دمشق وكالات زار المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بيير كرينبول زيارة سوريا خلال الفترة ما بين 6 إلى 8 أغسطس الجاري التقى خلالها مع لاجئي فلسطين وموظفي الأونروا والمسؤولين الحكوميين.
وذكر بيان صادر عن أونروا تلقت سما" نسخة منه أن كرينبول حصل على انطباعات واسعة بخصوص شواغل السلامة والحماية الخاصة بلاجئي فلسطين وموظفي الوكالة في الوقت الذي يواصل فيه النزاع المسلح في سورية بفرض مخاطر جسيمة على المدنيين في حلب وخان الشيح ومنطقة اليرموك-يلدا وأجزاء من محافظة درعا.
ومن الأمثلة الصارخة التي يتعرض المدنيون لها الفظائع التي تم ارتكابها من قبل جماعة مسلحة قامت وبقسوة بقتل طفل فلسطيني في حلب في العشرين من تموز/يوليو 2016، وهي حادثة تدينها أونروا بشدة.
وقال كرينبول إن "القانون الإنساني الدولي والالتزام باحترام وحماية المدنيين في سورية، بمن في ذلك لاجئي فلسطين، ينبغي أن لا يتم التذكير بها ببيانات صحفية. إنها بحاجة لأن يتم تطبيقها بشكل عملي وذلك من أجل حماية الأرواح وحفظ الكرامة".
وأضاف كرينبول: "إنه لمن الضروري أن يتم وضع نهاية للصدمة غير العادية المتأتية عن وفاة وجرح العديد من المدنيين وذلك كجزء من حل سياسي لهذا النزاع".
وفي اجتماع عام مع الموظفين، شارك موظفو أونروا الذين يعملون في دمشق الشواغل التي لديهم مع المفوض العام.
وأعرب كرينبول عن تقديره العميق للمساهمات الاستثنائية التي يقدمها موظفوا أونروا في دمشق وحلب وحماة وحمص واللاذقية ودرعا وللتضحيات التي لا يزالون يقدمونها في خدمة لاجئي فلسطين بالرغم من المخاطر والضغوطات التي تفرضها بيئة النزاع المسلح.
وطلب المفوض العام من الموظفين بأن يحافظوا على تفانيهم على المدى الطويل لما فيه صالح لاجئي فلسطين.
وحضر المفوض العام افتتاح مؤتمر تربوي يعقد سنويا في مكتب أونروا الإقليمي في سورية.
وفي كلمته التي وجهها للمعلمين وللهيئة التربوية من مكاتب أونروا في أرجاء سورية، أشاد كرينبول بمثابرة موظفي التعليم في الوكالة في سبيل المحافظة على هذه الخدمة الحيوية بمواجهة تحديات جمة وبمواصلتهم بذل الجهود في سبيل تحسين جودة التعليم.
وأثنى المفوض العام بشكل خاص على قيام أونروا في سوريا بتطوير مبادرات ريادية للتعليم في حالات الطوارئ والتي تم تبنيها حاليا من قبل شركاء أونروا التي حظيت بتقدير عالمي.
كما أشار بالتقدير إلى أنه تم توفير 55 مبنى مدرسي من قبل الحكومة ليتم استخدامهم من قبل أطفال لاجئي فلسطين. وفي ضوء عدد مدارس أونروا التي أصبح الوصول إليها غير ممكن أو التي تعرضت لأضرار خلال الحرب، فإن هذا الدعم قد كان هاما للغاية من أجل الاستمرار في برنامج الأونروا التعليمي الهام.
كما التقى وناقش كرينبول أيضا بطلبة برلمان الأونروا المدرسي.
وفي أعقاب تبادل واسع للآراء ووجهات النظر مع الطلبة، قال: "إن الشجاعة والصمود اللتان يبديهما أطفال لاجئي فلسطين ستبقى على الدوام مصدر إلهام لي، وإن واجب أونروا النهائي لا يزال يتمثل في حماية الأطفال الفلسطينيين ورعاية مواهبهم ومساعدتهم على تحقيق إمكاناتهم".
والتقى المفوض العام لأونروا وزير الخارجية وشؤون المغتربين السوري وليد المعلم وفيصل مقداد نائب وزير الخارجية وشؤون المغتربين وريما القادري وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل وعلي مصطفى المدير العام للهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب.
وقدر المفوض العام في تلك اللقاءات الدعم الذي تحظى به عمليات أونروا في سوريا وبالتحسينات التي طرأت على صعيد تسهيل سبل الوصول الإنساني لبعض مجتمعات لاجئي فلسطين.
ودعا إلى اتخاذ المزيد من الخطوات لتعزيز حماية لاجئي فلسطين، وتحديدا في حلب وخان الشيح ومنطقة اليرموك-يلدا، وإلى تسهيل سبل وصول الأونروا لأولئك الذين هم بأمس الحاجة، كما ناشد أيضا بتقديم الحماية والاحترام لموظفي أونروا الذين يواجهون يوميا مخاطر جسيمة في سياق عملهم.