وكالات/سما/ بعد موافقتها على خوض الانتخابات البلدية في كل من قطاع غزة والضفة الغربية، تتجه حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إلى دعم وتشكيل قوائم مهنية وكفاءات للمشاركة في هذه العملية الديمقراطية، التي ستجري للمرة الأولى منذ آخر انتخابات محلية في عام 2005.
ووفقاً لقياديين في الحركة، فإنّها ستدعم تشكيل قوائم مهنية مشتركة في الانتخابات البلدية المقررة في 8 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، لفتح الطريق أمام إشراك مزيد من الأطراف في العملية الانتخابية وخدمة الجمهور المحلي، فيما لم تتضح بعد رؤية الفصائل الأخرى من المشاركة، وآلية دخولها الانتخابات.
قوائم مهنية مشتركة
في هذا السياق، يقول المتحدث باسم حركة "حماس"، حازم قاسم لـ"العربي الجديد"، إنّ "حركته ستدعم تشكيل قوائم مهنية مشتركة في الانتخابات البلدية، وهو ما يفتح المجال واسعاً لإشراك الأطراف والشخصيات القادرة على خدمة الشعب الفلسطيني وتعزيز صموده، للدخول للمجالس المحلية عبر صناديق الاقتراع".
ويشير قاسم إلى أنّ "حماس، انطلاقاً من موقفها الدائم والثابت لتحقيق الشراكة الوطنية، تريد لهذه الانتخابات أنّ تكون حالة عملية من إشراك كل الفلسطينيين في إدارة أحد الشؤون المهمة لشعبنا، وجزء من دوافع حماس لانجاح الانتخابات، هو تعزيز الشراكة الوطنية، وتخفيف آثار الانقسام، بعد تنكّر السلطة لمتطلبات المصالحة". ويلفت إلى أنّ "موقفنا المعلن بدعم تشكيل قوائم مهنية مشتركة يهدف لجعل الانتخابات عرساً وطنياً وإثباتاً بأنّ شعبنا يستطيع أنّ يمارس هذا الحق الحضاري المتقدم، بعيداً عن الاعتبارات السياسية أو المناكفات الحزبية". ويوضح قاسم أنّ "الحالة الفلسطينية فيها كفاءات وشخصيات مهنية، وحماس ترى في الانتخابات البلدية مع أهميتها، أنّ لها بعداً مهنياً وتخصصياً"، مشيراً إلى أنّ "تعزيز الكفاءات يعني رفع درجة الخدمات المقدمة للجمهور".
ويشير قاسم إلى أنّ "الحركة كبيرة وفيها كفاءات مختلفة، ومع ذلك سيكون المجال واسعاً لدعم كفاءات ضمن قوائم مهنية مشتركة"، مؤكداً أنّ "حماس تريد إشراك القطاعات المؤثرة في الشعب الفلسطيني ليس فقط في الانتخابات المحلية، بل في كل مجالات إدارة الشأن العام".
كما يلفت إلى أنه "من البداية دعت حماس لحكومة وحدة بعيد انتخابات 2006، ودعمت حكومة الوحدة الوطنية الأولى، وأخيراً وافقت على تشكيل حكومة الوفاق بعد اتفاق الشاطئ، رغم أنها غير ممثلة فيه". ويضيف أن "حماس ترى في تحمّل الجميع لمسؤولياته، مسألة هامة لتعزيز صمود الشعب في مسيرة التحرير التي تصر عليها، والتي لن تمنع كل انشغالاتها من إكمالها لهذه المسيرة".
عمل خدماتي
من جهته، يرى الكاتب والمحلل السياسي، مصطفى الصواف، أنّ "توجّه الفصائل الفلسطينية، وتحديداً حركة حماس لاختيار كفاءات وكوادر من خارج الحركة لخوض الانتخابات البلدية، لا يعني أنهم غير منتمين أو غير مؤمنين بأفكار الحركة". ويقول الصواف لـ"العربي الجديد"، إنّ "العمل في البلديات والهيئات المحلية هو عمل خدماتي بحت، لا يحتاج إلى شخصيات سياسية، بقدر الحاجة لأصحاب اختصاصات، قادرين على تقديم خدمات مميزة تلبي طموحات الشارع الفلسطيني". ويؤكد على أنّ "التوجه نحو اختيار كفاءات من خارج التنظيمات الفلسطينية غير مرتبط بدرجة بالشعور بالفشل أو النجاح، بقدر ما هو رغبة الفصائل بتقديم شخصيات قادرة على تلبية طموحات المواطن الفلسطيني وقادرة على تقديم خدمات مميزة".
وينبّه الصواف إلى أنّ "الانتخابات البلدية والهيئات المحلية لا ترتبط بشكل مباشر بالعمل السياسي، إلا في طبيعة النسب التي ستحصدها الفصائل الفلسطينية المشاركة في هذه الانتخابات، التي تعتبر الاختبار الأول منذ 10 سنوات".
على الجانب الآخر، يعتقد أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر في غزة، ناجي شراب، أنّ "توجه حركة حماس نحو اختيار مرشحين وكفاءات من خارج الحركة، هو توجه إيجابي منها، واستباق لما قد تؤول إليه نتائج الانتخابات".
ويقول شراب لـ"العربي الجديد"، إنّ "اختيار كفاءات وطنية هو الحل الأفضل وضمان لعدم ممارسة أي ضغوط سياسية في حال نجحت هذه الشخصيات في الانتخابات، ومن الضروري أن تكون قادراً على تقديم حلول للمشاكل الخدماتية". ويُشدّد على أنّ "هذا القرار من قبل حركة حماس، سيفتح المجال واسعاً أمام توسعة العمل السياسي من أجل إفساح الساحة لشخصيات وطنية جديدة، قادرة على تلبية طموحات الشارع الفلسطيني وتحقيق مطالبه".