خبر : القناة الثانية تكشف حجم الإخفاق في عدوان "الجرف الصامد" على غزة

الثلاثاء 12 يوليو 2016 01:03 م / بتوقيت القدس +2GMT
القناة الثانية تكشف حجم الإخفاق في عدوان "الجرف الصامد" على غزة



القدس المحتلة ترجمة اطلس للدراساتتحيي إسرائيل ذكرى مرور عامين على عملية "الجرف الصامد"، العملية التي استمرت لمدة 50 يومًا وأودت بحياة 68 جنديًا و4 مواطنين. لم يُقل الكثير منذ انتهاء العملية، وبشكل طبيعي، الأمر الأساسي الذي برز منذ ذاك الوقت وحتى الآن هو الأنفاق.

تقدم الجيش للعملية وهو غير مستعد للتعامل مع التهديد تحت الأرضي، كما هو معروف اليوم. يكفي أن نذكر في هذا السياق ما تم نشره من أيام العملية حول ارتجال كتيبة "جفعاتي" في العثور على الأنفاق.

بإمكاننا أن نرى حجم استخفافنا بالأنفاق في الصورة التي يتم نشرها هنا لأول مرة، والتي وجدت بحوزة الجيش منذ عام ونصف على الأقل قبل العملية، إنه تصوير جوي لقطاع غزة، منقط بمئات النقاط الحمراء، كل نقطة من تلك تشير لفتحة نفق. حالة من الحالات الكثيرة في التاريخ العسكري، الاستخبارات تعلم لكنها لم تصل للمنطقة.

السياسيون ليسوا وحدهم المذنبون

نذكر أن عملية "الجرف الصامد" بدأت من 8 يوليو 2014، الصورة التي ننشرها عُرضت في منتصف عام 2013 لمسؤولين أمريكيين في سفارة الولايات المتحدة بإسرائيل، ويُرجح أن المادة كانت بحوزة الجيش قبل عام من ذلك.

بإمكاننا تحديد حوالي 900 نقطة حمراء، جزء كبير منها متركزة على حدود غزة مع مصر، ومجموعات أخرى من النقاط الحمراء ظاهرة في منطقة الشجاعية وفي شمال القطاع، قرب الحدود مع إسرائيل. وكما ذكرنا، كل نقطة تمثل فتحة نفق.

معنى ذلك أن الجيش كان يمتلك صورة كلية للوضع فيما يتعلق بما يحدث في قطاع غزة بشأن الأنفاق. في منطقة الشجاعية - ونحن نعلم أن حماس استخدمت الأنفاق في تلك المنطقة بشكل واسع كجزء من القتال، -الإخفاق كان شديداً. بالرغم من هذه المعلومات الدقيقة التي قدمتها الاستخبارات الإسرائيلية إلا أن الجيش لم يستعد بشكل كلي لمحاربة الأنفاق. تقريبًا لم يتم امتلاك معدات عسكرية للكشف والقتال في ساحة كهذه، لم يتم إجراء تدريبات خاصة للقوات، وبصرف النظر عن وحدات خاصة للقوات الهندسية، لم يستعد أحد لحرب الأنفاق.

مسؤول كبير في جهاز الأمن أشار إلى أن "القيادة السياسية ادعت بعد العملية أنهم لم يكونوا يعلمون بأن خطر الأنفاق بهذا القدر. الجيش، مبررًا، ادعى أن هذا ليس صحيحًا، لقد نقلوا رسالة، كان هناك اكتشاف لأنفاق متسللة، حتى ان ذلك انتشر في وسائل الإعلام". ومع ذلك، لم يوفر المسؤول فرصة انتقاد الجيش وقال "الجيش نفسه تجاهل ذلك ولم يفعلوا اي شيء إزاء هذا الخطر، لم يستعدوا وكانوا هامدين. هذا ما قلب هذه القصة وهذا الإخفاق لأمر خطير لهذه الدرجة. الاستخبارات والجيش والشاباك كان لديهم كل شيء. تجاهلوا ذلك، ولم يدفع أي منهم الثمن".

لكن الجيش دفع ثمنًا باهظًا بسبب الأنفاق، لقد تسللت خلية مكونة من 9 أشخاص من غزة لإسرائيل في الـ 19 من يوليو قرب كيبوتس "باري"، وبالاشتباك معهم قتل جنديين من الجيش وأحد المتسللين. باقي المتسللين نجحوا بالعودة بسلام لغزة عن طريق النفق، بعد مرور يومين، في 21 يوليو، تسلل آخرون عن طريق نفق محاذي لكيبوتس "نير عام"، أطلق رجال الخلية صاروخًا مضادًا للبابات، مما أدى لمقتل 4 من جنود الجيش. في هذه الحادثة نجح الجيش باغتيال 10 متسللين على الأقل. حادثة قاسية أخرى وقعت في 28 يوليو، حيث تسلل أشخاص من نفق قرب كيبوتس "ناحل عوز"، هاجموا معقلًا صغيرًا وقتلوا 5 جنود، وقتل أحد المتسللين فقط، والباقين عادوا لغزة بسلام عبر النفق.

هذا وقاتل كثير من المقاومين ضد قوات الجيش الذين دخلوا لمناطق من غزة مستخدمين الأنفاق من أجل مفاجأة القوات والانسحاب فورًا. في جزء كبير من الحالات تمت مفاجأة الجنود، ولم يكونوا يعلمون بأي اتجاه عليهم الرد لأنهم لم يكونوا يعلمون عن فتحات الأنفاق في المنطقة. هذا بالرغم من ان الجيش كان يعلم عن الفتحات قبل عام ونصف من العملية.

ما زلنا ننتظر التقرير

لم تنهِ لجنة الخارجية والأمن للكنيست حتى اليوم تحضير التقرير للتحقيق في الفشل في عملية "الجرف الصامد"، هذا بالرغم من مرور عامين وعقد أكثر من 80 جلسة شارك بها متخصصون كُثر، وقد أرسل عضو اللجنة وعضو الكنيست أرئيل مرغليت رسالة للرئيس الحالي آفي ديختر طلب التعجيل بصياغة التقرير النهائي، وكتب في الرسالة "يُخيل إلىّ أن أحدًا غير معني بالتوصل للحقيقة".

الأنفاق التي نراها في الصور تم تفجيرها على يد سلاح الجو، لكن تدمير فتحات النفق من الجو لا يضر بقدرات حماس أو أي تنظيم إرهابي آخر، ما تم تدميره هو جزء صغير مما يتم حفره. ليس هناك شك أنه منذ "الجرف الصامد" أجريت نشاطات ليست بالقليلة لتحسين الوضع، لكن المسؤول الذي تحدثنا معه يقول "صحيحٌ أن الوضع أفضل، لكن طالما لم نصحح الأخطاء كما يجب فإننا سندفع دماءنا ثمنًا لذلك".

إلى جانب هذه الأمور الصعبة، قال خبراء غير قلة أنه حتى النظام السري الذي نشره الجيش حول قطاع غزة للكشف عن الأنفاق ما زال بعيدًا بقدراته عمّا تم عرضه. نتمنى أن يكون هذا الأمر ليس بداية إخفاق جديد.

عن القناة الثانية الاسرائيلية