القدس المحتلةسما طالب وزير الأوقاف والشؤون الدينية الشيخ يوسف ادعيس، العالمين العربي والإسلامي والمجتمع الدولي، بالتحرك الفوري لوضع حدّ للاعتداءات اليومية التي تمارسها عصابات المستوطنين ضد مدينة القدس المحتلة والمقدسات.
وكشف ادعيس النقاب عن سلسلة الاعتداءات الإسرائيلية خلال شهر تموز المنصرم، التي تجاوزت 87 انتهاكا، تركزت على الاقتحامات اليومية والصلوات التلمودية، وكثافة دعوات ما يسمى منظمات من أجل الهيكل، لاقتحامات واسعة للمسجد الأقصى وإقامة الطقوس التلمودية، والتحضيرات الواسعة والنشاطات المتنوعة ضمن استعداداتها لاقتحامات جماعية للمسجد في ذكرى ما يطلق عليه الاحتلال "خراب الهيكل"، تتضمن تنظيم ندوات ومؤتمرات ومحاضرات واعتصامات في مدينة القدس المحتلة ومدن كبرى أخرى، بهدف تحريك وحشد أكبر عدد من اليهود وتشجيعهم على المشاركة في الاقتحام الجماعي للأقصى.
وقال إن كل ذلك وسط حملة التهويد المستعرة بكل مكان، والاستعدادات للبدء بمشروع تهويدي ضخم يستهدف "باب الجديد"، حيث وضع الاحتلال في الأيام الأولى بعد شهر رمضان ما تسمى "الكلمات العشر" على باب الجديد باللغة العبرية، ليصبح، حسب اعتقادهم، مكانا مقدسا يبادر اليهود إلى لمسه والتبرك به عند دخولهم منه، وشمل الاستهداف عبر ما تسمى سلطة الآثار الاسرائيلية، هدم أربعة قبور في باب الرحمة الواقعة في الجانب الشرقي من المسجد الأقصى.
وأضاف ادعيس أن الاحتلال وفي سابقة خطيرة سيّر سيارة كهربائية صغيرة تابعة لشرطة الاحتلال في المسجد الأقصى، لتأمين اقتحامات المستوطنين وجولاتهم الاستفزازية، واستمر بملاحقة واعتقال حراس المسجد والمرابطين فيه، وسمح للمتطرف الذي حاول تفجير قبة الصخرة عام 1982 باقتحام المسجد الأقصى.
وأشار إلى أن الأقصى شهد حدثا جديدا بإجراء مراسم تأبين لمستوطنة في باحاته، وأضاف أن الاحتلال بالإضافة لنهجه إحلال العنصر اليهودي في المسجد الأقصى والجغرافي في محيطه، يعمد الى طرد المصلين والمرابطين والعاملين والموظفين ونساء المسجد الأقصى، بإبعادهم عنه لعدة شهور، وإدراج النساء والرجال ضمن القائمة السوداء لديه، ويعمل على صبغ ما حول المسجد بطابع يهودي، محدثا خللا خطيرا في الجغرافيا الإسلامية العربية.
وفي خليل الرحمن وتحديدا في المسجد الإبراهيمي، أوضح ادعيس أن سلطات الاحتلال صبت جام عنجهيتها بمواصلة تدنيس المسجد عبر ما يسمى نائب الإدارة المدنية، يرافقه أحد الضباط، وتجولا في أقسامه، كما قامت ما تسمى الإدارة المدنية بأخذ قياسات للبوابات الخارجية، وأعلنت عزمها وضع بوابات رسمية للجنود، وأضافت مدخلا الكترونيا على أبواب المسجد من جهة السوق، وتواصل سياسة تغيير معالم المسجد وما حوله، وشرعت في إغلاق المنطقة التي تعتزم بناء غرف حجرية فيها بسياج من الصفيح، بعد تفكيك الحواجز الالكترونية التي كانت على مدخل المسجد، تمهيدا لبناء غرف محصنة تحتوي على أجهزة تفتيش الكترونية، وكاميرات مراقبة.
وتابع: أن الاحتلال كعادته منع رفع الأذان في المسجد الإبراهيمي خلال هذا شهر تموز 47 وقتا، وحرم من هم دون الثلاثين عاما من دخوله.
وبين ادعيس أن الانتهاكات شملت أيضا المقامات الإسلامية الواقعة في كفل حارس شمال مدينة سلفيت بحجة القيام بطقوس دينية، والاعتداء على مقبرة القبة الملاصقة لجدار الفصل العنصري في بيت لحم، حيث قامت قوات الاحتلال بقطع الأشجار المعمرة، والاعتداء على عين الماء الجديدة في تل الرميدة بالخليل ببناء درج بنية عمل متنزه قومي خاص بالمستوطنين، علما أنها أرض وقف إسلامي أثري من العهد المملوكي.
وأشاد وزير الأوقاف بصمود المقدسيين وأهلنا في الخليل وكل فلسطيني متجذر فوق أرضه، يبتغي الانعتاق والتحرر، وانقشاع الاحتلال لتغدو القدس العاصمة الأبدية لفلسطين حرة أبية