثلاثة ملايين ونصف مليون إسرائيليّ، وهو ما شكل ارتفاعًا نسبته 14.9% مقارنة بالمدة نفسها من العام الماضي.
وبموجب هذه الوتيرة، يُتوقع أنْ يغادر أكثر من ستة ملايين ونصف مليون إسرائيلي دولة الاحتلال حتى نهاية السنة الجارية، وهو عدد غير مسبوق في تاريخ "إسرائيل".
وبموجب هذه النسبة، فإن الأمر يعني أن 87 بالمائة من 8.5 ملايين نسمة، سيسافرون هذه السنة من مختلف السبل، الجو والبر والبحر.
وقد سافر منذ بدء السنة الجارية، عبر مطار “بن غوريون”، مع من هم في طريقهم إلى السفر، 3,350,400 إسرائيلي وهو ما يشكل ارتفاعًا بنسبة 15%. وفي تموز (يوليو) الماضي وحده، غادر 831,000 إسرائيلي، من بينهم 795,000 مرة واحدة، و36,000 مرتين أوْ أكثر، فيما سافر في حزيران وتموز إلى الخارج ما لا يقلّ عن 1,379,000 إسرائيلي، وهو ما يشكل الذروة في أرقام المسافرين.
ووفق “المصدر”، خرج 234,600 "إسرائيلي" عبر المعابر الحدودية إلى الدول الجارة وطريق الأردن إلى السعودية ودول الخليج، وهو ما يشكل ارتفاعًا نسبته 9.3 بالمائة مقارنة بالعام الماضي.
كذلك خرج إلى سيناء 99,200 إسرائيلي، وهو ما شكل ارتفاعاً بنسبة 44.9 بالمائة.
وكانت صحيفة “معاريف” العبرية نشرت تقريرًا مطولاً عن علاقات "إسرائيل" بالدول العربية. ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي رفيع المُستوى، فضل عدم ذكر اسمه لحساسية الموضوع، نقلت عنه قوله إنّ العلاقات التجارية بين "إسرائيل" ودول الخليج تنفذ في الأغلب عبر تركيا وقبرص، والإسرائيليون الذين يعملون بشكلٍ مباشرٍ مع دول الخليج لا يعلنون عن موطنهم بصراحة.
وأشارت الصحيفة، نقلاً عن مسؤولين في "تل أبيب"، إلى أنه في بداية الثمانينيات كانت "إسرائيل" قد تاجرت مع دول الخليج، وكان مصنع بسكويت إسرائيليّ من بين الأوائل الذين باعوا فيها العجائن، والذروة كانت في التسعينيات عندما دشنت "إسرائيل" مكاتب مصلحة في قطر وعمان.
رجال أعمال بارزون، مثل اسحق تشوفا، ومسئولون من بنك “هبوعليم” سافروا إلى دول الخليج بحثًا عن فرص استثمارية، ايتان ورتهايمر، من أكبر رجال الأعمال في الكيان الإسرائيلي، كما أفادت الصحيفة، دُعي إلى قطر لحضور مهرجان الخيول العربية، وادعّت أنّ الحليب والمنتجات الزراعية والخشبية والأجهزة الالكترونية والمخصصات الغذائية الحربية تدفقت من "إسرائيل" إلى دول الخليج.
كما بحث القطريون بحثوا عن لاعبي كرة القدم الإسرائيليين ليعززوا قوة فرقهم، وشاركت "إسرائيل" في معرض للسلاح في قطر، كما تتبع رجال أعمال من دول الخليج آثار الصفقات في "إسرائيل"، ودرست البنوك في دول الخليج إمكانية الاستثمار بالأسهم الإسرائيلية في بورصة تل أبيب.
وأضافت: مئات الإسرائيليين يسافرون كل عام إلى الشرق على متن “قطر اير ويز″ عبر مطار الدوحة، يهبطون ويقيمون هناك عدة ساعات بجواز سفر إسرائيلي دون أي خوف، على حد تعبيره.
ويرى يوئيل جوزنسكي، من كبار الباحثين في مركز أبحاث الأمن القوميّ، أنّ هناك الكثير من الأمور مرتبطة بالفلسطينيين، حيث يقول: إذا حدث تجدد للاتصالات بيننا وبين الفلسطينيين سيطرأ تسارع في العلاقات مع الدول السُنّية، كما أكّد.
أما الباحث بروفيسور يورام ميطال، وهو مُستشرق من جامعة “بن غوريون” في بئر السبع، فقال للصحيفة العبرية إنّ قنوات الاتصال بين مصر و"إسرائيل" مزدحمة على مستوى نقل المعلومات.
وأضاف قائلاً: خلال سنوات، وفي كل مرة، كان ذيل طائرة لسلاح الجو "الإسرائيليّ" يدخل إلى مصر، كان المصريون يكتبون التقارير عن خرق شروط اتفاق السلام، وكذلك كنّا نفعل نحن عندما يتسللون هم إلينا.
ولفت إلى أنّه في العامين الأخيرين أدخلت مصر إلى سيناء جيشًا كاملًا، إلى الأماكن التي يُحظر عليهم فعل ذلك فيها حسب اتفاقية السلام ووافقت "إسرائيل".
وأشار إلى أنّ الحديث يدور عن تغيير مثير هدفه مساعدة مصر في حربها ضد “داعش” في سيناء، والذي من شأنه أنْ يتحول إلى مشكلة ما.
وأضاف: لنفترض أنّ المصريين سيخضعون الإرهاب في سيناء ويتركون هناك قوات رادعة، هل ستوافق "إسرائيل" حينها على ذلك؟
ليس مؤكّدًا، في هذه الأثناء لا تزال تدور هنا في المنطقة متغيرات كانت قبل عامين غير مفهومة وبدت ضربًا من ضروب الخيال، على حدّ قوله.
وأوضح في سياق حديثه: من المهم أنْ نشاهد كيف تبتعد "إسرائيل" عن الولايات المتحدة الأمريكية وتقترب من دول في الشرق الأوسط، بينما الفلسطينيون يقومون بخطواتٍ معاكسةٍ، لديهم خلافات مع دول في المنطقة ويبحثون عن آذان صاغية في الولايات المتحدة وفي أوروبا.
إلى ذلك، أفادت صحيفة “هآرتس″ العبرية بحصول تقارب بين "إسرائيل" وعدة دول خليجية على خلفية الانفراج الذي تشهده العلاقات بين واشنطن وطهران.
وتابعت الصحيفة قائلةً إنّ مسؤولاً "إسرائيليًا" رفيع المُستوى، طلب عدم الكشف عن اسمه، أكّد أن جميع الحكومات، في الدول العربيّة المذكورة، أعربت عن قلقها من التقارب الذي حصل بين الولايات المتحدة وإيران، وعبّرت عن خشيتها من انعكاس هذا التقارب على مصالحها، على حدّ تعبيره.